التوقعات قبل المباراة: عندما تخالف النتائج كل التكهنات
قبل انطلاق صافرة البداية، كانت التوقعات تشير بشكل ساحق إلى فوز توتنهام، حيث بلغت نسبة ترجيح فوزه 87%، بينما لم تتجاوز نسبة التعادل 8%، وكانت نسبة فوز ولفرهامبتون ضئيلة جداً عند 5%.
لكن المباراة أثبتت أن كرة القدم لا تعترف بالأرقام، وأن النتيجة النهائية كانت مفاجأة حقيقية لكل المحللين والجماهير.
تفاصيل المباراة
الشوط الأول: سيطرة توتنهام وصمود ولفرهامبتون
بدأت المباراة بتفوق واضح من توتنهام الذي اعتمد على خطة هجومية للضغط على دفاع ولفرهامبتون.
وعلى الرغم من أن توتنهام كان الطرف الأفضل، إلا أن دفاع ولفرهامبتون كان صلباً، وظهر الحارس سام جونستون في أفضل حالاته، حيث تصدى ببراعة لكرة خطيرة من محمد قدوس في الدقيقة 15، ليحولها إلى العارضة وينقذ فريقه من هدف محقق.
حاول توتنهام مراراً وتكراراً، وسجل قدوس هدفاً ألغاه الحكم بداعي التسلل، فيما فشلت تسديدة لوكاس بيرجفال في أن تكون على المرمى.
أما ولفرهامبتون، فاعتمد على الهجمات المرتدة، وكاد أن ينهي الشوط الأول متقدماً عندما ارتطمت رأسية مات دوهيرتي بالعارضة في اللحظات الأخيرة.
الشوط الثاني: تبديل تكتيكي يقلب الطاولة
أجرى المدير الفني لولفرهامبتون، فيتور بيريرا، تغييراً تكتيكياً حاسماً في الشوط الثاني بتحويل خطة الفريق إلى دفاع من خمسة لاعبين، وهو قرار أتى بثماره سريعاً.
ففي الدقيقة 54، وبعد 10 دقائق فقط من بداية الشوط، سجل المدافع سانتياغو بوينو هدف التقدم لفريقه.
جاء الهدف بعد ركلة ركنية لم يُحسن جولييلمو فيكاريو حارس توتنهام التعامل معها، لتصل الكرة إلى بوينو الذي أسكنها في الشباك.
بعد الهدف، سيطر ولفرهامبتون على مجريات اللعب، وظهرت ثقة كبيرة على اللاعبين الذين كانوا على وشك تحقيق فوزهم الأول هذا الموسم.
ومع اقتراب المباراة من النهاية، وبينما كان ولفرهامبتون يدفع لاعبيه للأمام للحفاظ على الفوز، جاءت اللحظة القاتلة.
فبعد فشل دفاع ولفرهامبتون في تشتيت كرة عرضية، وصلت الكرة إلى جواو بالينها على حدود منطقة الجزاء، ليُسدد كرة رائعة التفّت حول الدفاع ودخلت الشباك في الدقيقة 90+4، مانحاً توتنهام نقطة غير مستحقة، ومُنهياً آمال ولفرهامبتون في الفوز.
ردود فعل المدربين
يبدو أن المدير الفني لتوتنهام، توماس فرانك، سيجد نفسه في حيرة بعد أداء فريقه الذي أهدر العديد من الفرص في الشوط الأول، قبل أن يضطر إلى الاعتماد على هدف التعادل في الوقت بدل الضائع عن طريق جواو بالينها، ليخرج بنقطة وحيدة.
يشير الأداء العام إلى أن فرانك سيكون محبطاً من النتيجة، ومن المتوقع أن يُعبر عن خيبة أمله في أداء فريقه الذي أضاع فرصة ثمينة للتقدم في جدول الترتيب.
تحليل الأرقام: قصة المباراة الحقيقية
تكشف الأرقام الإحصائية عن أن ولفرهامبتون كان الأقرب لتحقيق الفوز، وأن توتنهام نجا بفضل لقطة فردية لا تُصدق في اللحظات الأخيرة.
. الأهداف المتوقعة (xG):
كانت 00 لصالح ولفرهامبتون مقابل 0.88 فقط لتوتنهام، مما يثبت أن الفرص التي صنعها ولفرهامبتون كانت أكثر خطورة من الناحية الإحصائية.
. الفرص الكبرى:
ولفرهامبتون صنع فرصتين كبيرتين للتسجيل، مقابل فرصة واحدة فقط لتوتنهام.
. الدفاع القوي:
أظهر ولفرهامبتون تفوقاً دفاعياً واضحاً، حيث قام بـ31 تدخل مقابل 16 لتوتنهام، و40 تشتيت للكرة مقابل 18 فقط.
أما هدف بالينها، فكان تحويلًا لكرة ذات احتمالية ضعيفة جداً للتسجيل (xG 0.06) إلى هدف شبه مؤكد (xGOT 0.79)، بفضل جودته الفردية الاستثنائية.
تأثير النتيجة على جدول الترتيب
أدت نتيجة التعادل إلى تأثير مباشر على موقع الفريقين في جدول الدوري:
. توتنهام: ارتفع رصيده إلى 11 نقطة، ليحتل المركز الثالث في جدول الترتيب.
. ولفرهامبتون: حصل على أول نقطة له في الموسم، لكنه بقي في المركز الأخير (20) برصيد نقطة واحدة فقط.
نظرة على الجولة القادمة: تحديات تنتظر توتنهام وولفرهامبتون
تنتظر الفريقين مواجهات مهمة في الجولة السابعة:
. توتنهام: سيواجه ليدز يونايتد في مباراة تُعتبر اختباراً حقيقياً لعودة الفريق إلى طريق الانتصارات بعد التعادل الأخير.
. ولفرهامبتون: سيلعب ضد برايتون، في فرصة ذهبية لتحقيق أول فوز هذا الموسم بعد الأداء القوي الذي قدمه ضد توتنهام.
رجل المباراة
توج جواو بالينها، مسجل هدف التعادل، بلقب أفضل لاعب في المباراة، تقديراً لأدائه القوي ودوره الحاسم في إنقاذ فريقه.
التشكيلات الأساسية
. توتنهام (4-2-3-1):
.. حراسة المرمى: فيكاريو
.. الدفاع: سبنس، روميرو، فان دي فين، أودوجي
.. الوسط: بالينها، بنتانكور، كودوس، بيرجفال، سيمونز
.. الهجوم: ريتشارليسون
. ولفرهامبتون (4-2-3-1):
.. حراسة المرمى: جونستون
.. الدفاع: دوهيرتي، س. بوينو، كرييتشي، هـ. بوينو
.. الوسط: جوميز، أندريه، أرياس، مونيستي، هوانغ
.. الهجوم: ستراند لارسن
