تحليل عميق لفوز نابولي على ليتشي (0-1) الذي يضعه في صدارة السيري آ
لم يكن فوز نابولي على ليتشي 1-0 مجرد ثلاث نقاط، بل كان انتصاراً لـ “فن إدارة الأزمات” بالنسبة للمدرب أنطونيو كونتي.
في ظل غياب مؤثر لأربعة لاعبين رئيسيين (دي بروين، لوبوتكا، ميريت ولوكاكو)، واضطراره للبدء بتشكيلة 4-3-3 بدلاً من التشكيل المعتاد، كان نابولي يحتاج إلى حلول فردية وبطولة غير متوقعة.
1. 🛑 المنعرج الحاسم: الحارس المتخصص يكسر القاعدة
نقطة التحول التي غيرت مسار اللقاء بشكل كامل لم تكن هدفاً هجومياً، بل تصدياً دفاعياً. في الدقيقة 56، وبعد مراجعة الـ VAR التي منحت ليتشي ركلة جزاء (نتيجة لمسة يد على خوان جيسوس)، وقف الحارس فانيا ميلينكوفيتش-سافيتش سداً منيعاً.
. البطل التكتيكي: تصدي ميلينكوفيتش-سافيتش لتسديدة كاماردا لم يحافظ على التعادل السلبي فحسب، بل أكد وضعه كـ “متخصص“، حيث وصل إلى إحصائية مذهلة: أنقذ خمسة من آخر تسع ركلات جزاء واجهها في السيري آ.
. تأثير القرار: هذا التصدي منع ليتشي من الحصول على الأفضلية المعنوية والنقاطية، وألغى الضغط الذي كان سيواجهه نابولي بسبب الغيابات، ليُبقي المباراة في متناول خطة كونتي الهجومية.
2. 🎨 التكتيك والتعديل: حسم أنغيسا وعبقرية نيريس
على الرغم من أن نابولي سيطر على الكرة في الشوط الأول، إلا أن هجمات أوليڤيرا و بوليانو و لوكّا لم تخترق الدفاع الصلب لليتشي بقيادة فالكون (الذي قام بتصدي كبير لأوليڤيرا قبل الاستراحة).
. الغياب والتأثير: أثرت الغيابات على سلاسة الهجوم، وزاد الأمر سوءاً بخروج نوا لانغ مصاباً في بداية الشوط الثاني، مما أضاف عبئاً جديداً على قائمة الإصابات الطويلة.
. تبديلات كونتي الحاسمة: أثبت كونتي مرة أخرى براعته في التغييرات:
.. أدخل ديفيد نيريس بديلاً للأنغ المصاب.
.. أدخل الثلاثي هويلوند (العائد من الإصابة)، و ماكتوميناي، و سبيناتزولا لتعزيز الهجوم والوسط.
.. الهدف جاء مباشرة نتيجة هذا التنشيط: ركلة حرة متقنة من نيريس في الدقيقة 69 حولها أندري فرانك زامبو أنغيسا برأسه إلى شباك ليتشي.
هذا الهدف أكد أن أنغيسا (الذي سجل الهدف أيضاً في مباراة إنتر) هو اللاعب الذي يعتمد عليه الفريق في لحظات الحسم.
3. 🧭 استدامة الفوز: الأداء تحت الضغط
الفوز بهذه الطريقة يؤكد قدرة نابولي على الفوز بأسلوب “اقتصادي”، معتمداً على جودة لاعبين فرديين (الحارس أنغيسا) وعلى قرارات المدرب التكتيكية، حتى عندما يكون الفريق مرهقاً وغارقاً في الإصابات.
أما ليتشي، فسيظل يندم على ضياع ركلة الجزاء، التي تمثل فشلاً في الحسم كلفهم نقطة واحدة على الأقل في مواجهة فريق متصدر.
