على حافة الهاوية: “فنزويلا تتحدى ترامب وتعلن استكمال خطتها الدفاعية”

لم تعد الأزمة بين واشنطن وكاراكاس مجرد خلاف سياسي، بل تحولت إلى مسرح مواجهة مباشرة حيث تُبحر السفن الحربية الأمريكية قبالة السواحل الفنزويلية، بينما تعلن كاراكاس حالة التأهب القصوى.

وفي ذروة هذا التوتر، أعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، السبت، أن خطة الدفاع الوطني ضد ما وصفه بـ “التهديدات الأمريكية” قد أصبحت مكتملة.

الأمم المتحدة مسرح للمواجهة واتهام مادورو بـ "الهروب" 📢

في إشارة إلى تصعيد دولي غير مسبوق، انتقلت المواجهة بين واشنطن وكاراكاس إلى ساحة الأمم المتحدة.

فبعد أن احتج الوفد الفنزويلي رسمياً على الانتشار العسكري الأمريكي في البحر الكاريبي، رد السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة، مايك والتز، برسالة قاطعة يوم الجمعة 17 أكتوبر.

وصف والتز الرئيس مادورو بأنه “هارب ورئيس كارتل”، محذراً: “فنزويلا تشتكي في الأمم المتحدة لأن الرئيس ترامب يرد بقوة على الكارتيلات ومهربي المخدرات… مادورو، الهارب ورئيس الكارتل، غذّى هذه الأزمة لسنوات. هذا لن يحدث بعد الآن”.

إعلان “الدفاع عن النفس“: أكد الدبلوماسي الأمريكي أن واشنطن تُبرر هذا الانتشار العسكري بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، التي تمنح الدول الحق الأصيل في الدفاع عن النفس المشروع.

وبذلك، وضعت الإدارة الأمريكية عملياتها العسكرية في إطار النزاع المسلح ضد كارتيلات المخدرات، تنفيذاً لأوامر الرئيس ترامب المباشرة لحماية الشعب الأمريكي.

اتهام وتحول استخباراتي والرد الموحد 💣

في ظل هذا الضغط الدولي، وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتهامات غير مسبوقة للرئيس الفنزويلي، زاعماً ضلوعه المباشر في عمليات التهريب وتزعمه لـ “كارتيل مخدرات”.

وفي الأربعاء الماضي، كشف ترامب عن تحول خطير في قواعد اللعبة: لقد أعطى الضوء الأخضر لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) للقيام بعمليات سرية ضد كاراكاس.

وحدة القيادة تحت مجهر واشنطن:

رد مادورو بقوة يوم الخميس 16 أكتوبر، مؤكداً أن القيادة السياسية والعسكرية أكثر اتحاداً من أي وقت مضى، بالتزامن مع نفي ناري من نائبته التنفيذية ديلسي رودريغيز لتقارير حول عرضها قيادة حكومة انتقالية، مؤكدة الوحدة الكاملة حول الرئيس، ومشيراً إلى أن 6.2 مليون مواطن تم إدراجهم في الميليشيا البوليفارية.

استكمال الجبهة الدفاعية.. تفعيل "ممر السهول الكبرى" 🛡️

رد مادورو على التهديد بإعلان يوم السبت إغلاق جميع الثغرات الدفاعية، قائلاً: اليوم، استكملنا جميع مناطق الدفاع المتكاملة في البلاد.

الخطة “الاستقلال 200” تشمل 4 ولايات رئيسية: تم تفعيل ممر السهول الكبرى كجزء من عملية “الاستقلال 200″، شاملاً أربع ولايات رئيسية: باريناس، بورتوغيزا، كوخيديس، وغواريكو.

هذا الممر الاستراتيجي شهد مناورات حيوية بدأت عند منتصف ليل السبت، معززة “التكامل المدني العسكري المثالي” في ولاية كوخيديس التي شاركت فيها الهيئات السياسية والاجتماعية إلى جانب الجيش.

حرب الظلال.. الأساس القانوني لـ CIA والقوات الخاصة 🔪

يكتسب النزاع بُعداً خفياً بخطوة ترامب التي تستند إلى حجة قانونية مثيرة للجدل تعود إلى هجمات 11 سبتمبر 2001 لتبرير استخدام القوة العسكرية في الكاريبي.

. صلاحيات الـ CIA و”النتائج الرئاسية“:

مُنحت وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) الضوء الأخضر لإجراء عمليات سرية قد تشمل “هجمات بطائرات مسيرة، أو تمويل جماعات متمردة، أو حتى جهود لتغيير النظام.

وجود القوات الخاصة: والأخطر، هو ما كشفه العميل السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، سيزار باز، مشيراً إلى أن عناصر من “القوات الخاصة الأمريكية موجودة بالفعل في فنزويلا منذ فترة طويلة”. هذا يضع المواجهة على شفا صراع مسلح مباشر.

ضربات "الناكو لانشاس" التكتيك الخفي لواشنطن 🛥️

فيما تقدمه واشنطن كـ “حرب على الجريمة المنظمة”، كشف تحقيق لمجلة سيمانا (Semana) الكولومبية أن الضربات الأمريكية تهدف إلى توجيه “ضربات هيكلية” ضد النظام الفنزويلي، عبر استهداف قوارب تهريب المخدرات التي تتم بـ “دعم لوجستي من فنزويلا”، في مياه يُزعم أنها “تحت تأثير كارتيل الشمس”.

نبض الشارع وقضية المعتقلين 😨

في خضم هذا التوتر، يواجه المواطن الفنزويلي العادي التحدي بين الخوف والتكيف، حيث تستمر الحياة اليومية بالتوازي مع التخزين السري للطعام والأمل الصامت في التغيير. بالتوازي، تتصاعد المطالب الداخلية:

. نداء الكنيسة والبابا:

ناشدت القيادات الدينية الكبرى الحكومة للإفراج عن 845 معتقلاً سياسياً، 689 منهم لم يصدر بحقهم حكم، كبادرة للمصالحة الوطنية تتزامن مع مناسبة تنصيب القديسين.

. رد الحكومة:

يصر مادورو والنيابة العامة على أن هؤلاء المواطنين ليسوا معتقلين سياسيين.

إن المعادلة المعقدة في فنزويلا، التي تجمع التعبئة العسكرية الشاملة بالوحدة الظاهرية للقيادة، والتهديد العسكري الأمريكي الذي يحظى الآن بغطاء “الدفاع عن النفس” في الأمم المتحدة، تشير إلى أن المنطقة على موعد مع صراع استنزاف خطير يهدد بالتحول إلى مواجهة مسلحة مفتوحة في أي لحظة.

المزيد من الكاتب

👑نهاية “كلاسيكو الهيمنة”: بايرن ميونخ 2-1 بوروسيا دورتموند.. كين البطل والمنقذ في ليلة الأرقام القياسية!

✒️ صنوبرة التحدي: الافتتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *