هل هي شجاعة أم ذكاء سياسي؟ الإمارات تثير الجدل بلقاء نتنياهو لإنهاء أزمة غزة

في خطوة دبلوماسية أثارت تفاعلات واسعة وجدلاً كبيراً، أعلن المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات، الدكتور أنور قرقاش، أن لقاء وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في نيويورك هو “خطوة شجاعة تهدف إلى إنهاء الحرب في غزة. هذا اللقاء، الذي يأتي في ظل التوتر المتصاعد، يفتح الباب أمام تساؤلات حول فعالية الدبلوماسية المباشرة في تحقيق السلام.

موقف الإمارات: الشجاعة، أم التكتيك؟

من خلال منشور الدكتور قرقاش على منصة “إكس”، يبرز موقف واضح من القيادة الإماراتية: التواصل مع الخصم أو العدو ليس ضعفاً، بل هو شجاعة ضرورية لدفع عجلة السلام.

وصف قرقاش اللقاء بأنه استكمال لموقف الإمارات الحاسم في وقف ضم الأراضي الفلسطينية، مؤكداً أن الهدف هو دعم الجهود الدولية لإنهاء المأساة الإنسانية في غزة.

هذا الموقف يلقى صدى إيجابياً لدى مؤيدي الإمارات. فمنهم من يرى أن هذه الخطوة تعكس “صوت العقل والحكمة، وأن الحوار المباشر أفضل من “المزايدات والهروب خلف شعارات زائفة”. يرى هؤلاء أن الإمارات، بفضل ثقلها الدبلوماسي، يمكنها “محاصرة إسرائيل بالحقائق والأرقام” ودفعها نحو السلام.

التفاعلات الرقمية: بين التأييد والنقد

لم تخلُ صفحة الدكتور قرقاش من التفاعلات المتباينة. فبينما كان هناك تأييد كبير يرى في اللقاء “موقف يليق بدولة الإمارات ويثني على “شجاعة الحوار، ظهرت أصوات أخرى تحمل قدراً من التشكيك والنقد.

بعض التعليقات عكست عدم ثقة في نوايا الجانب الإسرائيلي، معتبرة أن “لا أمان للثعبان”، فيما عبر آخرون عن قلقهم من أن هذه الخطوة، إذا لم تحقق وقفاً فورياً للحرب، قد تُنظر إليها لاحقاً على أنها لا تقدم ولا تؤخر.

كما عكست تعليقات أخرى آمالاً بأن يكون لدى الإمارات “خطة جاهزة للتعامل مع الموقف بشكل حاسم.

محاور اللقاء: لا نتائج معلنة، لكن رسالة واضحة

بيان وكالة الأنباء الإماراتية “وام” حول اللقاء كان محايداً ودقيقاً. فقد أكد الشيخ عبدالله بن زايد على ضرورة إنهاء الحرب في غزة ووقف إطلاق النار، وأشار إلى أهمية إدخال المساعدات الإنسانية دون عوائق.

كما جدد التأكيد على دعم الإمارات لـ “حل الدولتين، ومكافحة التطرف والإرهاب.حتى اللحظة، لم يصدر عن اللقاء أي نتائج ملموسة أو اتفاقيات معلنة.

لكن وجود اللقاء في حد ذاته، والتصريحات الصادرة عنه، يمثل رسالة واضحة بأن الإمارات لا تزال ترى في الدبلوماسية أداة أساسية لحل الصراعات، وأنها مستعدة لأخذ زمام المبادرة في قضايا إقليمية معقدة.

يبقى السؤال مطروحاً: هل ستتمكن هذه الخطوة الشجاعة من تحقيق اختراق دبلوماسي، أم ستبقى مجرد محاولة لإعادة فتح قنوات الحوار في وجه الأزمة؟

المزيد من الكاتب

ألكاراز يطمئن جماهيره على حالة كاحله: “إنه مؤشر جيد”

مانشستر يونايتد… أزمة تتجدد ودمار على عتبة أولد ترافورد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *