ميدفيديف يطمئن أوروبا: روسيا لا تريدكم… لأنكم ضعفاء!

في خطوة مفاجئة تتناقض مع خطابه المعتاد الذي يميل إلى التهديد النووي، خرج الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف برسالة مختلفة تماماً لأوروبا.

فبينما تتصاعد التوترات بين روسيا وحلف الناتو، أعلن ميدفيديف أن موسكو لا تريد حرباً مع القارة العجوز، ليس بسبب السلام، بل لأنها في نظر الكرملين ضعيفة، ومتهالكة، وتفقد هويتها.

روسيا لا تحتاج أوروبا: تحليل رسالة ميدفيديف

يُعد ميدفيديف، بصفته نائباً لرئيس مجلس الأمن القومي الروسي، شخصية محورية في سياسات الكرملين.

وفي تصريحاته الأخيرة عبر “تليغرام”، حاول التقليل من احتمالية نشوب صراع واسع النطاق، مؤكداً أن الحرب مع أوروبا “تتعارض مع مصالح بلادنا”.

وأضاف بلهجة حادة: “روسيا لا تحتاج إلى حرب مع أي أحد، بما في ذلك أوروبا العجوز الباردة. لا يوجد ما يمكن كسبه هناك.

” ووصف أوروبا بأنها “اقتصاد ضعيف يعتمد على الولايات المتحدة، بينما ثقافتها تتدهور بشكل مخز”، مؤكداً أنها “تفقد هويتها وتذوب في المهاجرين العدوانيين”.

خطر الحوادث المميتة: تحذير لا يمكن تجاهله

رغم محاولته الظاهرة لتهدئة المخاوف، لم يتخل ميدفيديف عن نبرته التحذيرية. فقد أشار إلى أن الحرب لا تزال ممكنة بسبب “خطر الحوادث المميتة” الذي “موجود دائماً”.

كما وجه تحذيراً مبطناً آخر بقوله إن “عامل الحمقى مفرطي النشاط لم يذهب إلى أي مكان”، في إشارة واضحة إلى أن أي قرار متهور قد يؤدي إلى كارثة.

وحذر من أن أي صراع يحمل خطراً حقيقياً في التصعيد إلى حرب بأسلحة دمار شامل، مؤكداً ضرورة “البقاء في حالة تأهب”.

السياق الجيوسياسي: تصريحات الناتو وواشنطن

يأتي تصريح ميدفيديف في ظل توترات متصاعدة، خاصة بعدما اتهم حلف الناتو روسيا بسلسلة من الانتهاكات الخطيرة لمجالهم الجوي. وفي المقابل، حذرت موسكو من أن “أي عدوان ضد بلادي سيُقابل برد حاسم”، كما صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.

ومن جهته، أكد الناتو في بيان رسمي أن التزامه بالمادة الخامسة “صارم”، وأنه سيستخدم كل الأدوات الضرورية للدفاع عن نفسه.

وتصاعد التوتر أكثر مع تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الذي قال إنه يجب على دول الناتو أن تسقط الطائرات الروسية التي تنتهك مجالها الجوي.

خاتمة

على الرغم من محاولة ميدفيديف رسم صورة لروسيا لا تسعى للحرب، فإن نبرة تصريحاته العدائية والتصريحات المتبادلة بين موسكو والناتو لا تزال ترسم صورة قاتمة لمستقبل العلاقة.

فهل يمثل كلامه محاولة لخفض التصعيد بأسلوب غير تقليدي، أم أنه مجرد فصل جديد في حرب باردة قديمة، حيث باتت الكلمات لا تقل خطورة عن الأسلحة؟

المزيد من الكاتب

مانشستر يونايتد… أزمة تتجدد ودمار على عتبة أولد ترافورد

ست لاعبات صينيات يتقدمن في بطولة الصين المفتوحة 2025

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *