فضيحة “أطفال أوكرانيا”: هل حـطّـم الـكـونـغـرس “قـنـاة الـسـلام” السرية لـ ميلانيا ترامب؟
رسالة سيدة تكسر الجمود
في عالم السياسة الصارخ الذي يسيطر عليه الرئيس دونالد ترامب، ظهرت زاوية إنسانية ناعمة وغير متوقعة.
أعلنت السيدة الأولى ميلانيا ترامب مؤخراً عن إنجاز إنساني هام: لم شمل ثمانية أطفال أوكرانيين مع عائلاتهم، وذلك بفضل “قناة اتصال مفتوحة“ أقامتها مباشرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
بدأت المبادرة برسالة شخصية كتبتها ميلانيا في أغسطس، وسلّمها الرئيس ترامب باليد لبوتين خلال قمتهما في ألاسكا.
كانت هذه الدبلوماسية “الهادئة” تهدف إلى تجاوز الخلافات السياسية والتركيز على الضحايا الأبرياء للحرب.
وقد أكدت موسكو، على لسان المتحدثة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا، استعدادها للتعاون، مشيرة إلى أن هذا التواصل “ضروري” لإعادة الأطفال الذين فقدوا الاتصال بذويهم.
المطرقة التشريعية تُعلن الحرب
لكن القنوات الهادئة لا تدوم طويلاً في واشنطن.
في الوقت الذي كانت فيه السيدة الأولى تحتفي بهذا التقدم الهش، قام مجلس الشيوخ الأمريكي بضربة قاضية محتملة على تلك الجهود.
حيث دفع السيناتور ليندسي غراهام قدماً بمشروع قانون يهدف إلى تصنيف روسيا كـ “دولة راعية للإرهاب“، ما لم تُعد آلاف الأطفال الأوكرانيين الذين “خُطفوا” من الأراضي المحتلة.
الدراما هنا في الصدام المباشر:
. ميلانيا: تسعى لاستخدام التعاون الإنساني كجسر للثقة، وتسلم بأن روسيا أظهرت استعداداً لتقديم معلومات.
. غراهام: يستخدم العقوبة الاقتصادية القصوى كورقة ضغط، ويصف عملية نقل الأطفال بأنها “أكثر الأحداث فظاعة منذ الحرب العالمية الثانية“.
موسكو تطلق التحذير الأخير
الرد الروسي جاء فورياً وحاسماً. اتهمت ماريا زاخاروفا المشرّعين الأمريكيين صراحة بـ “محاولة تقويض الحوار القائم بين روسيا والولايات المتحدة، بما في ذلك قضية لم شمل الأطفال“.
هنا يكمن السؤال الحاسم الذي يجب على القارئ التفاعل معه:
هل تتفق مع السيدة الأولى بأن العمل الإنساني الهادئ هو أفضل طريق لإنقاذ الأطفال العالقين؟
أم تؤيد موقف مجلس الشيوخ بأن الضغط الصارم والتهديد بالعقوبات هو الوسيلة الوحيدة لإجبار موسكو على إرجاع الأطفال الـ 20,000 المزعوم اختطافهم؟
