فك شفرة التناقض: غارات إسرائيلية في عمق سوريا تتزامن مع محادثات “منع الحرب”

وزير الخارجية السوري يندد بـ “تصعيد مستمر” قرب حمص واللاذقية؛ والكواليس تكشف عن حوار مباشر وغير مسبوق هدفه “تفادي الاشتباك” لا التطبيع.

دمشق – على الرغم من إقرار مصادر دبلوماسية بوجود محادثات مباشرة وغير مسبوقة بين إسرائيل والحكومة السورية الجديدة لتهدئة التوترات، شهدت سوريا ليلة عنيفة جديدة.

فقد أفادت تقارير إعلامية سورية، في وقت متأخر من ليلة الإثنين إلى الثلاثاء، بوقوع غارات جوية استهدفت عدة مواقع عسكرية قرب مدن حمص، واللاذقية، وتدمر في وسط البلاد.

وفيما التزمت إسرائيل سياسة “الغموض” المعتادة بالامتناع عن تأكيد أو نفي مسؤوليتها عن الهجمات أعلنت دمشق بوضوح مسؤولية تل أبيب.

تصعيد على خط المواجهة الدبلوماسية

أكد مسؤول حكومي سوري لوكالة الأنباء الرسمية (سانا) وقوع الغارات قرب اللاذقية وحمص وتدمر.لكن الرد الأشد جاء من وزير الخارجية السوري الذي ندد بالحادث، واصفاً إياه بأنه جزء من تصعيد إسرائيلي مستمر ضد دمشق، و**”انتهاك صارخ”** للسيادة السورية وتهديد للأمن الإقليمي.

وتفصيلاً، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، إلى أن انفجارات قوية وقعت في حمص استهدفت موقعاً عسكرياً جنوب المدينة، بالإضافة إلى ضربة على معسكر عسكري قرب اللاذقية.

هذا الحادث يأتي بعد أسابيع قليلة من تضارب في التقارير حول ضربة مزعومة قرب مطار دمشق الدولي، مما يشير إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في الأجواء السورية لم تتوقف بعد سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر 2024.

فك شفرة التناقض: المحادثات ليست سلاماً

اللافت للنظر هو تزامن هذه العمليات العسكرية مع تحركات دبلوماسية دقيقة. حيث كشفت مصادر مطلعة أن إسرائيل وسوريا فتحتا محادثات مباشرة غير مسبوقة في الأسابيع الأخيرة بهدف تخفيف حدة التوترات.

. هدف أمني بحت:

تركز المناقشات بشكل رئيسي على القضايا الأمنية، في محاولة لمنع الاشتباكات والحد من التوغلات الإسرائيلية في القرى القريبة من الحدود.

. “منع الحرب لا التطبيع“:

نقلت مصادر مطلعة أن الهدف الحالي للمحادثات هو منع الحرب – أو بشكل أدق – منع وقوعها، وليس التطبيع.

هذا يوضح أن التفاهمات الحالية هشة ومحدودة النطاق، ولا تلغي الأجندة الإسرائيلية المستمرة لمنع وصول الأسلحة الإيرانية والذخائر إلى ما وصفته بـ “الأيادي الخطأ”.

في الختام، تعكس الغارات الأخيرة الواقع الجيوسياسي المعقد في سوريا بعد تغيير النظام: ففي الوقت الذي تتحدث فيه الأطراف مباشرة لـ “منع الحرب” على الحدود، تستمر العمليات العسكرية في العمق للحفاظ على التوازن الأمني الذي تراه إسرائيل ضرورياً.

المزيد من الكاتب

بين «المرأة الجميلة» و«وجه الحصان»: فك شفرة ولع ترامب بتعليقات المظهر الخارجي

لحماية راكبيها: فريق “إسرائيل-بريمير تك” يُسقط اسم «إسرائيل» من هويته الرسمية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *