في قمة كروية لا تُنسى على ملعب سان سيرو، حقق ميلان فوزاً ثميناً بنتيجة 2-1 على نابولي، في مواجهة كان بطلها الأول هو النجم الأمريكي كريستيان بوليشيتش.
هذا الانتصار لم يمنح ميلان النقاط الثلاث فحسب، بل ألحق بنابولي أول خسارة له في الموسم، ليقفز “الروسونيري” إلى صدارة الترتيب، في ليلة أظهر فيها الفريق شخصية البطل الحقيقية.
تحليل المباراة: إحصائيات لا تحكي القصة كاملة
قبل انطلاق المباراة، كانت التوقعات تشير إلى مواجهة متكافئة للغاية، حيث أظهر استطلاع للرأي أن 41% من الجماهير توقعت فوز ميلان، مقابل 41% أيضاً لنابولي، فيما ذهبت نسبة 18% فقط للتنبؤ بالتعادل.
وكان هناك إجماع شبه كامل على أن المباراة ستشهد أهدافاً من كلا الفريقين، حيث صوتت نسبة 91% على أن كلا الفريقين سيسجلان.
وحتى في توقعات من سيسجل أولاً، كانت الأراء منقسمة بشكل حاد، حيث رجحت نسبة 50% أن يسجل ميلان أولاً مقابل 47% لنابولي، وهو ما حدث بالفعل.
على أرض الملعب، سيطر نابولي على الاستحواذ بنسبة 64% مقابل 36% لميلان، وتفوق في عدد التسديدات بشكل كبير (19 تسديدة مقابل 6)، وحتى في الأهداف المتوقعة (2.85 مقابل 0.74).
لكن ميلان أثبت أن الإصرار والفعالية هما الأهم، حيث اعتمد الفريق على دفاع صلب، ونجح في تحويل الفرص القليلة التي أُتيحت له إلى أهداف حاسمة.
أحداث المباراة: تألق بوليشيتش وصمود الأبطال
بدأ ميلان المباراة بقوة، حيث افتتح أليكسيس ساليمايكرز التسجيل في الدقيقة 3، بعد تمريرة ساحرة من بوليشيتش. وواصل النجم الأمريكي تألقه، حيث أضاف الهدف الثاني في الدقيقة 31 بتسديدة قوية غيرت اتجاهها وسكنت الشباك.
لكن المباراة أخذت منعطفاً دراماتيكياً في الشوط الثاني، عندما حصل المدافع بيرفيس إيستوبينان على بطاقة حمراء في الدقيقة 57 بعد خطأ داخل منطقة الجزاء، ونفذ كيفن دي بروين ركلة الجزاء بنجاح في الدقيقة 60.
مع وجود 10 لاعبين فقط، أظهر ميلان صموداً أسطورياً في وجه ضغط نابولي الهجومي، ونجح في الحفاظ على تقدمه.
وفي الدقائق الأخيرة الحاسمة، حاصر نابولي مرمى ميلان، حيث شهدت اللحظات الأخيرة محاولات خطيرة من ديفيد نيريس وإلجيف إلماس تصدى لهما ببراعة الحارس مايك مينيان، ليُعلن الحكم صافرة النهاية عن فوز ميلان 2-1، في لحظة حبست فيها الأنفاس.
تصريحات ما بعد المباراة: المدربون واللاعبون يتحدثون
بعد المباراة، تحدث المدربون واللاعبون عن مجريات اللقاء:
أنطونيو كونتي (مدرب نابولي): أبدى كونتي إحباطه من نتيجة المباراة، قائلاً: “كنا نلعب مباراة كرة قدم أمام فريق ممتاز مثل الميلان الذي أغلق جميع المساحات أمامنا… لكننا نُقدم كل ما لدينا، ونحن نعمل من أجل التحسين”. واعترف بأن الخسارة كانت بسبب “عدم التركيز والانتباه في الشوط الأول” عندما استقبل فريقه الهدفين، مشدداً على أن “هذا هو الطريق، الفريق جاء اليوم إلى هنا بشخصية كبيرة وضغط على الميلان”.
ماسيمليانو أليغري (مدرب ميلان): وصف أليغري المباراة بأنها “جميلة بين فريقين مهمين جداً”. وأعرب عن إعجابه بأداء فريقه، خاصة في الشوط الأول، وشدد على أنهم لعبوا بـ”شراسة من أجل تحقيق النصر”. وأكد أن فريقه في الشوط الثاني حاول اللعب بشكل دفاعي بعد النقص العددي. وعن حالة اللاعبين، قال إن رافائيل لياو سيتحسن في المباريات القادمة، وأن توموري حالته جيدة، مشيداً بدعم الجماهير الكبير.
أدريان رابيو (لاعب ميلان): قال رابيو إن “الأمور جيدة جداً منذ مجيئي إلى هنا، لقد استقبلنا هدفاً واحداً فقط وأنا سعيد جداً”. وأضاف أن “الروح والحالة الذهنية” للفريق كانت جيدة، خاصةً أنهم فازوا بعشرة لاعبين، وأن هذا يجعلهم فريقاً من الصعب هزيمته. وعن المنافسة على اللقب، قال: “سنرى ذلك في المستقبل… المسيرة لا تزال طويلة ويجب أن نكون هادئين ونعمل بجد”.
تأثير النتيجة: ميلان يعتلي الصدارة وصراع رباعي يشتعل
بهذا الانتصار، ارتفع رصيد ميلان إلى 12 نقطة، متساوياً مع نابولي، وروما، ويوفنتوس. لكنه تفوق عليهم بفارق الأهداف ليحتل المركز الأول. هذه النتيجة تُشعل المنافسة على لقب الدوري الإيطالي مبكراً، وتُرسل رسالة قوية من ميلان بأن الفريق قادر على المنافسة بقوة.
المباريات القادمة: اختبار حقيقي للقمة
بعد هذه الجولة، تستمر الإثارة في الدوري الإيطالي بمواجهات حاسمة:
- نابولي ضد جنوى: في مواجهة مهمة، يسعى نابولي لردة فعل قوية على أرضه أمام جنوى، بهدف العودة إلى طريق الانتصارات والحفاظ على موقعه في المنافسة.
- يوفنتوس ضد ميلان: في قمة الجولة المقبلة، سيواجه ميلان اختباراً حقيقياً على صدارة الترتيب أمام يوفنتوس، الذي يسعى لتعويض نقاطه المفقودة على أرضه.
