

تواصل تيفاني ستراتون كتابة التاريخ في WWE، ففي 10 سبتمبر، وصل عهدها كبطلة للسيدات رسمياً إلى علامة الـ 250 يوماً.
بدأت مسيرتها المذهلة في 3 يناير 2025، عندما قامت بصرف حقيبة “موني إن ذا بانك” على نيا جاكس، لتنتزع منها اللقب في ليلة لا تُنسى.
منذ ذلك الحين، نجحت ستراتون في الدفاع عن لقبها سبع مرات، متغلبةً على بطلات كبار مثل بايلي، وشارلوت فلير في راسلمانيا 41، وتريش ستراتوس في حدث “إيفوليوشن”، بالإضافة إلى مواجهاتها المتكررة مع نيا جاكس وجيد كارغل.
لم تبدأ المواجهة في الحلبة، بل قبلها. بينما كانت تيفاني ستراتون تنظر لنفسها في المرآة، ظهرت جيد كارغل خلفها بشكل مفاجئ.
سألتها جيد: “هل سمعتِ الأخبار؟” أجابتها تيفاني باستغراب: “ما هي الأخبار؟” عندها كشفت جيد أنها ستكون المنافسة التالية على اللقب، وهو ما وضع بذرة هذا النزال المثير للجدل.
فجأة، انطفأت الأضواء في القاعة، ليحل الظلام الدامس. انطلقت موسيقى حماسية، وتصاعد ضباب أبيض كثيف يتداخل مع الأضواء الزرقاء.
وفجأة، هزّ المكان صوتٌ مدوٍ: “العاصفة قادمة” (The Storm Is Coming)، لتظهر جيد كارغل واقفةً بشموخ كبطلة خارقة.
انطلقت جيد مسرعةً نحو الحلبة، لتستعرض قوتها المذهلة أمام محبيها المتحمسين.
وبعد أن استقرت جيد داخل الحلبة، عزفت موسيقى جديدة، مع إعلان صارخ: “تيفي تايم!” (Tiffy Time).
دخلت البطلة تيفاني ستراتون مرتديةً حلة سوداء متلألئة، لتخطو خطواتها نحو الحلبة بهدوء وثقة.
توقفت تيفاني أمام الحلبة، لتحدق في عيني جيد، في نظرةٍ مليئة بالتحدي. ثم قفزت إلى الحلبة ملوحةً بحزام البطولة، قبل أن تطلب منها الحكمة تسليمه.
انطلقت صافرة البداية في الجزء الثاني من العرض، وأظهرت اللاعبتان تفوقاً فنياً ورياضياً. هيمنت جيد كارغل على مجريات النزال، حيث كانت قوتها البدنية تفوق محاولات تيفاني للسيطرة، التي اعتمدت على رشاقتها وخفة حركتها.
بدأت ستراتون بضربة قوية تلتها قفزة Swanton Bomb من أعلى الحبال، لكن جيد ردت بعنف، ودفعت ستراتون نحو حاجز الجمهور.
تبادلت الاثنتان الضربات القاضية، حيث نفذت جيد حركة Blue Thunder Bomb، بينما حاولت ستراتون تنفيذ حركتها المميزة Prettiest Moonsault Ever مرتين، لكن جيد تفادتها في كل مرة.
بلغ النزال ذروته عندما قامت جيد بتنفيذ ضربة “الرمح” (Spear) القوية، لتصطدم بتيفاني التي دفعتها نحو الحاجز الحديدي الذي تحطم بالكامل.
وبينما كانت كلتا البطلتين ملقاة على الأرض بعد هذا الصدام العنيف، انطلقت صافرة الحكم معلنةً نهاية المباراة بالعد المزدوج، لتنجو تيفاني بلقبها بدون تحقيق فوز حاسم.
لم تكتمل فرحة تيفاني بفوزها المثير للجدل، حيث ظهرت نيا جاكس فجأة على أنغام أغنيتها الخاصة “A-N-I-A-L-A-T-O-R”، لتهاجم كل من تيفاني وجيد.
نيا، البطلة السابقة لأربع مرات، لم تضيع أي وقت.حيث هاجمت جيد كارغل أولاً، ثم ألقت بها بقوة على حاجز الحلبة الحديدي، وبعدها على الجدار الحديدي، قبل أن تعود إلى الحلبة وتُنفّذ ضربة قاضية قوية على تيفاني، لتعلن عن نفسها كطرف ثالث في صراع البطولة، ولتفتح فصلاً جديداً من التنافس في عالم المصارعة.
تنوعت آراء الجماهير حول النزال، حيث اتفق البعض على جودة المباراة، وعبّر أحدهم عن مفاجأته بأنها كانت “جيدة بشكل مثير للدهشة”.
في المقابل، طرح آخرون تساؤلات حول شخصية جيد كارغل، وعلق أحد المشاهدين قائلاً إنها تبدو رائعة في الصور، ولكنه لا يفهم شخصيتها، متسائلاً إن كانت ستُحقق النجاح المطلوب في نهاية المطاف.
كما لم تخلُ التعليقات من روح الفكاهة، حيث سخر البعض من تدخل نيا جاكس بطريقة طريفة، بينما أشاد آخرون بأداء نيا، حيث وصفها أحد المعجبين قائلاً: “بطلة الأحداث الرئيسية تضرب من جديد! أداء عظيم آخر منها.”
وفي مفارقة مثيرة للاهتمام، كشفت نيا جاكس في تصريحات سابقة أنها “فخورة قليلاً” بتيفاني ستراتون بعد فوزها في حقيبة “موني إن ذا بانك”، مشيدةً بذكائها في تلك اللحظة.
وهذا يضيف بُعداً من الاحترام الخفي للعلاقة بينهما، مما يجعل التنافس المقبل أكثر تعقيداً.
بهذه الأحداث الدرامية، يُغلق الستار على نزال سماكداون، ولكنه يفتح فصلاً جديداً في صراع بطولة السيدات.
فما حدث لم يكن مجرد مباراة، بل كان إيذاناً ببدء “مثلث الخطر” الذي يجمع ثلاثاً من أقوى المصارعات في WWE.
مع وجود بطلة مُحتفظة بلقبها، ومنافسة متعطشة للثأر، وقوة لا تُقهر تُعلن عن نفسها، فإن السؤال الحقيقي ليس من سيفوز، بل من سيصمد في وجه هذه العاصفة.