في خطوة غير مسبوقة تثير عاصفة من الجدل السياسي، أطلق الرئيس دونالد ترامب تهديداً مباشراً ضد مدينة نيويورك، متعهداً بقطع التمويل الفيدرالي الحيوي عنها إذا فاز المرشح الاشتراكي الديمقراطي زهران مامداني بمنصب عمدة المدينة.
هذا التهديد العلني، الذي نشره ترامب على منصته “تروث سوسيال”، يمثل تدخلاً صارخاً في انتخابات محلية، ويحول السباق على منصب العمدة إلى معركة أيديولوجية مفتوحة بين عاصمة المال الأمريكية وإدارة واشنطن المحتملة.
تقويض الديمقراطية: هجوم على إرادة الناخب
تتجاوز خطورة هذا التهديد كونه مجرد ضغط سياسي. فبإعلانه أن التصويت لمامداني “بلا جدوى”، يشن ترامب هجوماً مباشراً على أحد أهم مبادئ الديمقراطية: أهمية التصويت الشعبي.
إنها محاولة لإقناع الناخبين بأن أصواتهم لن تكون ذات قيمة إذا لم تتوافق مع أجندته السياسية، مما يضع إرادتهم الحرة تحت ضغط التخويف.
يعد هذا التهديد أيضاً نوعاً من الترهيب السياسي الذي يمكن أن يقوض الحكم المحلي، حيث يسعى لعرقلة قدرة العمدة المنتخب على الحكم بشكل فعال حتى قبل أن يتولى منصبه، محولاً الانتخابات المحلية من عملية سيادية إلى مجرد لعبة تابعة للسلطة الفيدرالية.
طبيعة الضغط والتدخل
تكمن خطورة تصريح ترامب في كونه لا يقتصر على مجرد انتقاد سياسي، بل هو ورقة ضغط يلوّح بها صراحةً، مستخدماً سلطة المنصب الرئاسي المحتمل.
وصف ترامب وعود مامداني بـ “الوعود الشيوعية المزيفة”، مؤكداً أن العمدة الجديد “سيواجه مشاكل مع واشنطن لم يواجهها أي عمدة في تاريخ مدينتنا العظيمة سابقاً”.
هذا الكلام يضع مستقبل مدينة بأكملها، التي تعتمد بشكل كبير على الدعم الفيدرالي لخدماتها الأساسية ومشاريعها الحيوية، تحت رحمة الخلافات السياسية.
هل سيغير الضغط السياسي مسار الانتخابات؟
بينما يستمر سباق الانتخابات البلدية، يبقى السؤال الأهم معلقاً: هل سينجح هذا الضغط غير المسبوق في التأثير على قرار الناخب النيويوركي؟
أم أنه سيؤدي إلى نتائج عكسية، مما يدفع الناخبين إلى التمسك بحقهم الديمقراطي في اختيار ممثلهم بعيداً عن أي تهديدات؟ الأيام القادمة وحدها كفيلة بالكشف عن مدى تأثير هذا التدخل على مسار التصويت الشعبي.
