تحليل حصري يفكك الدوافع السياسية وراء تغيير الاسم الرسمي للحرب الإسرائيلية
تأطير الفشل: تغيير الاسم كاستراتيجية نجاة
في خطوة رمزية واستراتيجية بالغة الدقة، تستعد الحكومة الإسرائيلية للتصويت يوم الأحد على تغيير الاسم الرسمي للحرب التي بدأت في 7 أكتوبر 2023.
الاسم المقترح، “حرب النهضة” (Milhemet HaTkuma)، سيحل محل العنوان المؤقت “السيوف الحديدية”.
هذا القرار، الذي يأتي في أول اجتماع وزاري بعد الإعلان الرسمي عن انتهاء الحرب، هو أكثر من مجرد تحديث إداري؛ إنه محاولة صريحة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإعادة صياغة السردية الوطنية والتاريخية للصراع.
لقد ظل اسم “السيوف الحديدية“ مرتبطاً في الوعي الجمعي الإسرائيلي بالـ “فشل القاتل“ الذي سمح بهجوم 7 أكتوبر.
لذا، تهدف “حرب النهضة”، الذي استخدمه نتنياهو مراراً، إلى تحويل التركيز من الإخفاق الأمني الأولي تحت قيادته إلى “صراع وجودي متعدد الجبهات“ يهدف إلى إحياء الدولة.
التكلفة السياسية مقابل التكلفة المالية
تبلغ التكلفة المقدرة لتغيير الاسم الرسمي 2 مليون شيكل، لكن التكلفة السياسية هي الأهم. الاقتراح يهدف إلى تحقيق هدفين استراتيجيين لحكومة نتنياهو:
1 . محو دلالة “العملية العسكرية“:
يُقر مشروع القرار الحكومي بأن “السيوف الحديدية” كان مجرد اسم مؤقت لعملية عسكرية. “حرب النهضة“، في المقابل، يرفع الصراع إلى مستوى “نقطة تحول في تاريخ الدولة“، متجاوزاً بذلك وصمة البداية الكارثية.
2 . توسيع نطاق الصراع لخدمة السردية:
يشدد مشروع القرار على أن الحرب تطورت إلى “صراع سبع جبهات“ (غزة، والضفة الغربية، ولبنان، وسوريا، وإيران، واليمن، والعراق).
هذا التأطير يبرر حجم الرد العسكري ويضع نتنياهو في موقع القيادة التي واجهت تهديداً قومياً غير مسبوق.
المعارضة تفضح المناورة: “تريد نهضة؟ ابدأ بالاعتذار“
لم يمر اقتراح التسمية دون نقد لاذع كشف عن الدوافع السياسية وراءه. فقد كان رد زعيم المعارضة يائير لابيد حاسماً ومباشراً، حيث كتب:
“تريد ‘نهضة’؟ ابدأ بشيء بسيط: اعتذر.”
هذا الانتقاد يضع النقاش في سياقه الصحيح، مؤكداً أن محاولة الحكومة شراء اسم جديد في مرحلة ما بعد الحرب، هي محاولة يائسة لتجنب المساءلة السياسية والأخلاقية عن الإخفاق الذي حدث في 7 أكتوبر.
التسمية، في جوهرها، محاولة لإعادة كتابة الصفحة الأولى من تاريخ الحرب بطريقة تخدم بقاء القيادة الحالية.
باختصار، التحول من “السيوف الحديدية” إلى “حرب النهضة” يمثل مشروعاً يهدف إلى تحويل الصدمة إلى شعار قومي.
وفي ظل نهاية الحرب المعلنة، يبقى السؤال: هل ينجح نتنياهو في جعل الجمهور يتقبل تغيير الاسم والتكلفة، مقابل نسيان الإخفاق الأولي؟
