تصعيد جوي شامل في دارفور: الجيش يضرب بـ «الحربي والمسيّر».. والاتهامات تتبادل بشأن «مجزرة مدنية»
لليوم الثاني على التوالي، شن الجيش السوداني غارات جوية مكثفة وغير مسبوقة (شملت الطيران الحربي التقليدي والطائرات المسيّرة الاستراتيجية) على معاقل قوات الدعم السريع في إقليم دارفور، مُلحقاً بها خسائر فادحة في الإمدادات والمقاتلين.
هذا التصعيد يهدف إلى شل حركة اللوجستيات في مناطق سيطرة الدعم السريع. في المقابل، يوجّه تحالف «تأسيس» اتهامات للجيش بشن «مجزرة بشعة» على المدنيين في منطقة الزرق الحدودية.
المحور الأول: سلسلة الغارات وتنوع القدرات الجوية
نفذ الجيش السوداني سلسلة من العمليات الجوية المركزة خلال يومي الأربعاء والخميس، مؤكداً استخدامه لـ كافة قدراته الجوية لضرب الأهداف الاستراتيجية:
. المالحة (شمال دارفور): استهدفت غارات الطيران الحربي تجمعات الدعم السريع في محلية المالحة، التي سيطرت عليها القوات في مارس الماضي.
أشارت المصادر إلى أن هذه الضربات نجحت في شل قدرات الدعم السريع وتدمير قافلة إمداد تتضمن شاحنة ذخائر ومنظومة تشويش.
. نيالا (جنوب دارفور): تعرض معسكر تدريب رئيسي للدعم السريع شرق محلية بليل لقصف مباشر بطائرة مسيّرة استراتيجية.
أدت الضربة إلى خسائر فادحة بين المقاتلين الذين كانوا يستعدون للتجهيز والدفع إلى جبهات القتال، في مدينة تعتبر مركزاً لوجستياً هاماً للدعم السريع.
. الفاشر (شمال دارفور): نجح الجيش في كسر توقف الطيران الحربي في المدينة للمرة الأولى منذ ستة أشهر. كما تمكن من إسقاط معدات حربية ومواد غذائية في محيط الفرقة السادسة مشاة.
وأعلن الجيش تدمير منظومة مضادة للطائرات تابعة للدعم السريع، إلى جانب تدمير منصة هاون ومركبات قتالية في محاولات تسلل فاشلة للمدينة.
المحور الثاني: «الزرق».. معركة الإمدادات والدماء المدنية
شملت الغارات أيضاً منطقة الزرق الاستراتيجية بأقصى شمال دارفور، التي تقع عند المثلث الحدودي وتُعد قاعدة رئيسية لتلقي الإمدادات القادمة من ليبيا وتشاد.
وفي حين أشار الجيش إلى استهداف قوافل وإمدادات، اتهم تحالف السودان التأسيسي (الذي تتزعمه قيادة الدعم السريع) الجيش بشن «مجزرة بشعة» على سوق منطقة الزرق يوم الخميس، مؤكداً أن الغارات التي استخدمت طائرات مسيّرة (قال إنها تركية الصنع من طراز «أكانجي») أسفرت عن مقتل وإصابة عشرات المدنيين، معظمهم من النساء والأطفال، في منطقة قيل إنها خالية من الوجود العسكري.
ووصف التحالف الهجوم بأنه «جريمة حرب ومخطط لإبادة جماعية وتطهير عرقي»، معلناً عزمه ملاحقة المتورطين قضائياً، بمن فيهم الشركة المصنعة للطائرات.
المحور الثالث: دلالات التحول في تكتيكات الحرب
تؤكد هذه التطورات تحول الصراع في دارفور إلى حرب تُدار بشكل متزايد عبر الجو بهدف تعطيل شبكات الإمداد التابعة للدعم السريع، والتي تستخدم مدناً ومناطق حدودية مثل نيالا والزرق كمراكز لوجستية رئيسية لجلب العتاد.
هذا التكثيف الجوي يضع ضغطاً هائلاً على قدرات الدعم السريع، لكنه في الوقت ذاته يصعّد لغة الاتهامات حول استهداف المدنيين، مما يؤكد أن الثمن البشري للحرب في تصاعد مستمر.
