هل يوشك الكاريبي على أن يصبح ساحة حرب جديدة بين واشنطن وكاراكاس؟ هذا هو السؤال الذي يلوح في الأفق مع ورود تقارير عن أن مسؤولين أمريكيين يدرسون شن هجمات عسكرية على أهداف داخل الأراضي الفنزويلية، في تصعيد خطير قد يقلب الموازين في المنطقة.
هذا التصعيد يأتي بعد سلسلة من الغارات البحرية التي شنتها القوات الأمريكية على ثلاثة قوارب فنزويلية خلال الشهر الماضي.
زعمت إدارة الرئيس دونالد ترامب أن هذه القوارب كانت تُستخدم لتهريب المخدرات، وأنها بالتالي أهداف عسكرية مشروعة في “حربها على عصابات المخدرات”.
ورغم غياب أي دليل رسمي على وجود مخدرات على متنها، أسفرت الغارات عن مقتل 14 شخصًا على الأقل، في وقائع وصفتها منظمة “هيومن رايتس ووتش” بـ “الإعدامات خارج نطاق القانون“.
وكشف تقرير لشبكة NBC News، نقلاً عن أربعة مصادر مطلعة، أن الإدارة الأمريكية، التي عبرت عن إحباطها من عدم استجابة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو لهذه الضربات، تفكر الآن في الانتقال إلى مرحلة جديدة أكثر خطورة.
وقد تشمل هذه الخطوات استخدام الطائرات المسيرة لمهاجمة أعضاء بارزين في مجموعات التهريب ومختبرات المخدرات داخل الأراضي الفنزويلية خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وإن لم يتم الحصول على موافقة الرئيس بعد.
من جانبه، نفى مادورو وحكومته أي تورط في تهريب المخدرات، وكرر اتهامه لواشنطن بمحاولة الإطاحة به.
وفي خطوة مفاجئة، عرض مادورو الدخول في محادثات مباشرة مع البيت الأبيض، في محاولة “للتغلب على ضجيج الإعلام والأخبار الكاذبة”.
هذا العرض الدبلوماسي، الذي جاء بعد أيام من الغارة الأولى، يشير إلى رغبة كاراكاس في احتواء التوتر قبل أن يخرج عن السيطرة.
تثير هذه التطورات قلقاً دولياً واسعاً. فكما كتب المدير التنفيذي السابق لمنظمة “هيومن رايتس ووتش”، كينيث روث، على منصة X: “مجرد أن يأمر ترامب بجولة ثانية من قتل المشتبه بهم في الكاريبي لا يجعلها قانونية أكثر من الجولة الأولى.
هذه عمليات إعدام بإجراءات موجزة، وليست أعمالًا في ‘حرب’ (مختلقة)”.
ويؤكد الخبير كارلوس سولار من مؤسسة RUSI أن “أي إجراءات أحادية من قبل واشنطن لن تلقى ترحيباً، وستكون لها تداعيات خطيرة في بؤرة سياسية هشة بالفعل في المنطقة“.
إن تحويل حرب المخدرات إلى مواجهة عسكرية مباشرة مع دولة ذات سيادة يمثل سابقة خطيرة. فهل ستكون هذه الضربات بداية لحرب مفتوحة في أمريكا اللاتينية، أم أن الحوار الدبلوماسي سينجح في نزع فتيل الأزمة قبل فوات الأوان؟
