في جريمة هزت إيطاليا، تتحول قصة قتل مأساوية إلى لغز معقد، حيث يلقي القاتل بمسؤولية جريمته على ضحايا غير متوقعين: أبنائه. “الذنب خطأهم، لقد حرضوها ضدي”، هكذا قال القاتل، في اعتراف صادم يفتح تحقيقاً في دوافع أبعد من مجرد الانتقام.
جريمة فيلا التلال: جهاز تتبع معطل ووصية غامضة
في الثالث عشر من أغسطس 2025، انقلبت الحياة الهادئة على تلال لا سبيتسيا إلى مسرح جريمة مروعة.
“تيزيانا فينشي” (54 عاماً)، التي كانت تعمل كعاملة منزلية في فيلا فخمة، تعرضت للطعن حتى الموت على يد طليقها، “أومبرتو إفيسو” (57 عاماً).
ما يزيد القضية تعقيدًا هو أن القاتل كان يرتدي جهاز تتبع إلكتروني منذ يونيو 2025، في إشارة إلى وجود أمر تقييدي سابق ضده.
لكن شهود العيان أكدوا أن الجهاز ظهرت عليه علامات عطل منذ أيام، مما يثير تساؤلات حول فعالية الإجراءات القانونية التي كان من المفترض أن تحمي الضحية.
بعد جريمته، حاول إفيسو الهروب، لكنه لم يستطع أن يهرب من نفسه، فسلم نفسه للشرطة، لتظهر بعدها تفاصيل أكثر غرابة وخطورة.
“هم من قتلوها، لقد أحببت زوجتي!”
لم يكن اعتراف إفيسو بارتكاب الجريمة هو الأمر الصادم الوحيد. بل إن دوافعه الملتوية هي التي حولت هذه الجريمة إلى قضية رأي عام.
فقد اعترف إفيسو عبر رسالة صوتية أرسلها إلى صاحب عمله، رجل الأعمال “أليساندرو لاغيزا”، قائلاً: “أنا من قتلت زوجتي“.
لكن بعد ذلك، ألقى القاتل بعبء اللوم كاملاً على أبنائه، مدعياً أنهم هم من حرضوا والدتهم عليه. وفي رسالة صوتية أخرى إلى صديق، قال إفيسو بنبرة يائسة وممزوجة باللوم: “والآن عليهم أن يبكوا بمرارة… لقد قتلوها، لقد أحببت زوجتي.
لقد كانت حياتي“. هذه الكلمات تكشف عن حالة نفسية معقدة، حيث يرى القاتل نفسه كضحية وليس مجرماً.
شهادة زميل تيزيانا، الذي كان شاهدًا على الجريمة، أكدت هذه الرواية المروعة. فبعد أن طعنها الطعنة الأولى، سمع الشاهد إفيسو يوجه إليها كلمات أخيرة قاتمة: “ما كان يجب عليكِ أن تُحرّضي أطفالي ضدي“.

تحليل في نهاية المقالة: ما وراء جريمة لا سبيتسيا
جريمة قتل تيزيانا فينشي على يد طليقها أومبرتو إفيسو ليست مجرد قصة عن عنف منزلي مأساوي آخر.
الاتهامات الموجهة للأبناء بتحريض الأم ضد الأب تفتح نافذة مظلمة على ديناميكيات عائلية معقدة واحتمالية وجود صراعات خفية داخل الأسرة.
. التحليل النفسي:
ادعاءات إفيسو قد تشير إلى حالة من جنون العظمة أو محاولة لتبرير فعلته الشنيعة بتحويل اللوم إلى آخرين. من الممكن أنه كان يشعر بالاستياء أو الإهمال من قبل أبنائه، وربط ذلك بإنهاء علاقته بتيزيانا.
. ديناميكيات الأسرة:
من غير الواضح ما هي طبيعة العلاقة بين إفيسو وأبنائه وتيزيانا. هل كان هناك تاريخ من الخلافات أو التوترات؟ هل كان الأبناء يدعمون الأم بعد الانفصال؟ هذه الأسئلة تحتاج إلى إجابات من خلال التحقيقات.
. مسؤولية الجاني:
بغض النظر عن ادعاءات إفيسو، المسؤولية القانونية والجنائية تقع عليه وحده. محاولة إلقاء اللوم على الضحية أو أطراف أخرى هي تكتيك شائع في محاولة التهرب من العقوبة أو تخفيف الشعور بالذنب.
. تأثير الجريمة:
هذه الجريمة تهز المجتمع الإيطالي وتثير نقاشات حول العنف المنزلي، وفعالية القوانين الحمائية، وأيضاً حول الآثار النفسية والاجتماعية للانفصال على جميع أفراد الأسرة.
في نهاية المطاف، سيكشف التحقيق الكامل الحقائق وراء هذه الجريمة المروعة.لكن الكلمات الأخيرة للقاتل تترك وراءها ظلالاً من الشك والأسى، وتذكرنا بالتعقيدات التي يمكن أن تتشابك داخل جدران العائلة.