في ظل احتدام الصراع في أوكرانيا، ارتفعت حدة التوتر إلى مستويات خطيرة بين روسيا والغرب. فقد وجه وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، تحذيراً شديد اللهجة لحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، مؤكداً أن “أي عدوان على بلادي سيُقابل برد حاسم“.
هذا التحذير، الذي جاء من منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، يضع العالم أمام احتمال تصاعد الصراع إلى ما هو أبعد من أوكرانيا.
من “النمر الورقي” إلى التهديد المباشر
تأتي تصريحات لافروف في سياق من التوترات المتصاعدة. ففي الأسابيع الأخيرة، تصاعدت الأحداث على الحدود الشرقية للناتو، حيث اتهمت إستونيا روسيا بانتهاك مجالها الجوي، كما أسقطت طائرات تابعة للناتو مسيرات روسية في بولندا.
الموقف الأمريكي أيضاً يشهد تحولاً لافتاً. فبعد أن سخر الرئيس دونالد ترامب من أداء روسيا العسكري، وصفها بأنها “نمر من ورق”، ثم أيد فكرة إسقاط أي طائرة روسية تنتهك المجال الجوي للناتو.
هذا التحول الصارخ في الخطاب يُعد مؤشراً على جدية الموقف الأمريكي، الذي أكد أمام مجلس الأمن الدولي أنه “سيدافع عن كل شبر من أراضي حلف شمال الأطلسي”.
الحرب العالمية الثالثة.. “سيناريو محتمل الحدوث”؟
أعرب لافروف عن قلق موسكو من تصريحات بعض السياسيين الغربيين حول احتمال اندلاع “حرب عالمية ثالثة” واعتبارها “سيناريو محتملاً”.
ويرى لافروف أن هؤلاء الأشخاص “يقوضون أي جهود لإيجاد توازن عادل للمصالح”، في إشارة إلى محاولات الغرب لفرض توجهاته الأحادية.
تُظهر هذه التصريحات أن المواجهة لم تعد مقتصرة على ساحات القتال، بل امتدت إلى صراع خطابات، حيث يستخدم كل طرف أشد العبارات لتحذير الآخر، في محاولة لكسب نقاط على طاولة التفاوض السرية التي عقدها لافروف مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو على هامش الجمعية العامة.
