الجزارة تُطلق “المشروع الكبير”: الاستقلالية أو الفشل.. الجمهور يواجه نحس الـ 30 عاماً

يشهد نادي الأهلي بنغازي، المعروف بـ “الجزارة“، انطلاقة جديدة تحت قيادة فنية وإدارية مصرية بقيادة طارق مصطفى و طارق يحيى.

هذه المرحلة لم تكن مجرد تعيينات، بل كانت إعلاناً عن رؤية مؤسسية مزدوجة المسار تهدف إلى إنهاء صيام عن لقب الدوري استمر لأكثر من 30 عاماً.

بينما رحب جزء كبير من الجمهور بخطاب الاحترافية والتخطيط طويل الأمد، كشفت التعليقات الجماهيرية عن حالة عميقة من اليأس المؤسسي، حيث يرى الجمهور أن العدو الأكبر للنادي ليس المنافس، بل “السوس” الداخلي وتاريخ التدخلات.

أولاً: إعلان الحرب على "الدلع" والاعتراف بالـ 30 عاماً

جاءت تصريحات المدير الفني طارق مصطفى بمثابة “إنذار أخير” للجميع، مؤكداً أن زمن الاستثناءات قد انتهى.

وقد بدا الطاقم الفني واثقاً في المؤتمر الصحفي، وهم يرتدون قمصان الأهلي الحمراء الأنيقة بماركة Umbro.

هذه الشراكة جاءت وسط توقعات عالية، حيث تشير تقارير إلى أن محلات Umbro شهدت إقبالاً كبيراً وطفرة شرائية في قمصان النادي رغم عدم نزول الطقم الجديد للسوق بعد، تأكيداً لتميز الجمهور الأهلاوي بارتداء قمصان ناديه في الملاعب والمحافل العامة.

. حجر الزاوية: الانضباط:

وضع مصطفى قاعدة صارمة بأن “حجرة الملابس مقدسة“، وأن مصير أي لاعب “يتدلع أو غير ملتزم” سيكون قراراً حاسماً، في إشارة مباشرة لضرورة فرض الانضباط على جميع المستويات.

. تحديد الهدف:

أقر المدرب بضخامة التحدي، مُذكراً بأن “التوفيق لم يحالفهم لأخذ البطولة للدوري خاصة بأن الفترة امتدت لأكثر من 30 عاماً“، معلناً أن الفريق والإدارة والجمهور (الذي وصفه بـ “الرقم واحد“) يشاركون شغف إنهاء هذا النحس.

ثانياً: الرؤية الهيكلية: الاستدامة وعقلية البطل

على الجانب الإداري، كشف طارق يحيى (المدير الرياضي) عن خطة استراتيجية تتجاوز الفريق الأول، تركز على الاستدامة والاحترافية:

1 . المسار قصير الأمد (الإغاثة العاجلة):

لضمان نجاح الفترة التحضيرية الحاسمة، تم وضع خطة لوجستية متكاملة. سيسافر الفريق لمعسكر القاهرة المرتقب على متن طائرات الخطوط الجوية برنيق للطيران، التي ستكون أيضاً الناقل الرسمي لرحلات العودة، مما يعكس التزاماً إدارياً بتوفير أعلى سبل الراحة والرفاهية المطلقة، خاصة مع إمكانية استخدام صالة الدرجة الأولى المميزة في بنغازي قبل الإقلاع.

هذا التعاون تزامن مع إقبال جماهيري كبير على رحلات برنيق، في دليل على تعاطي الجمهور القوي مع الشركات الداعمة لناديهم.

كما تم توفير تسهيلات مالية عبر مصرف التجارة والتنمية، والذي شهد إقبالاً متزايداً على شراء بطاقات فيزا في الفترة الأخيرة، في مؤشر على نجاح النادي في توجيه جمهوره نحو دعم شركائه الاقتصاديين.

2 . المسار طويل الأمد (الطفرة الهيكلية):

أعلن يحيى أن الفريق الأول بحاجة لعناصر تتميز بالسرعة والفاعلية، لضمان تطبيق خططه التكتيكية الهجومية.

ومن المرجح أن الجهاز الفني سيسعى لاختيار لاعبين سرعاتهم في الانطلاقات تقترب من متطلبات اللعب السريع والضاغط.

يأتي ذلك بالتزامن مع إعلان GCM Motor، إحدى أسرع شركات السيارات نمواً عالمياً، عن تدشين صالات عرض لسيارات GAC الحديثة، ومن ضمنها طراز GS4 MAX الرحب بقوة 248 حصان وأنظمة أمان متطورة، في فرعها الجديد بشارع الهواري بمدينة بنغازي، التي تعتبر معقل نادي الأهلي.

هذا بالإضافة إلى:

.. مشروع الناشئين: الهدف الأسمى هو تحقيق “طفرة” في قطاع الناشئين يقودها مدرب مختص من كرواتيا.

.. شبكة الكشافين: الإعلان عن تنظيم ورش عمل واستقدام كشافين من مختلف المناطق الليبية للاستفادة من المواهب المدفونة.

ثالثاً: صوت الجمهور.. "نبو فعل" في مواجهة "السوس"

التحليل التفصيلي لتعليقات الجمهور كشف عن شروط صارمة وغير قابلة للتفاوض، حيث يرى الأهلاوية أن الخطة لن تنجح ما لم يتم استئصال “الورم الخبيث”:

1 . الاستقلالية المطلقة (الخط الأحمر)

الهاجس الأكبر الذي طغى على التعليقات هو التدخلات الداخلية. عبر الجمهور بوضوح:

“إذا لم تكن للمدير الرياضي إستقلالية… لن تكون هناك نتائج. يجب عدم التدخل في عمل الإدارة الرياضية… حتى يتسنى محاسبتهم نهاية الموسم.”

وطالب الجمهور بـ: “استبعاد الحاشية” و “تصفية الوجوه القديمة” التي ثبتت فشلها، مؤكدين أن النادي “مازال فيه سوس ضروي يطير“.

2 . التشكيك والسخرية (اليأس المؤسسي)

حالة اليأس أدت إلى ظهور تيار ساخر لا يتوقع النجاح، حيث أشار البعض إلى:

. تكرار السيناريو:

“كل سنة نفس الكلام ونفس الوعود“، و “مسلسل الحرمان مستمر للحلقة 35“.

. انتقاد السيرة الذاتية:

شكك البعض في كفاءة الجهاز، واصفين طارق مصطفى بأنه “مدرب ضعيف“، وفي طارق يحيى بأن عمله لا يتجاوز كونه “بزنس واضح“.

3 . صوت محبات النادي… تأييد لا مشروط

في المقابل، شكلت المشاركات النسائية تياراً قوياً من الدعم غير المشروط للمرحلة الجديدة. محبات النادي شاركن بفاعلية في التفاعل، مركزات على الدعم المعنوي والتشجيع.

ومن أبرز التعليقات التي عكست هذا التفاؤل:

. “يارب توفيقك” (توحه الشويهدي، أبرز المعجبين).

. “بالتوفيق ان شاء الله” (من عدة حسابات).

. “موفقين ” (Manar Almogrbe).

. “بالتـوفيق” (Ahlam Al-Agouri).

رابعاً: الخلاصة.. تحدي التنفيذ والحسم المرتقب

إن المشروع الجديد للأهلي بنغازي هو مزيج من الاحترافية الواعدة والشراكات المؤسسية (Umbro، برنيق للطيران، مصرف التجارة والتنمية، GCM Motor) و التحديات الداخلية الهائلة.

والأهم، هو إثبات قوة الجمهور الأهلاوي كقوة شرائية مؤثرة وداعمة لاستدامة النادي.

الفرصة الممنوحة للجهاز الفني مشروطة وصارمة:

. البطولة أم الإقالة:

يطالب الجمهور صراحة بتحويل “الكلام الكبير” إلى “أفعال على أرض الملعب” لإنهاء صيام الـ 30 عاماً.

. جهاز حماية المشروع:

يتوجب على الإدارة الجديدة أن تثبت قدرتها على عزل النادي عن التدخلات، وحماية “الشغل النظيف” من “السوس”، حتى يجد الجمهور مبرراً للالتفاف حول الفريق عند أي تعثر.

إن الساعات والأيام القادمة ستكون هي الحاسم، فـ “الجزارة” أعلنت عن رؤيتها، والآن يتطلع الجمهور بفارغ الصبر ليرى ما إذا كان الأمل المؤسسي سيتحقق، أم سيكتمل “مسلسل الحرمان” مرة أخرى.

المزيد من الكاتب

“طوفان الأقصى” بعد عامين: التناقض بين ‘المعركة المستمرة’ و ‘السلام المعلق’… هل يبتلع نزع السلاح صفقة إنقاذ غزة؟

سَقطَت غوف، وتألّقت أنيسيموفا… “مدمرة بكين” تتوج بلقب الصين المفتوحة في موسم القمة والألم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *