أرسنال للسيدات: تراجع الأبطال.. الأخطاء الفردية تكشف البحث عن “الثقة والإيقاع”

لندن، أكتوبر 2025 – بعد ربع ساعة من التقدم المبكر والوعد بالخروج من سلسلة النتائج المخيبة للآمال، وجد أرسنال للسيدات نفسه يعود إلى نقطة الصفر.

الخسارة بنتيجة 2-1 أمام أولمبيك ليون في بداية مشوار الدفاع عن لقب دوري أبطال أوروبا لم تكن مجرد هزيمة، بل كانت دليلاً قوياً على أن الفريق عدو نفسه، وأن المشكلة تكمن في الأخطاء الفردية المميتة التي تعكس غياب الإيقاع والثقة.

الأخطاء القاتلة: هدية بـ 3 نقاط ليون

رغم الهدف المبكر الذي سجلته أليسيا روسو بصناعة رائعة من بيث ميد، وهو ما أعاد الشرارة للفريق، إلا أن الثقة سرعان ما تبددت.

جاء هدفا ليون، اللذين سجلتهما ميلشي دومورناي، من أخطاء مباشرة لحارسة المرمى دافني فان دومسيلار وتمريراتها الخاطئة، مما أدى إلى اعتراض مباشر للكرة، ثم فقدانها من ماريونا كالديتي بعد استقبالها.

وعلقت المدربة رينيه سليغرز على هذه الأخطاء بالقول إنها تحدث، لكن تكرارها يعني أن هناك شيئاً ما، مشيرة إلى أن الأمر معقد ولا يقتصر على عدم قدرة اللاعبات على التمرير، بل هو “مزيج من الأشياء” غير الملموسة.

تحديات تكتيكية وتأثير غياب القائدة

تجاوزت المشكلات الأخطاء الفردية لتطال الجانب التكتيكي. فبعد التعادل، فقد أرسنال الزخم لصالح ليون الذي سيطر على مجريات اللعب.

تكررت المشاكل التي ظهرت مؤخراً:

. تفكك الصفوف: تباعدت المسافات بين خطوط الدفاع والوسط والهجوم، مما صعب عملية الضغط والتحول الهجومي.

. قدان السيطرة: ضعف في استعادة “الكرات الثانية” (Second Balls)، وافتقار إلى الجرأة في الاختراق خلف خطوط الخصم.

بالإضافة إلى ذلك، يمثل غياب القائدة والعمود الفقري للفريق، ليا ويليامسون، بسبب إصابة في الركبة تعرضت لها في نهائي يورو 2025، عائقاً كبيراً.

فبدون ويليامسون، يفتقر أرسنال إلى القيادة الميدانية، والخبرة الدفاعية، والقدرة الفائقة على بناء اللعب من الخلف، رغم الأداء الجيد الذي تقدمه الشابة كاتي ريد في مكانها.

مقارنة بالماضي: الضغط يختلف هذه المرة

يضع تراجع النتائج (أربع مباريات دون فوز وهزيمتان متتاليتان) المدربة سليغرز في موقف صعب، وإن كان سياق الموقف يختلف عن سلفها يوناس إيديفال.

ففي أكتوبر 2024، ترك إيديفال الفريق وسط حالة من عدم الرضا الجماهيري بسبب فشله في الفوز بالدوري.

أما سليغرز، التي قادت الفريق لتحقيق لقب دوري أبطال أوروبا في نصف موسمها الأول، فما زالت تحظى بدعم الجماهير والإدارة.

وتؤكد المدربة ثقتها في قدرة الفريق على تجاوز هذه الفترة الصعبة، مستندة إلى “البيئة الآمنة والشفافة” التي بُنيت في النادي، ودرس الموسم الماضي عندما تجاوز الفريق فترة صعبة لينهيها بتحقيق اللقب الأوروبي.

الحاجة إلى الهدوء والصلابة

تدرك سليغرز أن الفريق يمتلك القدرة على العودة، مستذكرةً مثالاً من الموسم الماضي: عندما كان الفريق متأخراً 2-0 أمام ريال مدريد قبل إياب ربع النهائي، كانت حالة الهدوء في غرفة الملابس هي مفتاح التعديل التكتيكي البسيط الذي أحدث الفارق.

الموقف الحالي يختلف؛ فقد خسر أرسنال بالفعل نقاطاً قد تكون حاسمة. إن استعادة ذلك الهدوء والصلابة اللذين جعلا الفريق خطراً لا يُستهان به الموسم الماضي، أصبح أمراً حيوياً مع كل مباراة قادمة.

هل تعتقد أن سليغرز يجب أن تبدأ باستخدام عدد أكبر من لاعبات دكة البدلاء (Squad Rotation) لجلب “الإيقاع والثقة” المفقودين للفريق؟

المزيد من الكاتب

تقرير خاص: مانشستر يونايتد يقتحم المربع الذهبي.. انتصارات “الشياطين الحمر” على الأزمة والخصوم!

🌊قنوات القدر: كيف تعيد “الأنهار الجوية” رسم خرائط السماء والمستقبل؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *