ميلوني في عين العاصفة – صراع البقاء بين اتهامات “الإبادة” وتحذيرات “الانقلاب”

ميلوني تتهم اليسار بـ “تأجيج الخطر” وتُحذّر من “انقلاب”، بينما تدافع عن سياسة إيطاليا المتوازنة بين غزة والمساعدات والإصلاحات الداخلية

الأجواء المُكهربة

افتتحت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني حوارها واسع النطاق في برنامج “بورتا أ بورتا” في أجواء سياسية شديدة التوتر، مؤكدة أن “تهديدات القتل لم تعد تُحصى”.

وربطت ميلوني هذا المناخ العنيف والوحشي بشكل مباشر بمن “يدّعون أنني وحكومتي ملطختان بالدماء”.

وقد صعدت ميلوني من لهجتها بتحذير صريح للجهات التي “فكرت في إثارة الرأي العام” قائلة: “احذروا، وإلا ستخرج الأمور عن السيطرة”.

"التواطؤ في إبادة جماعية" وتسييس القضاء الدولي

شكلت قضية الحرب في غزة الجبهة الأكثر حساسية. كشفت ميلوني عن حالة فريدة من نوعها في العالم بتقديم بلاغات ضدها وضد وزيري الخارجية (تاجاني) والدفاع (كروسيتو) والرئيس التنفيذي لشركة ليوناردو إلى المحكمة الجنائية الدولية بتهمة “التواطؤ في إبادة جماعية”.

وعلى الرغم من أن البلاغات قُدّمت من قِبل الحركة العالمية لدعم غزة في إيطاليا وليست ذات قيمة رسمية دون قرار من المدعي العام، إلا أن ميلوني استغلتها للإشارة إلى تسييس الصراع، مؤكدة أن تفاقم التوترات يهدد بمواجهة مصالح الفلسطينيين أنفسهم.

وفي محاولة لموازنة الموقف، دافعت ميلوني عن دور إيطاليا الإنساني، مشيدةً بجهود إرسال “2300 طن من المساعدات إلى غزة، كما أيدت خطة الرئيس الأمريكي السابق ترامب للسلام، واصفة إياها بأنها تفتح بصيصاً من الأمل.

الهجوم على "الانقلاب القضائي" وتأجيج الشارع

لم تقتصر تحذيرات ميلوني على الخارج، بل وجهت انتقاداً لاذعاً للخصم الداخلي، لا سيما اليسار.

فقد أيّدت رأي الوزير جيورجيتي بأن اليسار لا يصل إلى السلطة عبر الانتخابات، بل عادةً ما يكون ذلك من خلال انقلاب قضائي أو مالي.

كما أشارت إلى التاريخ الإيطالي (سنوات الرصاص) لتحذر من عواقب الإفراط في الاستقطاب السياسي.

وفي سياق آخر، هاجمت ميلوني الإضراب العام ووصفته بـ الذريعة، واتهمت الاتحاد العام للعمال بأنه “أكثر اهتماماً بالدفاع عن اليسار من العمال”.

وتحدثت عن عنف مُدبّر مسبقاً في المظاهرات، مشيرة إلى أنه لا يمكن اعتبار الاشتباكات من عمل “متسللين بسطاء” طالما سُمح لمن “يشيدون بإرهاب حماس” بقيادة المسيرات.

الوعود الاقتصادية ودفعة الإصلاحات

بالانتقال إلى الأجندة الداخلية، وعدت ميلوني بإرسال إشارة” للطبقة المتوسطة في الميزانية القادمة، مبدية انفتاحاً على مقترحات لخفض تكاليف الطاقة.

كما أكدت على المضي قدماً في خطط الإصلاحات الدستورية، بما في ذلك إصلاح رئاسة الوزراء والإعلان عن الاتفاقيات الأولى للحكم الذاتي المتمايز.

وكشفت عن انفتاحها على قانون انتخابي جديد يسمح بـ وضع أسماء المرشحين لرئاسة الوزراء على ورقة الاقتراع.

ردود فعل غاضبة وتأكيد الاستقطاب

ردود فعل المعارضة أكدت عمق الاستقطاب. فقد اتهم زعيم حركة النجوم الخمس، جوزيبي كونتي، ميلوني بالفشل في إدراك أن “إبادة جماعية تجري في غزة”.

في حين هاجمها أنجيلو بونيلي على سياستها الطاقية المعتمدة على الغاز والتي حققت “أرباحاً ضخمة لجماعات الضغط”، كما اتهمها بإرسال “أسلحة إلى إسرائيل” باليد الأخرى.

بينما رأى ماتيو رينزي أن ميلوني “مهووسة” بأدواره لدرجة أنها لم تعد تدرك الضغوط الواقعة على الإيطاليين من الضرائب وتكاليف المعيشة.

لقد كشفت مقابلة ميلوني عن رئيسة وزراء تواجه أعتى العواصف: ضغوطاً دولية بسبب غزة، وتهديدات شخصية، وتحدياً لشرعيتها السياسية من قِبل اليسار الذي تتهمه بمحاولة تجاوز صندوق الاقتراع.

المزيد من الكاتب

💥 الدراما في قلب الكنيست: ترامب يطلب العفو عن نتنياهو ويصفه بـ”العملاق” في يوم السلام 💥

🦅”فجر التاريخ الجديد”: قمة شرم الشيخ تُبرم نهاية حرب غزة وتبدأ تفكيك عقود من الصراع 🦅

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *