على ملعب بكين، توقفت الأنفاس للحظات، وتحولت صيحات التشجيع إلى همس حزين. لم تكن نهاية المباراة، بل كانت نهاية فصل مؤلم في قصة بطلة تُحارب أكثر من مجرد منافسيها.
كانت باولا بادوسا تغادر الملعب، لا بالهزيمة، بل بالدموع التي لم تستطع حبسها.
هذه الدموع لم تكن الأولى، فقد باتت قصة بادوسا مع الإصابات كابوساً مريراً لا ينتهي. فبعد عودتها إلى الملاعب عقب غياب دام ثلاثة أشهر، أجبرها ألم حاد في فخذها الأيسر على الانسحاب للمرة الثالثة هذا العام، والسادسة في آخر عامين!
لقد أثبتت الأرقام أن معاناتها مع الإصابات، خاصة في ظهرها وفخذها، تُعيدها إلى نقطة الصفر مراراً وتكراراً.
ورغم أنها عادت بقوة وفازت في مباراتها الأولى ببطولة الصين، إلا أن كابوس الإصابة عاد ليُطاردها في مباراتها الثانية، حيث اضطرت للانسحاب وهي متأخرة بنتيجة 4-2.
لم تستطع الاستمرار، فقد كان الألم أقوى، لتنتهي رحلتها بشكل مفاجئ يؤدي بها إلى خسارة نقاط ثمينة وإسقاطها خارج قائمة أفضل 20 لاعبة في العالم.
إن دموع بادوسا على أرض الملعب لم تكن دموع هزيمة، بل كانت دموع إحباط رياضي يرى أحلامه تتحطم مرة تلو الأخرى بسبب جسد لا يطاوعه.
إنها رسالة قوية عن هشاشة مسيرة الرياضيين، وقسوة المصير الذي لا يرحم. كل ما نتمناه الآن هو أن يكون هذا الألم مجرد لحظة عابرة، وأن نراها قريباً تعود أقوى من أي وقت مضى.
