إرسال حاملة الطائرات “فورد”: تصعيد أمريكي غير مسبوق في الكاريبي يُشعل التوتر مع فنزويلا والمخاوف من حرب إقليمية

إرسال حاملة الطائرات "فورد": تصعيد أمريكي غير مسبوق في الكاريبي يُشعل التوتر مع فنزويلا والمخاوف من حرب إقليمية

حاملة "فورد" في قلب العاصفة: تصعيد عسكري باسم مكافحة المخدرات

أعلن البنتاغون يوم الجمعة عن قرار وزير الدفاع بيت هيغسث بنشر حاملة الطائرات العملاقة يو إس إس جيرالد فورد (USS Gerald R. Ford)، الأكبر والأكثر تقدماً في الأسطول الأمريكي، إلى منطقة القيادة الجنوبية الأمريكية (SOUTHCOM) في البحر الكاريبي.

ورغم أن الهدف المعلن هو “دعم توجيهات الرئيس لتفكيك المنظمات الإجرامية العابرة للحدود (TCOs)” و “تعزيز قدرة الولايات المتحدة على كشف ورصد وتعطيل العناصر والأنشطة غير المشروعة”، إلا أن هذا الانتشار يمثل تصعيداً عسكرياً هائلاً ويغذي المخاوف من تدخل عسكري أوسع.

تنضم حاملة “فورد”، بمجموعتها الضاربة الضخمة وقوتها الجوية التسعة (بما في ذلك طائرات F-35B ومسيرات MQ-9)، إلى حشود عسكرية أمريكية موجودة بالفعل في المنطقة، لتزيد بشكل كبير عدد القوات والسفن المخصصة لحملة إدارة ترامب لمكافحة تهريب المخدرات، والتي بدأت قبل أسابيع.

التوتر مع فنزويلا: أجندة خفية أم حرب على "إرهاب المخدرات"؟

يأتي نشر هذه القوة العسكرية في وقت بالغ الحساسية، حيث تتصاعد حدة التوتر مع فنزويلا وكولومبيا.

وقد نفذت الإدارة الأمريكية خلال الأسابيع الماضية ما لا يقل عن عشر غارات ضد قوارب مزعوم أنها محملة بالمخدرات في الكاريبي والمحيط الهادئ، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 43 شخصاً.

وقد أكد هيغسث مؤخراً أن هجوماً ليلياً استهدف قارباً يُزعم أنه تابع لعصابة ترين دي أراغوا الفنزويلية، أسفر عن مقتل ستة أشخاص وصفهم بـ إرهابيي المخدرات” (narco-terrorists).

هنا يكمن الجدل الرئيسي:

. اتهامات فنزويلية:

تندد حكومة نيكولاس مادورو في فنزويلا بالغارات ووصفها بأنها “إعدامات خارج نطاق القضاء”، وتعتبر الانتشار العسكري الأمريكي ليس له علاقة بالمخدرات بقدر ما هو محاولة مكشوفة لـ إسقاط الحكومة أو التدخل في الأراضي الفنزويلية.

. عقيدة “مكافحة الإرهاب”:

يعكس تصريح هيغسث تطوراً خطيراً في العقيدة الأمريكية، حيث ربط علناً بين مهربي المخدرات وتنظيمات مثل القاعدة (Al-Qaeda)، متوعداً: “إذا كنت إرهابياً مروجاً للمخدرات يهرب المخدرات في نصف الكرة الغربي، فسنتعامل معك كما نتعامل مع القاعدة.

ليلاً أو نهاراً، سنرسم شبكاتك، ونتتبع أفرادك، ونصطادك، ونقتلك.

” وقد اعتمد الرئيس ترامب على نفس السلطة القانونية المستخدمة بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، معلناً أن الولايات المتحدة في “صراع مسلح” مع الكارتيلات.

قلق دولي وتشريعي من "الحرب القادمة

أثارت هذه التطورات قلقاً دولياً وتشريعياً:

1 . المخاوف القانونية وحقوق الإنسان:

أعرب مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان عن قلقه، مؤكداً أن الاستخدام المتعمد للقوة القاتلة لا يُسمح به إلا كإجراء أخير ضد خطر وشيك على الحياة، وأن لا ينبغي قتل أي شخص بسبب جرائم تتعلق بالمخدرات.”

2 . التصريح بالإجراءات العسكرية:

أعرب مشرّعون أمريكيون من كلا الحزبين عن قلقهم البالغ إزاء قيام الرئيس بإصدار أوامر بالعمليات العسكرية دون تفويض صريح من الكونغرس، متسائلين عن المدى الذي يمكن أن يصل إليه هذا التصعيد وما إذا كان قد يؤدي إلى تغلغل عسكري في المنطقة.

3 . تهديد التدخل البري:

زاد الرئيس ترامب من حدة التوتر عندما أشار إلى أن الهجمات “على الأرض ستكون هي التالية”، مشبهاً الكارتيلات بـ “تنظيم الدولة الإسلامية” المتطرف.

الخلاصة:

إن إرسال حاملة الطائرات “فورد” إلى الكاريبي يمثل قفزة نوعية في سياسة الضغط العسكري الأمريكي على أمريكا اللاتينية.

وبينما تؤكد واشنطن أن الهدف هو مكافحة الجريمة العابرة للحدود، فإن تراكم القوات بهذا الحجم وإشارات التدخل في فنزويلا يُنذر بتصعيد غير مسبوق قد يُشعل المنطقة ويجعل من هذه العملية نقطة تحول كبرى في العلاقات الإقليمية والدولية.

المزيد من الكاتب

صدمة الـ 90+3′: ميلان ينجو من فخ التاريخي لبيزا في سان سيرو… والتعادل يزلزل صدارة أليغري!

الإعصار الإيطالي” يكتسح فيينا: سينر يطيح ببوبليك ويواصل سلسلة الـ 19 انتصاراً على الملاعب الداخلية.. والسباق نحو تورينو يشتعل!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *