في مساءٍ واحد، عاشت لاعبات يوفنتوس الدوليات أقصى درجات المشاعر؛ فما بين انتصار ساحق وهزيمة موجعة، تكشفت قصص عنيدة تتجاوز أبعاد الملعب.
اليوم، لا نتحدث عن نتيجة فقط، بل عن حالة نفسية و قوة عاطفية ستؤثر بشكل مباشر على أداء الفريق في الكالتشيو. العودة إلى تورينو لن تكون مجرد رحلة، بل رحلة تحمل حقائب مليئة بالدروس الصعبة والثقة المطلقة.
العزلة خلف الهدف (بييرو-مانيان)
لحظة تسجيل الهدف الوحيد في مرمى فرنسا أمام ألمانيا في نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية، كانت قاسية على الحارسة بولين بييرو-مانيان.
بدأت اللقاء أساسية، وحملت على عاتقها ثقل آمال أمة، لكن الهزيمة 1-0 كانت النتيجة النهائية. القصة هنا ليست في الخسارة بحد ذاتها، بل في العزلة التي يشعر بها حارس المرمى؛ فهو الشاهد الأقرب على الانهيار، والمسؤول الأول عن الشباك التي تهتز.
العودة إلى يوفنتوس بعد هذه التجربة هي اختبار للشخصية؛ هل ستتحول مرارة الهزيمة إلى جدار صلب لا يُقهر، أم ستلقي بظلالها على تركيزها في حماية مرمى “السيدة العجوز”؟ هذا النوع من التجارب هو الذي يصقل أبطال الكرة النسائية ويعيد تعريف معنى الشجاعة.
طاقة الثقة (فانجسجارد)
على الجانب الآخر، تروي المهاجمة الدنماركية أمالي فانجسجارد قصة مختلفة تماماً، قصة تفوح منها رائحة الثقة المطلقة.
شاركت فانجسجارد في 70 دقيقة من الفوز الكاسح لمنتخبها (6-1) على فنلندا. القصة الإنسانية هنا هي نشوة التواجد في قلب عملية انتصارية كبرى.
عندما تعود لاعبة بنشوة سداسية، فإنها لا تجلب معها النتيجة، بل تجلب معها “عقلية الانتصار“. هذه الطاقة الهجومية، التي دعمتها تكتيكات سمحت لها بالتحرك كـ “نقطة ارتكاز متحركة” لخلق الفوضى، هي أكبر مكسب نفسي ليوفنتوس.
ستكون رسالة تحذير لأندية الكالتشيو: فانجسجارد تعود وهي تحمل وقود النجاح الدولي.
التناقض لا يتوقف عند فانجسجارد ومانيان؛ فـ تاتيانا بينتو، التي لعبت مباراة كاملة في فوز البرتغال على أمريكا 2-1، تعكس قوة الشخصية بالقدرة على حسم مواجهات القمة.
أما اللاعبات الإيطاليات (بونانسيا، جيريللي، إلخ) العائدات من تعادل 1-1 مع اليابان، فإنهن يحتجن إلى إظهار “قوة العزيمة“ لنسيان إحباط التعادل.
التصريحات التي تخرج بعد هذه المباريات، وإن كانت نادرة، غالباً ما تركز على جملة واحدة: “سنتعلم من هذه المباراة“.
وهي الكلمات التي تلخص كيف تتحول التجارب الدولية، سواء كانت نصراً أو هزيمة، إلى قوة دافعة في النادي.
في الختام، لم تكن عودة لاعبات يوفنتوس إلى الكالتشيو مجرد استئناف للتدريبات؛ بل هي بداية مرحلة جديدة يختلط فيها حماس فانجسجارد بحذر بييرو-مانيان.
التحدي الآن للمدرب هو أن ينسج من هذه القصص المتناقضة خيطاً واحداً من الالتزام، ليُثبت أن قوة فريق “السيدة العجوز” تتجاوز النتائج، وتكمن في صلابة شخصيات لاعباته.
