في بيان صدر مساء الأحد، لم يكتفِ الاتحاد اللبناني لكرة السلة بتهنئة نادي الحكمة لإحرازه لقب “كأس التحدي“ (تشالنج كاب) بعد فوزه على هومنتمن، بل أعلن أن المسابقة كانت “خير انطلاقة للموسم الرسمي 2025-2026 فنياً وجماهيرياً“.
هذا البيان ليس مجرد برقية شكر، بل هو إعلان عن أن صنوبرة السلة اللبنانية لا تزال قوية الجذور وقادرة على الإزهار.
لقد أكدت المسابقة، التي شهدت مشاركة أندية عريقة كـ بيروت فيرست والأنطوني، حقائق جوهرية حول صمود الدوري في وجه الأزمة الاقتصادية الطاحنة:
أولاً: نجاح الشراكة الإعلامية. توجيه الشكر العميق لـ محطة MTV يؤكد أن الشراكة مع الإعلام هي نقطة الارتكاز لتمويل الدوري واستمراريته.
في ظل تراجع الدعم الحكومي، تصبح حقوق البث التلفزيوني هي شريان الحياة الذي يضمن السيولة النقدية للأندية، ويحافظ على ظهور اللعبة.
ثانياً: استقطاب الرعاة الجدد. الإعلان عن انطلاق “بطولة ديكاتلون للدرجة الأولى-رجال“ السبت المقبل، يضيء على أهمية السوق اللبناني كوجهة جاذبة للشركات العالمية (مثل ديكاتلون).
هذا يؤكد أن الدوري، بقوته الجماهيرية وتاريخه، لا يزال يُنظر إليه كـ منتج استثماري فعال، وقادر على جذب رؤوس الأموال الداعمة للرياضة.
ثالثاً: العودة الجماهيرية. إشادة الاتحاد بالجمهور الذي واكب المباريات في الملعب وعبر الشاشة، هو اعتراف بأن الجمهور هو الرصيد الحقيقي غير القابل للانهيار.
هذا الشغف الجماهيري هو الضمانة التي تشجع الرعاة على الاستثمار وتدفع الأندية للحفاظ على المستوى التنافسي العالي، خاصة في مواجهة الصعاب المالية.
لقد أثبت كأس التحدي أن الموسم الجديد سيشهد منافسة حامية الوطيس، تتجاوز الحدود المعتادة لبطولات كرة السلة، لتصبح نموذجاً حياً لإرادة الصمود اللبنانية.
