بعد إعلان يوفنتوس المفاجئ إقالة المدرب إيغور تودور، لم تكن النتائج المتردية (ثلاث هزائم متتالية وصيام تهديفي لأربع مباريات) هي السبب الوحيد وراء قرار الطلاق البارد.
فقد كشفت الكواليس عن قصص صراع عميق وتوتر غير معلن بين المدرب الكرواتي والمدير العام داميان كومولي، حيث تحولت غرفة الملابس والمكاتب الإدارية إلى مسرح لخلافات فجّرت العلاقة وأنهت الحقبة.
إليك ثلاثة فصول من دراما “خارج الخطوط“ التي عجّلت برحيل تودور:
1 . قصة “الانتقالات المتجاهلة”: مدرب يُطلَب ويُتجاهل
لم يكن تودور راضياً عن تحركات السوق الصيفية، بل شعر بأن الإدارة قللت من أهمية مطالبه الفنية.
. العجز في الوسط: كانت رغبة تودور الأساسية هي تدعيم خط الوسط، لكن كومولي تجاهل هذا الطلب، مفضلاً التعاقد مع لاعبين هجوميين مثل لويس أوبيندا وإيدون زيغروفا في اللحظات الأخيرة.
. صفقة التبادل المُقحمة: لم يكن الخلاف مجرد نقص، بل كان قراراً مضاداً لرغبة المدرب. فقد أصر تودور على الإبقاء على الظهير البرتغالي ألبرتو كوستا بعد أدائه الجيد في كأس العالم للأندية، لكن الإدارة قررت مبادلته بمواطنه جواو ماريو الذي لم يجمع سوى 330 دقيقة لعب منذ وصوله تورينو، في رسالة واضحة بتقديم الرؤية الإدارية على رغبة المدرب الفنية.
2 . قصة “الضيف غير المرحب به”: تعيين مدير الأداء من خلف الستار
كانت هذه هي اللحظة التي تحول فيها التوتر إلى صراع علني حول الصلاحيات.
التصريح القاطع: عندما سُئل تودور عن تعيين المدير الجديد للأداء دارين بورغيس (القادم من أرسنال وليفربول)، كان رده بارداً ومهيناً: “هذا السيد لم يصل بعد إلى النادي.”
كان تعيين بورغيس، الذي كان من المفترض أن يعمل بشكل وثيق مع تودور، قراراً إدارياً لم يُناقش مع المدرب.
هذا التدخل الإداري لم يتوقف هنا، بل تجاوزه إلى المجال التكتيكي البحت، حيث أفادت تقارير بأن المديرين بدأوا يناقشون تكتيكات تودور معه في لقاءات فردية، واقترحوا عليه الانتقال إلى خطة دفاعية بأربعة مدافعين، وهو “خط أحمر“ لم يقدره المدرب على الإطلاق.
3 . قصة “شكاوى الميكروفون”: غضب علني أمام الكبار
لم يقتصر الصراع على الكواليس، بل انتقل إلى قاعة المؤتمرات الصحفية، حيث أسلوب تودور العدواني في التواصل كان سبباً مباشراً في نفور الإدارة منه.
. وصف “مخزٍ“: بدأت شكاوى تودور تجاه الحكام بعد التعادل 1-1 مع هيلاس فيرونا، حيث وصف قرار ركلة الجزاء على فريقه بأنه “مخزٍ“.
. لحظة الانفصال: بلغ السلوك ذروته قبل مباراة دوري الأبطال أمام ريال مدريد الأسبوع الماضي. فقد خرج تودور ليشتكي من جدول المباريات والتحكيم بحدة، بينما كان يجلس أمامه في الصف الأول كل من جورجيو كيلليني، وداميان كومولي، وفرانسوا موديستو.
كانت تلك الشكوى العلنية أمام مسؤولي النادي بمثابة دليل قاطع للإدارة على أن المدرب لا يمتلك استراتيجية تواصل دبلوماسية تناسب نادٍ بحجم يوفنتوس.
لقد كانت هذه القضايا “خارج الخطوط“، إلى جانب الأداء الضعيف داخل الملعب، هي الوقود الذي أشعل قرار الإقالة، ليجد يوفنتوس نفسه مضطراً لبدء حقبة جديدة مع مدرب ثالث في سبعة أشهر، في انتظار ما ستسفر عنه لقاءات المدير العام كومولي المرتقبة مع لوتشيانو سباليتي.
“في التحليل النهائي، لم تكن الهزائم الثلاث المتتالية هي السبب الجذري لرحيل تودور، بل كانت بمثابة الشرارة النهائية لانفجار أعمق.
تكشف فصول هذه القصة عن صدام مبدئي بين مدرب يطالب بالاستقلالية المطلقة في قراراته الفنية (الانتقالات والتكتيك)، وإدارة ترغب في فرض نموذج إداري مركزي يعتمد على التخصص (تعيين مدير الأداء) ويطالب بالدبلوماسية الإعلامية.
هذا التضارب في الفلسفات، الذي انتقل من الكواليس إلى المؤتمرات الصحفية، جعل استمرار العلاقة مستحيلاً.
يوفنتوس الآن أمام تحدٍ مضاعف: إيجاد مدرب يضمن العودة السريعة للنتائج، وفي الوقت نفسه، يتقبل العمل ضمن الإطار الإداري والاستراتيجي الذي رسمه داميان كومولي وكيلليني، وهو ما يبحث عنه النادي على الأرجح في شخصية قوية ومرنة مثل لوتشيانو سباليتي.”
