عين المدرب: ساري يقلب المعادلة.. الفوز بـ “مفاجأة المستوى” وشهادة نجاح لـ “باسيتش و إيساكسن”

عين المدرب: ساري يقلب المعادلة.. الفوز بـ “مفاجأة المستوى” وشهادة نجاح لـ “باسيتش و إيساكسن”

النجاح رغم الظروف (المنهج الواقعي)

لم يكن فوز لاتسيو على يوفنتوس مجرد انتصار تكتيكي، بل كان انتصاراً للمنهج الواقعي للمدرب ماوريتسيو ساري.

ساري، الذي واجه المباراة بغياب سبعة لاعبين (من ضمنهم تافاريس، كاتيلانوس، وروفيللا)، أصر على أن الفوز لم يكن وليد اللحظة: “لقد جمعنا ثماني نقاط في أربع مباريات، لذا فإن الفريق يقدم أداءً جيداً منذ شهر، وليس هذه الليلة فقط”.

هذا يثبت أن ساري يعتمد على العمل التراكمي والتضحية، مؤكداً: “لقد عانينا، ولكن ليس كثيراً حقاً، لذلك لعبنا بتضحية، ولكن أيضاً بجودة”.

شهادة المفاجأة الإيجابية (النمو الشخصي)

جوهر تصريح ساري كان في تركيزه على النمو الشخصي للاعبين الذين كانوا على وشك الخروج من حساباته:

1 . توما باسيتش: اعترف ساري بأنه “فُقد في طريقه” وتم وضعه على قائمة الانتقالات، لكنه عاد بسبب أزمة الإصابات.

المفاجأة كانت في أداء باسيتش الذي سجل الهدف ببراعة (بعد تمريرة ديفيد الخاطئة).

ساري شكر اللاعب علناً: “لقد تطور حقاً من حيث الشخصية، ويقدم لنا يد العون في الوقت الحالي. نشكره جميعاً على ذلك”.

2 . غوستاف إيساكسن: تم تسميته رجل المباراة، ساري نفسه اعترف: “كان يمكنك أن ترى في التدريبات أنه يحسن لياقته، لكن بصراحة ليس إلى هذا الحد. أداءه اليوم كان مفاجأة لنا أيضاً“.

هذا الاعتراف يمنح الفضل الكامل لجهد اللاعب وإصراره على العودة بقوة بعد مرضه الصيفي.

نفي الشائعات والتركيز على الهدوء

نفى ساري بقوة شائعات الخلاف مع الرئيس كلاوديو لوتيتو قائلاً: “ليس لدي أي مشاكل مع الرئيس أو المدير الرياضي… إذا كُتب خلاف ذلك، فهي أخبار كاذبة.

لقد كان اجتماعاً عادياً تماماً”. هذا النفي يهدف إلى بث الهدوء والاستقرار داخل النادي في الوقت الذي يرتفع فيه الأداء، على عكس الاضطراب الذي يحيط بيوفنتوس.

3 . المقارنة الشاملة: ساري وتودور (التباين في القيادة)

لقد كانت مواجهة لاتسيو ويوفنتوس أكثر من مجرد مباراة؛ كانت دراسة حالة للتباين الصارخ في فلسفة القيادة تحت الضغط. ففي الوقت الذي كان فيه ماوريتسيو ساري يحتفل بانتصار ثمين (1-0) حققه رغم غياب سبعة لاعبين أساسيين، كان إيغور تودور يواجه القاع التاريخي لسلسلة من ثماني مباريات بلا فوز.

يكمن جوهر الاختلاف في توجيه المسؤولية: ساري، ممثلاً للقيادة التي تبني الثقة، ركز على اللوم الصفري، موجهاً الشكر للاعبين الذين استجابوا للضغط مثل باسيتش وإيساكسن، وأشاد بنموهم الشخصي.

 

بينما لجأ تودور إلى اللوم العلني، حيث حمل الهدف مباشرة لـ خطأ جوني” (جوناثان ديفيد)، وانتقد كامبياسو لعدم فهمه دوره التكتيكي.

هذا التباين انعكس في لغة التحليل الفني: ساري أصر على أن فريقه “في المسار الصحيح منذ شهر” واصفاً الأداء بـ التضحية والجودة.

أما تودور، فاعترف أنهم “جربوا كل شيء” وخلص إلى أنهم “يفتقدون شيئاً ما” في الهجوم، واصفاً الوضع بـ “اللحظة السيئة” التي تجعلهم “يشعرون بفظاعة”.

ويُختتم التباين في الموقف الشخصي والمهني: ساري مثّل الاستقرار بنفيه شائعات الخلاف مع إدارته والتركيز على العمل التراكمي.

في المقابل، وصل تودور إلى ذروة الاضطراب والدراما بإعلانه الحاسم: لا يهمني مستقبلي، مما يعكس قيادة مُنهكة تركز على العجز بدلاً من إظهار الطريق نحو الحل.

وبذلك، مثّل ساري القيادة التي تستغل الموارد المتاحة وتُظهر الإيجابية، بينما مثّل تودور القيادة التي تتبرأ من الفشل بتحميل المسؤولية الفردية.

فوز لاتسيو: حظ، تكتيك، أم استغلال؟

فوز لاتسيو لم يكن محض حظ، بل كان استغلالاً ذكياً للأخطاء مبنياً على تكتيك واقعي. صحيح أن الهدف جاء بفضل هدية من جوناثان ديفيد، لكن ساري أعد فريقه بشخصية قوية لم تسمح بالانهيار، بل ركزت على تحويل الفرصة النادرة إلى هدف حاسم. النجاح يكمن في:

1 . الاستغلال الحاسم: لاتسيو لم يخلق سيلاً من الفرص، لكنه حسم اللحظة الحاسمة بفعالية ممتازة.

2 . التضحية والجودة: ساري أشاد باللاعبين الذين لعبوا “بتضحية ولكن أيضاً بجودة”، مؤكداً أن الفوز جاء بفضل العمل التراكمي وليس بفضل تفوق تكتيكي ساحق.

الخلاصة هي أن ساري اعتمد على الواقعية المطلقة: حافظ على التنظيم الدفاعي، وثمن العمل الجاد، واستغل خطأ المنافس بذكاء.

في الختام، يُثبت تصريح ساري أن القيادة الفعالة لا تُقاس بالاستحواذ أو الميزانية، بل بالقدرة على إدارة الأزمات وتحويلها إلى فرص للنمو.

لقد نجح ساري في استخراج “مفاجأة المستوى من لاعبين مغضوب عليهم (باسيتش وإيساكسن)، وحافظ على هدوء غرفة الملابس في خضم الغيابات، ونفى الشائعات بوضوح.

هذه المقاربة الواقعية والتراكمية هي ما أبقى لاتسيو على المسار الصحيح، ويُثبت أن الهدوء والثقة يظلان العملة الأصعب في مواجهة اضطراب الكالتشيو.

المزيد من الكاتب

بيلينغهام يسرق العرش.. ومدريد ينتصر بـ “صبر ألونسو التكتيكي” على هيمنة برشلونة المُجهدة

هيلاس فيرونا 2 – كالياري 2: انهيار فيرونا في الوقت القاتل وكالياري ينتزع “تعادل المعجزة”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *