«طفح الكيل».. غزيون يطالبون حماس بقبول خطة ترامب: «لم نعد نحتمل الجحيم»

أوضاع مأساوية تدفع السكان لدعم المقترح الأمريكي لإنهاء الحرب.. بينما الشروط «غير المقبولة» تعقّد موقف الحركة.

في ظل حرب مدمرة أودت بحياة حوالي 65 ألفاً من المدنيين ودفعت باقي السكان في قطاع غزة إلى حافة الموت جوعاً وتشرداً، تصاعدت المطالبات الشعبية الفلسطينية بشكل غير مسبوق لحركة «حماس» بضرورة قبول الخطة الأمريكية لوقف إطلاق النار التي أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو موافقته عليها.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز»، فإن الدعم الشعبي داخل غزة للمقترح الأمريكي كبير جداً، حيث يرى السكان فيه الأمل الوحيد لوضع حد للموت والمعاناة التي يعيشونها منذ نحو عامين.

«يجب على حماس أن تفهم: طفح الكيل»

تعكس الاقتباسات التي أوردها التقرير حالة اليأس القصوى التي يعيشها الغزيون. قال محمود بلبل (43 عاماً)، عامل البناء الذي بقي مع أطفاله الستة في مدينة غزة المدمرة:

«يجب على حماس أن توافق على هذا العرض – لقد مررنا بجحيم بالفعل».

وبعد يومين من المشاورات، أكد بلبل أن جيرانه لم يتحدثوا تقريباً إلا عن الاقتراح، مشدداً: «على حماس أن تفهم: طفح الكيل. معظم سكان غزة ليسوا أعضاءً في الحركة، فلماذا يُجرّوننا إلى هذا؟»

كما عبرت نسايم مقاط (30 عاماً)، التي فرت إلى جنوب القطاع، عن قسوة المشهد الإنساني: «نموت هباءً، ولا أحد يهتم لأمرنا. على حماس أن تُحسن الظن بنا، وبما مررنا به».

مشاورات مكثفة وشروط «غير مقبولة»

لم تُقدّم حماس ردّها النهائي على المقترح بعد، مؤكدة أنها تجري مشاورات مكثفة، وأنها تحتاج إلى مزيد من الوقت لدراسة خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وتشترط الخطة على حماس إطلاق سراح الرهائن المتبقين (يُقدّرون بـ 20 مختطفاً حياً و 25 جثة) في غضون 72 ساعة، مقابل إفراج إسرائيل عن حوالي 250 أسيراً فلسطينياً يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد، و 1700 غزّي إضافي اعتُقلوا خلال الحرب.

لكن ما يعقّد الموقف هو الشروط التي وصفتها حماس بأنها «غير مقبولة»، وتشمل:

1 . حظراً على ممارسة الحركة أي سلطة مستقبلية في غزة.

2 . اشترطاً بنزع سلاحها.

3 . تشكيل حكومة انتقالية يشرف عليها مسؤولون أجانب، بمن فيهم دونالد ترامب وتوني بلير.

هل ستضع حماس مصالح الشعب أولاً؟

على الرغم من التفاؤل العام بالمقترح، أشار فلسطينيون آخرون إلى شكوك جوهرية في موافقة حماس.

وقال عبد الحليم عوض (57 عاماً)، الذي يُدير مخبزاً في دير البلح، إنه سيقبل بـ أي ثمن تقريباً لإنهاء الحرب، لكنه أضاف: «لا يكترثون بما يعتقده الناس أو الرأي العام. لو كانوا يهتمون بذلك، لما كنا في هذا الوضع».

ويأمل آخرون، مثل محمود أبو مطر (35 عاماً) من خان يونس، أن تتمكن الولايات المتحدة من إجبار حماس على قبول الاتفاق، ثم إجبار الطرفين على الالتزام بشروطه لإنهاء القتال الذي أجبره على التنقل 10 مرات مع عائلته هرباً من الموت.

المزيد من الكاتب

زلزال بقوة 5 درجات يهز المباني في إسطنبول

28مليون دولار في جيبها… فلماذا تحارب كوكو غوف من أجل اللاعب رقم 300؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *