عندما تلغي واشنطن تأشيرة رئيس.. هل أصبحت القضية الفلسطينية خطًا أحمر في السياسة الأمريكية؟
في سابقة دبلوماسية نادرة، اتخذت الولايات المتحدة خطوة غير مسبوقة بإلغاء تأشيرة الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، في حادثة لم تكن مجرد إجراء روتيني، بل كانت نتيجة تصريحات “متهورة وتحريضية” ألقاها بيترو في مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين بمدينة نيويورك.
هذا الإجراء الصارم من وزارة الخارجية الأمريكية يكشف أن المسألة أعمق بكثير من مجرد خلاف في وجهات النظر.
ففي خطاب ألقاه بيترو أمام حشد من المتظاهرين خارج مقر الأمم المتحدة، لم يكتفِ بدعم القضية الفلسطينية، بل تجاوز كل الخطوط الحمراء بدعوته الصريحة للجنود الأمريكيين إلى عصيان أوامر رئيسهم، دونالد ترامب.
كما دعا إلى تشكيل قوة مسلحة دولية تكون “أكبر من قوة الولايات المتحدة” لإطلاق سراح الفلسطينيين.
هذه التصريحات، التي تُعد تدخلاً مباشراً وخطيراً في الشؤون الداخلية الأمريكية، كانت بمثابة الشرارة التي أشعلت غضب واشنطن.
لم تكن هذه الدعوة مجرد رأي سياسي، بل كانت محاولة لتقويض سلطة الرئيس الأمريكي على قواته المسلحة، وهو ما لا يمكن أن تقبله أي دولة.
وفي ظل التوتر القائم بالفعل بين إدارة ترامب وبيترو، جاءت تصريحات الأخير لتكون القشة التي قصمت ظهر العلاقات بين البلدين.
يبرز هذا الحدث أن الدبلوماسية قد تتحول إلى ساحة معركة، وأن بعض القضايا، مثل القضية الفلسطينية، لا تزال قادرة على قلب الطاولة على أي علاقة، مهما كانت متينة.
