545مليون شيكل: إسرائيل تستثمر في حرب الجيل Z.. وتحويل ChatGPT إلى أداة دبلوماسية

545مليون شيكل: إسرائيل تستثمر في حرب الجيل Z.. وتحويل ChatGPT إلى أداة دبلوماسية

حملة غير مسبوقة بقيادة فريق ترامب السابق تستهدف التأثير على الذكاء الاصطناعي ومحتوى “تيك توك”؛ والوثائق تكشف عن قلق متصاعد من تدهور الدعم بين الشباب الأمريكيين.

كشفت وثائق جديدة قُدِّمت لوزارة العدل الأمريكية بموجب قانون تسجيل الوكلاء الأجانب (FARA) عن إطلاق وزارة الخارجية الإسرائيلية لواحدة من أضخم حملاتها للدبلوماسية العامة في الولايات المتحدة تهدف إلى إعادة تشكيل الرواية حول إسرائيل ومكافحة الانتقادات المتزايدة، لا سيما بين الشباب الأمريكي.

الجهود، التي يقودها مشروع “545” الذي خصصت له الحكومة الإسرائيلية 545 مليون شيكل (145 مليون دولار)، تركز بشكل حاسم على الجبهة الرقمية، مع الاستعانة بخبرات أمريكية مثيرة للجدل وتقنيات الذكاء الاصطناعي الناشئة.

جبهة الذكاء الاصطناعي: “تحسين محرك التوليد

يُعتبر التأثير على أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل ChatGPT، وGrok، وGemini الجزء الأكثر جدلاً وتطوراً في الحملة.

. مبادرة Clock Tower:

كشفت الوثائق عن التعاقد مع شركة Clock Tower الأمريكية، التي يرأسها براد بارسكال، المدير السابق لحملة دونالد ترامب.

وصفت مهمة الشركة بأنها بناء مواقع ومحتوى لتوفير نتائج تأطير (GPT framing results) في محادثات GPT”.

. “GEO” (تحسين محرك التوليد):

هذا التكتيك، الذي وصفه الخبراء بـ “GEO” (اختصاراً لـ Generative Engine Optimization)، يهدف إلى إنشاء مواد عبر الإنترنت يمكن أن تشكل البيانات المستخدمة لتدريب النماذج اللغوية الكبيرة.

الفكرة هي التأثير على المصادر التي تستقي منها أنظمة الذكاء الاصطناعي معلوماتها حول القضايا المتعلقة بإسرائيل، بهدف تقديم تأطير إيجابي.

استهداف الجيل Z على “تيك توك

يأتي هذا الاستثمار الضخم وسط قلق متزايد في إسرائيل بشأن تدهور الدعم بين الأمريكيين الأصغر سناً.

فقد أظهر استطلاع لـ غالوب في يوليو أن 9% فقط من الأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 34 عاماً يدعمون العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة.

كما وجد استطلاع داخلي لوزارة الخارجية أن 47% من الأمريكيين يعتقدون أن إسرائيل ترتكب “إبادة جماعية”.

ولمواجهة هذا التحدي، تم تحديد أهداف الحملة بوضوح:

.  %80 من المحتوى:

يجب أن يكون مُصمماً لجمهور الجيل Z عبر منصات مثل تيك توك، وإنستغرام، ويوتيوب، والبودكاست.

. هدف الوصول:

حددت الحملة هدفاً مرتفعاً للغاية يتمثل في تحقيق 50 مليون ظهور شهرياً على وسائل التواصل الاجتماعي.

الوجه العام للعملية: المؤثرون والتحالفات

تتضمن الحملة أيضاً جبهة موازية تركز على المؤثرين تحت مبادرة مشروع إيستر” (Project Esther). وقد تم التعاقد مع شركة Bridges Partners LLC لإنشاء شبكة من المؤثرين المقيمين في الولايات المتحدة لنشر محتوى مؤيد لإسرائيل.

. تجنيد وتكليف:

الاتفاقيات تسمح بدفع ما يصل إلى 900 ألف دولار، وتتضمن خطة لتجنيد 5 إلى 6 مؤثرين في المرحلة الأولية، يتطلب من كل منهم نشر ما بين 25 إلى 30 منشوراً شهرياً على “تيك توك” و”إنستغرام”.

. دعم القيادة:

أكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على أهمية هذا الجهد خلال لقائه بمجموعة من المؤثرين المؤيدين لإسرائيل في نيويورك، واصفاً الساحة الإلكترونية بـ جبهة إسرائيل الثامنة و”السلاح الأكثر أهمية اليوم”.

الجدل حول “مزرعة البوتات” وموقف نتنياهو

جاءت الحملة الجديدة بعد إنهاء الوزارة لعقد سابق مع شركة العلاقات العامة SKDKnickerbocker، المرتبطة بالحزب الديمقراطي.

العقد السابق، الذي بلغت قيمته 600 ألف دولار، ورد أنه كان يدير مشروع مزرعة بوتات قبل أن يتم الكشف عنه وإثارته للانتقادات بسبب استخدام مأساة عائلة بيبيس المحتجزة في غزة لأغراض الدعاية المدفوعة.

وتباينت ردود الفعل على حملة المؤثرين الجديدة، حيث وجه البعض انتقادات حول توقيت الاجتماعات مع المؤثرين بالتزامن مع احتجاجات أهالي الأسرى في الخارج.

في المقابل، أكد المشاركون أن الهدف هو تعزيز الدفاع عن اليهود في مواجهة معاداة السامية المتزايدة.

تُظهر هذه الجهود الدبلوماسية الرقمية المكثفة أن إسرائيل تستعد لحرب معلوماتية طويلة الأمد في محاولة لاستعادة الدعم الشعبي الأمريكي، مُستثمرةً بشكل غير مسبوق في تقنيات الذكاء الاصطناعي ومنصات التواصل الاجتماعي الأكثر شيوعاً بين الشباب.

المزيد من الكاتب

رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم يؤكد لإسرائيل: طردكم من المسابقات الدولية ليس مطروحاً

حماس تُعلن: تسليم رفات رهينتين إسرائيليتين في غزة اليوم.. وإسرائيل تُجمّد إعادة فتح معبر رفح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *