لم تكن مجرد مباراة افتتاحية عادية، بل كانت إعلاناً صريحاً عن بداية حقبة جديدة من الإثارة والندية في عالم كرة السلة العربية.
في قلب دبي النابض بالحياة، انطلقت النسخة الـ 37 من البطولة العربية للأندية، لكن الأضواء كلها اتجهت نحو صراع المجموعة الثانية، حيث قدم الأهلي طرابلس عرضاً درامياً ومثيراً ليحقق فوزاً ثميناً على نظيره الكويتي.
إنها رسالة واضحة من رجال ليبيا: نحن هنا للمنافسة، ولسنا مجرد مشاركين.
عندما اشتعلت المباراة: المنامة يرفض الاستسلام أمام الأنطوني
لم تكن قمة المجموعة الثانية الأولى مجرد مواجهة بين فريقين، بل كانت قصة عن الإرادة والقتال حتى اللحظة الأخيرة.
ففي بداية اللقاء، بدا فريق المنامة بالقمصان البيضاء وكأنه في طريقه لفرض سيطرته، حيث افتتح التسجيل بفارق سلتين.
لكن سرعان ما تحولت دفة اللقاء، حيث أظهر الأنطوني اللبناني، بقوة، لماذا يُصنف ضمن أقوى الفرق العربية، ووسع الفارق بشكل كبير في الشوط الأول ليصل إلى 47-26.
ومع بداية الشوط الثاني، بدت مهمة المنامة مستحيلة. ولكن، في لحظات اليأس تولد القوة.
فمع كل نقطة سجلها نجوم المنامة الشباب، بدأ الفريق في تقليص الفارق بشكل ملحوظ.
ورغم أن مستوى المحترفين الأجانب كان متواضعاً، إلا أن الروح القتالية للاعبين البحرينيين كانت كافية لإشعال حماسة الجماهير.
فبعد أن كان الفارق لا يُصدق، أصبح الأمر في متناول اليد. لقد أثبت المنامة في الربعين الثالث والرابع أن الاستسلام ليس خياراً، حيث حقق تفوقاً واضحاً في النتيجة.
ورغم أن المباراة انتهت بفوز الأنطوني بنتيجة 79-73، إلا أن ما قدمه فريق المنامة في اللحظات الأخيرة كان بمثابة رسالة تحدٍ للفرق القادمة.
وكما قال لاعبهم أحمد سلمان بعد المباراة: “الفريق اللبناني يعتبر فريق كبير وأيضاً فريقنا جيد ولكنه حالياً مدعم بعناصر شابة أول مرة تشارك في مثل هذا الحدث… لكننا فخورون بأدائنا وسنقدم مستوى أفضل أمام الأهلي الليبي والكويت الكويتي.”
الأهلي طرابلس: معركة الريباوند والذكاء التكتيكي تحسم القمة النارية
بصوت مشجع أهلاوي وحيد قادم من ليبيا، دخل رجال الأهلي طرابلس أرض الملعب بقمصانهم الخضراء والبيضاء، مستعدين لمواجهة قوية أمام الكويت الكويتي، بطل “الثلاثية” الذي جاء بدوره مفعماً بالثقة.
هذه المباراة الافتتاحية لم تكن مجرد لقاء رياضي، بل كانت اختباراً حقيقياً لأحد أفضل فرق القارة، والذي لم يأتِ إلى دبي لمجرد المشاركة، بل لنيل اللقب الذي توقفت مساعيه عنده في ربع نهائي نسختي 2015 و2019.
لقد فاقت المباراة كل التوقعات بجمال أدائها وقوتها، حيث شهدت تقلبات كبيرة وإدارة فنية عالية من المدربين.
ورغم قوة “الأبيض الكويتي”، إلا أن الأهلي الليبي أظهر روحاً قتالية فريدة.
ومع اقتراب صافرة النهاية، كانت الخبرة الليبية هي الفيصل، ففي أصعب الأوقات، وقبل دقيقتين فقط من نهاية اللقاء، تمكن الأهلي من حسم الفوز بفارق نقطتين فقط (76-72)، ليؤكد أن الميدالية البرونزية التي نالها في بطولة القارات لم تكن مجرد صدفة.
محمود بلحاج، رقم 30، الذي سجل آخر نقطتين حاسمتين من خطأ، عبّر بحماس عن هذا الفوز: “لقد كانت الانطلاقة جيدة بكل المقاييس وهي أول مباراة لنا في البطولة… لقد ترجمنا الخطط التي رسمها المدرب على أرض الواقع… وكنا على مستوى التحدي.
” بينما أقر لاعب الكويت محمد عدنان بقوة المنافس قائلاً: “المباراة كانت قوية، وقعنا في عدة أخطاء… فريق الأهلي الليبي قد كان فريقاً جيداً.”
أرقام لا تكذب: الريباوند هو سيد الموقف التحليل الإحصائي يكشف سر تفوق الأهلي؛ فقد سيطر على منطقة الريباوند بـ 40 ريباوند، منها 15 ريباوند هجومي، مقارنة بـ 7 ريباوند هجومي للكويت.
هذه السيطرة منحت الأهلي فرصاً أكبر للهجوم الثاني (13 “سكند تشانز”)، وهو ما كان حاسماً، خاصة في الربع الرابع.
بينما أجرى الكويت 30 محاولة للكرات الثلاثية نجح في 10 منها، لم يعتمد الأهلي على طريقة لعب واحدة، بل نوع في أساليبه، معتمداً على اختراق السلة وكسب المخالفات والتحولات السريعة.
الخبرة التكتيكية تصنع الفارق: في لحظات الضغط الأخيرة، أظهر الأهلي خبرة تدريبية وتكتيكية عالية، حيث اعتمد على قراءة “الفول سكرين” وتطبيق “دبل تيم” في آخر دقيقتين.
هذا التكتيك المحفوف بالمخاطر، لا يمكن تنفيذه إلا بخبرة كبيرة وتدريب مسبق، وهو ما ميز الأهلي فنياً ومنحه الظفر بالمباراة.
تقييم شامل للمجموعة الثانية: الأقوى والأكثر إثارة
المجموعة الثانية، التي تضم الأهلي طرابلس، الكويت الكويتي، الأنطوني اللبناني، والمنامة البحريني، تُثبت بالفعل أنها الأقوى والأكثر تنافسية.
لقد قدمت مباريات افتتاحية عكست تنوعاً في الأداء وروحاً قتالية عالية.
. الأهلي طرابلس: أثبت أنه فريق لا يخشى مواجهة الكبار، ويمتلك القدرة على قلب النتائج بفضل الإصرار والذكاء التكتيكي والسيطرة على الريباوند.
لاعبوه المحليون، بقيادة نسيم بدروش (19 نقطة) وماركوس نايت (18 نقطة)، أظهروا قدرات عالية.
. الكويت الكويتي: رغم الخسارة، قدم مباراة عالية الجودة ويضم عناصر متميزة مثل شارلي مور (20 نقطة).
يمتلك فريقاً متكاملاً ويسعى للتعلم من أخطائه للمنافسة بقوة على الأدوار النهائية.
. الأنطوني اللبناني: فريق منظم ومكتمل المراكز، أظهر قدرة على السيطرة على مجريات اللعب، ويسعى بوضوح للوصول إلى نصف النهائي على الأقل.
. المنامة البحريني: رغم التغييرات الكبيرة في صفوفه ومستوى المحترفين الأجانب المتواضع في البداية، إلا أن الروح القتالية للاعبيه المحليين، بقيادة النجم الشاب أحمد سلمان (18 نقطة)، سمحت له بالعودة في المباراة وتقديم أداء مشرف، مما يجعله منافسًا لا يستهان به.
نظرة مستقبلية: صراع القمة يشتد
مع هذه البداية النارية، تتجه الأنظار نحو المباريات القادمة في المجموعة الثانية.
الأهلي طرابلس سيواجه المنامة، فيما سيلتقي الكويت مع الأنطوني، في مواجهات تعد بالمزيد من الإثارة والتشويق.
كل فريق سيسعى لفرض أسلوبه، مستفيداً من نقاط قوته ومعالجاً نقاط ضعفه، في سباق محموم نحو الأدوار الإقصائية.
أفضل المسجلين في اللقاءات الافتتاحية:
. تشارلي مور (الكويت الكويتي): 20 نقطة.
. نسيم بدروش (الأهلي طرابلس): 19 نقطة.
. هاملتون (المنامة): 23 نقطة.
. مارك الخوري (الأنطوني): 20 نقطة.
تصريحات اللاعبين: الكلمات التي ألهبت الحماس
أصوات من قلب المعركة: ماذا قال الأبطال بعد المواجهة؟
بعد نهاية صافرة المعارك الافتتاحية، وبينما كانت أرقام الإحصائيات تحكي قصة الأداء، كان للتصريحات التي أدلى بها اللاعبون كلمتها الفاصلة.
إنها كلمات تكشف عن الروح القتالية والإصرار والتحدي الذي ميز هذه المواجهات.
تصريحات لاعبي الأهلي طرابلس:
. نسيم بدروش:
“في بداية تصريحه بارك لجماهير الزعيم الليبي الأهلاوية وقال الحمد لله حققنا اليوم انتصارنا الأول في البطولة، الانتصار كان مهماً لأنه سيضعنا على الطريق الصحيح.
وتمنى على جماهير الزعيم الليبي أن تقف وتساند كل اللاعبين وقال: سنكون كلاعبين بروح واحدة وسنقاتل على شعار الزعيم بكل طاقاتنا وإن شاء الله نكون في أفضل مستوى بالمباريات القادمة للبطولة.
وتقدم بالشكر لرئيس مجلس إدارة النادي على دعمه للفريق ووقوفه على كل كبيرة وصغيرة وشكراً.”
. محمود بلحاج:
“لقد كانت الانطلاقة جيدة بكل المقاييس، وهي أول مباراة لنا في البطولة وافتتاحية للبطولة، وفريق الكويت يعتبر فريقاً كبيراً.
لقد ترجمنا الخطط التي رسمها المدرب على أرض الواقع في الميدان ولقد لعبنا معهم الند بالند لآخر الدقائق، والمباراة قد حسمناها في الشوط الرابع في آخره وكنا على مستوى التحدي.”
تصريحات لاعبي الفريق المنافس:
. محمد عدنان (الكويت الكويتي): “المباراة كانت قوية، وقعنا في عدة أخطاء ونحن سنتعلم منها ونسعى إلى الوصول للدور نصف النهائي والمباراة النهائية هدفنا رغم هزيمتنا في اليوم الأول أمام الأهلي.
تصريحات لاعبي الأنطواني والمنامة:
. مارك الخوري (الأنطوني اللبناني): “لقد بدأنا المباراة بشكل ممتاز، لكن في الربع الثالث وفي منتصف المباراة تعبنا قليلاً، ويرجع ذلك لأننا لم يكن لدينا الوقت الكافي للتحضير… فزنا بالمباراة بدون إصابات في الفريقين، وهذه المباراة أصبحت خلفنا الآن، وتفكيرنا حالياً في مباراتينا القادمتين أمام الأهلي والكويت… وسنحاول بقدر كبير تجنب الإصابات.”
. أحمد سلمان (المنامة البحريني): “الفريق اللبناني يعتبر فريقاً كبيراً وأيضاً فريقنا جيد ولكنه حالياً مدعم بعناصر شابة أول مرة تشارك في مثل هذا الحدث… وقعنا في أخطاء كثيرة وهذه هي نتيجتها ولم نوفق… نحن فخورون بأدائنا وسنقدم مستوى أفضل أمام الأهلي والكويت.”
تفاعل جماهيري غير مسبوق: نبض "الزعيم الليبي" في الفضاء الرقمي
بعد صافرة النهاية، لم يقتصر الانتصار على أرض الملعب في دبي، بل امتد تأثيره ليشعل منصات التواصل الاجتماعي.
ففي أقل من ساعة، حصد منشور الفوز أكثر من 15 ألف إعجاب و500 مشاركة، وتحولت الصفحات الرسمية للأهلي إلى ساحة احتفالات رقمية، حيث انطلقت موجة عارمة من التعليقات التي عكست مدى شغف الجماهير وعشقها لفريقها، في تفاعل لم يكن متوقعاً بحجمه وسرعته.
جانب من التعليقات
. Abdo Abdo: “تريس والله.”
. Feras Matoug: “رجال.”
. Mostyfa Zinad: “الف الف مبروك.”
. Hadola Abojnah: “الابطال ل رفعو راس ليبيا كلها.”
. Mawada Mahamed: “موفقين يارب.”
.Jehad Algmaty: “روحولنا باها ضروري.”
أبرز التعليقات التي حازت على التفاعل الأكبر
. لؤي ضو: “المميز في الزعيم الفترة الأخيرة تكوين شخصية فريق لا يُهزم ولا يستسلم بسهولة مهما كانت الظروف… وهذا شيء كبير ولزم الاستمرار عليه.”
. سالم الزيتوني: “حين تختار المال على المجد… غادر ناديه الذي صنع معه التاريخ… لكن الأيام أثبتت أن الولاء لا يُقدّر بثمن… المال يشتري الراحة، لكن لا يشتري المجد.”
. سيف بوحسين: “زعيم ليبيا… زعيم العرب… زعيم افريقيا… زعيم اسيا… لا تكفي زعيم فقط.”
. عادل نوري نوري: “لولا المحترفين تشليط بل هبل يجيكم. خليك صادق وقول لحق.”
. Abd Albast Omar: “الله يهديكم خليتونا نطمعو في كل شي ونشوفو فيهم كلهم ساهلين.”
. سند البهلول: “ديروا فيديوهات وستوريات قوية زي بعض حركات لاعيبين تجيب حتى مشاهدات ومتابعين.”
. Otman Almehdi: “اسياد ليبيا والعرب وافريقيا وبرونزية العالم سكرنا ملف السلة.”
صوت المرأة الأهلاوية: فخر يتجاوز المدرجات
لم يقتصر التفاعل على المشجعين الرجال فقط، بل كان للمشجعات الأهلاويات صوتهن المدوّي في الفضاء الرقمي، حيث عبرن عن فخرهن ودعمهن للفريق، مما يؤكد أن كرة السلة باتت رياضة تلامس قلوب الجميع.
تعكس تعليقاتهن الفرحة والتقدير، وتبرز دورهن كجزء لا يتجزأ من قاعدة الزعيم الجماهيرية.
. Soad Rajab و Somya Saleh: “ألف مبروك.”
. Aya Abdullah: “الحمد لله الحمد لله.”
. Iman Ben Hamza: “ماشاء الله.”
. Řèmas Àłhwyg: “الحمد الله ألف مبروك الفوز.”
. أم احميده: “الف مبروووك.”
. Nadya Swei: “تريس اولادنااا.”
. Boshra Omar: “ربِ معاكم يا أبطال.”
سؤال للنقاش:
هل تعتقدون أن الأهلي قادر على الذهاب بعيداً في البطولة بعد هذا الفوز القوي؟ شاركونا آراءكم في التعليقات!
