صمت الـ 109 درجات: حين تحولت أريزونا إلى مقبرة.. والأب يختار العالم الافتراضي على حياة طفلته

صمت الـ 109 درجات: حين تحولت أريزونا إلى مقبرة.. والأب يختار العالم الافتراضي على حياة طفلته

الفصل الأول: هدوء ما قبل العاصفة والقرار المأساوي

في ذاك اليوم من شهر يوليو، كانت شمس أريزونا لا ترحم، تضرب الأسفلت بقسوة وتوغل درجات الحرارة إلى مستويات خطرة.

عاد “كريستوفر شولتس” إلى منزله بعد جولة سريعة، وبدلاً من أن يحمل طفلته البالغة من العمر عامين من مقعد السيارة، اتخذ قراراً مأساوياً لا يمكن تفسيره: تركها نائمة في الداخل.

زعم الأب لاحقاً أنه ظن بأن التكييف سيبقى يعمل، لكن إغراء العالم الافتراضي كان أقوى. بينما كانت طفلته البريئة، التي لا تعرف شيئاً عن الأمان، تبدأ صراعاً وحيداً ضد الحرارة القاتلة، كان هو غارقاً في شاشة اللعب، في عالمٍ لا يُقاس فيه الوقت بالنبضات القلبية لطفل، بل بالنقاط والمهام.

الفصل الثاني: الساعات الثلاث التي ابتلعت البراءة

ثلاث ساعات مرت كالأبدية. في تلك الساعات، ارتفعت درجة حرارة السيارة داخل الممر الخاص بمنزل العائلة لتصل إلى 109 درجة فهرنهايت (نحو 43 درجة مئوية)، لتصبح مصيدة حارقة للبراءة.

كانت الطفلة الصغيرة وحدها، بين حرارة تتصاعد ووعي يتلاشى ببطء، بينما كان صوت لعبة الفيديو هو الأقرب إلى أذني أبيها الغافل.

المأساة لم تكن صدفة؛ فقد كشفت التحقيقات عن نمط سابق من الإهمال، حيث أكدت ابنتاه الأكبر سناً أن الأب سبق وأن تركهما وحدهما في السيارة.

هذا الإهمال المتراكم وصل إلى ذروته المروعة في ذاك اليوم، مؤكداً أن غياب الانتباه كان خطراً قاتلاً.

الفصل الثالث: الثمن الباهظ والندم المتأخر

انكشفت الفاجعة بوصول الأم إلى المنزل، لتجد المشهد الذي لا يمحى من الذاكرة: طفلتها الصغيرة لفظت أنفاسها الأخيرة.

وبينما كان الأب يحاول تبرير فعلته، كانت كلمات زوجته تصرخ بالحقائق في وجهه، كما كشفت رسالة نصية قديمة: قلت لك أن تكف عن تركهن في السيارة، كم مرة قلت لك؟

أمام المحكمة، اختار الأب الإقرار بذنبه في تهمة القتل من الدرجة الثانية و إساءة معاملة الأطفال.

وبعد أن رفض عرضاً أولياً كان سيخفف من عقوبته، وافق شولتس على الاتفاق الذي سيقضي بموجبه 20 إلى 30 عاماً من عمره خلف القضبان.

هذا الاتفاق، ورغم أنه يجنبه عقوبة الإعدام، إلا أنه يؤكد أن ثمن ثلاث ساعات من الإهمال هو عقود من السجن، وذاكرة أبدية لطفلة دفعتها لعبة فيديو إلى الصمت الأخير في مقبرة من الفولاذ والزجاج.

إن مصير شولتس هو تذكير مروع بأن المسؤولية الأبوية لا تقبل التقسيط أو الإلغاء، وأن أي إلهاء، مهما بدا تافهاً، يمكن أن يكون فظاعة لا تُغتفر.

المزيد من الكاتب

🔥حرب الكلمات في إنتر: كييفو يفجر الخلاف بعد هزيمة نابولي!

“لا يهمني مستقبلي”.. تودور يُحوّل “ميزان الكالتشيو” إلى محكمة علنية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *