على حلبة بيرث: ترويض الإثارة وتقنية "لا بريميرا"
دخلت البطلتان حلبة Crown Jewel في بيرث، أستراليا، وسط حشد متحمس ومترقب للمواجهة الكلاسيكية بين البطل ضد البطل.
لم يكن النزال مجرد صراع على لقب تذكاري، بل كان مواجهة حقيقية للأساليب: بين اللياقة البدنية والبهلوانية التي تتميز بها تيفاني ستراتون، والخبرة الدولية والأسلوب التقني الهادئ لستيفاني فاكير (“لا بريميرا”). ومع صافرة البداية، فرضت فاكير إيقاعاً مغايراً لما اعتادته ستراتون في عروض سماكداون.
بدلاً من نزال قائم على القوة، سحبته فاكير إلى منطقتها المفضلة: المصارعة الأرضية والعدادات المعقدة.
استمر هذا التناوب المتقن لعشر دقائق، كاشفاً عن تفوق فاكير في قراءة الخصم، ومُمهِداً الطريق للثواني الأخيرة الحاسمة التي صنعت التاريخ.
الجانب المُحَب: الإثارة التقنية تُلغي العاطفة
لقد تجاوز نزال فاكير وستراتون التوقعات من ناحية الجودة داخل الحلبة، حيث وصفه النقاد بأنه كان “ماستر كلاس تكنيكي“ صرخ بـ “المصارعة النقية” في ظل بطاقة مليئة بالمناورات البهلوانية.
النزال تميز بالترويج لـ فاكير كـ “سيدة تقنية” تملك القدرة على السيطرة، وفي المقابل أظهر تطوراً كبيراً في أداء ستراتون، مما جعلها تقدم واحدة من أفضل عروضها على الإطلاق.
نهاية المباراة: "قبلة الشيطان" تختتم السجل الذهبي
في اللحظات الحاسمة، حاولت ستراتون إنهاء المباراة بحركتها القاضية الشهيرة “Prettiest Moonsault Ever”، لكن فاكير نجحت في تفاديها ببراعة.
استغلت فاكير الفرصة لتوجيه ضربتها القاضية الخاصة، “Devil’s Kiss”، وتابعتها بهجوم كاسح عبر قفزة Corkscrew Splashمذهلة، ضمنت لها التثبيت والفوز الحاسم.
هذه النهاية تؤكد أن فاكير هي “المرأة رقم واحد” في WWE في الوقت الحالي.
الخسارة الكبرى لـ "تيفي تايم": سجل يتحطم ومصداقية تتبدد
على الرغم من تقديمها لأحد أفضل عروضها، فإن الهزيمة التي مُنيت بها تيفاني ستراتون كانت ذات خسائر مضاعفة.
الخسارة الأكبر لـ “تيفي تايم” لم تكن اللقب المؤقت، بل كانت تحطم سجلها الذهبي الذي استمر طوال عام 2025.
هذا السجل، الذي كان يمثل درع ستراتون، أصبح بلا قيمة بعد أن كانت فاكير هي أول من يخترقه. الأهم من ذلك، أن النتيجة أكدت النقد اللاذع الموجه للفريق الإبداعي في SmackDown: لقد أدى الركود في سيناريو سيدات سماكداون وانحصار ستراتون في عداوات روتينية (مثل نيا جاكس وجيد كارجيل) إلى تبديد مصداقيتها كبطلة مهيمنة، مما جعل خسارتها أمراً حتمياً منطقياً في نظر النقاد، حتى مع أدائها الممتاز.
فاكير: بطلة بلا عيوب تحقق الزخم وتنقذ سمعة "Raw"
لم يكن فوز ستيفاني فاكير مجرد إنجاز شخصي يضاف إلى قائمة ألقابها المتزايدة (والتي تشمل ألقاب NXT المتنوعة).
بل كان انتصاراً استراتيجياً لعلامتها التجارية، WWE Raw. من خلال إلحاق أول هزيمة تذكر بتيفاني ستراتون في عام 2025، عززت فاكير بقوة تفوق Raw في مواجهة الأبطال.
الأهم من ذلك، أن الفوز كسر حالة الجمود الإبداعي المحيطة بفاكير نفسها؛ فقد كانت “بطلة العالم” بدون دفاع فعلي عن لقبها منذ الفوز به في Wrestlepalooza.
قدمت فاكير أداءً مثالياً لتثبت أنها “أكثر المصارعات انتعاشاً” في القسم، وأثبتت أن خبرتها الدولية الفائقة تمنحها أفضلية لا يمكن لخصومها من الجيل الجديد تجاوزها.
هذا الإنجاز يعطي فاكير زخماً حيوياً هي بأمس الحاجة إليه قبل البدء في عداواتها الكبرى المنتظرة.
الجانب المَكروه: البوكينج يقتل الزخم
رغم جودة النزال الفنية، إلا أن الإجماع النقدي، وعلى رأسهم أنجيلين فو، أشار إلى أن نتيجة النزال كانت “منطقية بشكل ساحق” بسبب سوء الإدارة الإبداعية (Poor Booking) لشخصية ستراتون.
. جمود السجل:
إن سجل ستراتون النظيف لعام 2025 فقد قيمته تماماً لأنه انحصر في “دائرة نيا جاكس وجيد كارجيل المغلقة” لعدة أشهر.
وبحسب النقاد، لم تكن ستراتون تخوض عداوات متنوعة لتبرهن على أحقيتها بلقبها.
. تثبيت الخسارة:
أدى هذا الركود إلى “عرقلة زخم مسيرة ستراتون المهنية“، مما جعلها خصماً غير مقنع لفاكير، التي حصلت على اللقب العالمي مؤخراً وتتمتع بدعم جماهيري كبير.
. النتيجة الحتمية:
كان الشعور السائد هو أن “لا توجد طريقة لكي تفوز بها ستراتون“، مما جعل إنجاز فاكير التاريخي في كسر سجل ستراتون أقل تأثيراً مما كان يمكن أن يكون عليه لو كانت ستراتون قد خاضت عداوات أكثر عمقاً وتنوعاً.
فرصة ضائعة: ما بعد اللقب؟
في نقد إضافي، أشارت الآراء إلى أن WWE أضاعت فرصة مثالية لبناء قصة جديدة لفاكير. فبعد تتويجها وحصولها على عاطفة الجماهير، كان الوقت مثالياً لتدخل منافسة جديدة (ربما من SmackDown، متجاهلين الانقسام المؤقت) لتبدأ عداوة فاكير التالية على لقبها العالمي، خاصة وأن فاكير لم تدافع عن لقبها منذ فوزها به.
الخلاصة:
نجح نزال فاكير وستراتون كـ تحفة مصارعة فنية (Technical Masterpiece)، لكنه فشل كـ قصة مُقنعة (Compelling Story) بسبب ضعف بوكينج تيفاني ستراتون، مما يمثل جرس إنذار للفريق الإبداعي في SmackDown بأن الأبطال بحاجة إلى رهانات وقصص حقيقية لضمان عدم تحول ألقابهم إلى “مجرد أحزمة ثانوية”.
