من حافة الهاوية إلى شفا الحرب: لماذا تخطط أمريكا لضرب فنزويلا؟

لم تعد الأزمة بين الولايات المتحدة وفنزويلا مجرد توتر سياسي. فالتحركات العسكرية الأخيرة في منطقة الكاريبي، والتهديدات الصريحة من الرئيس دونالد ترامب، تشير إلى أن الأمور تتجه نحو مواجهة مسلحة.

مصادر مطلعة داخل الإدارة الأمريكية كشفت لـ”إن بي سي نيوز” أن مسؤولين عسكريين يضعون خططاً لضرب أهداف داخل الأراضي الفنزويلية، وأن الهجمات قد تبدأ في غضون أسابيع.

تصعيد عسكري غير مسبوق

في الأسابيع الأخيرة، شنت القوات الأمريكية هجمات بحرية على ثلاثة قوارب فنزويلية، زاعمة أنها كانت تحمل مخدرات.

هذه الهجمات، التي أثارت جدلاً حول شرعيتها، كانت بمثابة مقدمة لمرحلة جديدة. فقد أرسلت الولايات المتحدة أسطولاً بحرياً ضخماً، يضم أكثر من 4000 عسكري وثماني سفن حربية وغواصات نووية، إلى المنطقة.

المصادر تؤكد أن هذا الحشد العسكري، الذي قد يؤثر على انتشار القوات الأمريكية في مناطق أخرى من العالم، لم يتم إلا للنظر في كل الخيارات.

وهذا يعني أن التهديد بشن ضربات داخل فنزويلا هو أمر جدي ووشيك.

الخلفية: حرب على المخدرات أم تغيير نظام؟

الرواية الرسمية للإدارة الأمريكية هي أن هذه العمليات تهدف إلى مكافحة “الإرهابيين ومهربي المخدرات”.

وقد وصف ترامب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بأنه زعيم لـ”شبكات الإرهاب المرتبط بالمخدرات”، متجاهلاً حقيقة أن فنزويلا لا تُعد مصدراً رئيسياً للكوكايين أو الفنتانيل.

لكن المصادر تكشف عن دوافع أعمق: فبعض المسؤولين في إدارة ترامب يرون أن الهدف هو إخراج مادورو من السلطة.

الفكرة هي دفع مادورو إلى اتخاذ قرارات متسرعة قد تؤدي إلى الإطاحة به دون تدخل عسكري مباشر على الأرض. هذا يضع المواجهة في إطار سياسي أكثر منه في إطار مكافحة الجريمة.

الدبلوماسية في الظل

في خضم هذا التصعيد، تجري اتصالات دبلوماسية سرية. فقد علمت “إن بي سي نيوز” أن الولايات المتحدة وفنزويلا تتفاوضان عبر وسطاء من الشرق الأوسط.

وعلى الرغم من أن الرئيس ترامب ووزير خارجيته قد نددا علناً بالاتصالات المباشرة، إلا أن قنوات الحوار لا تزال مفتوحة في الكواليس، وهو ما يشير إلى أن الحل الدبلوماسي لم يُستبعد بعد.

بينما يستمر الحشد العسكري وتتصاعد حدة التصريحات، تبرز تحذيرات من أن هذه الخطوات قد تجر الولايات المتحدة إلى حرب لا نهاية لها.

السؤال الآن ليس “هل ستهاجم أمريكا؟” بل “ماذا سيحدث بعد الهجوم؟” وهل ستنجح الدبلوماسية السرية في نزع فتيل الأزمة قبل فوات الأوان؟

المزيد من الكاتب

بكين: ماجدالينا فريتش تودّع البطولة وتخسر مركزها في قائمة أفضل 50 لاعبة

دبي تشتعل: معركة الأبطال تطلق صافرة الإثارة في المجموعة الثانية بالبطولة العربية للسلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *