
يستهل نادي الاتحاد الليبي، المعروف بلقب “العميد“، مشواره في بطولة كأس الكونفدرالية الأفريقية 2025/2026 بنجاح، بعد أن عاد بتعادل سلبي (0-0) من مواجهته القوية خارج أرضه أمام فريق ولايتا ديتشا الإثيوبي.
المباراة التي أقيمت على ملعب أبيبي بيكيلا، كانت اختباراً حقيقياً لطموح “العميد” القاري، وقد أظهر الفريق الليبي قدرة كبيرة على التعامل مع الضغط الخارجي.
الفائز من هذه المواجهة سيتأهل لمواجهة بطل مصر في الدور الثاني.

جهود دبلوماسية ودعم لوجستي
تكللت الجهود الدبلوماسية للسفارة الليبية في إثيوبيا بتقديم دعم كبير لبعثة نادي الاتحاد، وهو ما كان له بالغ الأثر في تيسير مهام الفريق هناك.

وتأكيداً على هذا الدور الهام، قدم مجلس إدارة النادي وجماهيره شكرهم الرسمي عبر الصفحة الرسمية، حيث جاء في منشورهم: “يتقدم مجلس ادارة وجماهير نادي الإتحاد الرياضي الثقافي الاجتماعي بجزيل الشكر والعرفان للسيد سفير ليبيا لدى إثيوبيا وكافة العاملين بالسفارة على مجهوداتهم المبذولة في خدمة بعثة نادي الإتحاد
التحليل الفني قبل المباراة
دخل الاتحاد هذه المواجهة بمعنويات مرتفعة، بعد أن أنهى معسكراً تدريبياً ناجحاً في مصر تحت إشراف المدير الفني الوطني حمدي بطاو.
وقد دعمت إدارة النادي الفريق بلاعبين مميزين مثل السنوسي الهادي، والمعتصم صبو (رقم 3، مدافع)، وأحمد البيزي (رقم 20، مهاجم)، ونوفل الزرهوني (رقم 10، جناح أيسر).
إلى جانب هؤلاء، ضم التشكيل الأساسي في خط الوسط كل من محمد التهامي، ومحمد زريدة، وأنس الشبلي.
وقد اعتمدت خطة المدرب بطاو على خبرة لاعبيه للتحكم في مجريات اللعب خارج الأرض، مع التركيز على الهجمات المرتدة السريعة.
لمحة عن فريق ولايتا ديتشا الإثيوبي
تأسس نادي ولايتا ديتشا للألعاب الرياضية، الملقب بـ “نحل التونة“، عام 2009. يلعب الفريق في الدوري الإثيوبي الممتاز، وحقق إنجازاً بارزاً في تاريخه بفوزه بلقب كأس إثيوبيا عام 2017
يستقبل الفريق خصومه على ملعبه الخاص، Wolayta Sodo Stadium، الذي يتسع لعشرة آلاف متفرج.

في الموسم الحالي (2024/2025)، احتل الفريق المركز الثامن في ترتيب الدوري، مما يؤكد أنه خصم عنيد وقادر على المنافسة.
دكة البدلاء
ضمّت دكة البدلاء كلاً من حارس المرمى محمد عياد، والمدافعين أحمد الكعامي وسند بن علي وصبحي المبروك، والمهاجمين معاذ عيسى وعبدالميسر أبوشيبة.
سير المباراة: دفاع الاتحاد يصمد
منذ صافرة البداية، أظهر دفاع الاتحاد أنه كان عند مستوى التحدي، حيث صمد ببراعة أمام حيوية هجوم ولايتا ديتشا وخطته الهجومية. كان أداء الفريق الليبي حذراً وذكياً، ما يتوافق تماماً مع هدفه الأساسي في تحقيق نتيجة إيجابية.
استمر هذا الأداء الحصيف في الشوط الثاني، حيث فشل الفريق الإثيوبي في اختراق التنظيم الدفاعي للاتحاد، لتنتهي المباراة في النهاية بالتعادل السلبي.
تفاعلات الجماهير الرقمية: دعم متبادل ونقاش فني
عكست التفاعلات الرقمية لجماهير ولايتا ديتشا على صفحات التواصل الاجتماعي حالة من الشغف والترقب، حيث حصدت المنشورات المتعلقة بالمباراة أكثر من 2800 إعجاب و140 تعليقاً. وتنوعت ردود الفعل بين الحماس والدعم الكبير، وبين النقد الواقعي لأداء الفريق.

عبر العديد من المشجعين عن فخرهم بفريقهم بعبارات مثل ”نادي فخور بالبلد، أفضل نادٍ“ و**”ديتشا هو نادٍ حقيقي، محارب“**، كما تكررت عبارة ”النصر لنادي الوطن، ديتشا“

وظهرت أيضاً تعليقات تحمل نظرة مستقبلية، حيث اقترح أحد المشجعين خطة لمباراة العودة بالقول: “في مباراة العودة، سنفوز 1-0 مع المزيد من الهجوم الدفاعي، والضغط في خط الوسط“.
في المقابل، كشفت تفاعلات جماهير نادي الاتحاد، التي بلغت 3600 إعجاب و 1600 تعليق، عن حالة من الغضب الواضح على الأداء.
رغم أن عدداً من المشجعين رأى أن التعادل خارج الأرض نتيجة إيجابية، إلا أن الغالبية عبرت عن إحباطها من مستوى الفريق الذي وصفوه بـ “العشوائي” و”غير المقبول”، خاصة أمام فريق اعتبروه “أقل من العادي”.

وتكررت المطالبات برحيل المدرب حمدي بطاو، حيث حمّله المشجعون مسؤولية الأداء الضعيف وسوء التوظيف التكتيكي.
ولعل أبرز ما كشفت عنه التعليقات هو وجود قاعدة جماهيرية لنادي الاتحاد في إثيوبيا نفسها، حيث تكررت رسائل الدعم باللغة الأمهرية مثل ”النصر للنادي الليبي الاتحاد“، مما أظهر أن المباراة كانت محط اهتمام واسع يتجاوز حدود الفريقين.
كما عبر بعض المشجعين عن إمكانية مشاهدة المباراة عبر قناة ETV.
أبرز التعليقات التي عكست آراء الجماهير
من جانب جماهير الأندية الإثيوبية المنافسة:
في رسالة تحمل دلالة حماسية وساخرة في الوقت نفسه، توجه أحد مشجعي الأندية الإثيوبية المنافسة بالقول: (Teshe Tesfaye): “النصر للنادي الليبي الاتحاد.”
من جانب جماهير ولايتا ديتشا:
تعليقات داعمة ومتفائلة:
(Endu Ek): “أنا مشجع لـ(سيداما بونا)، لكن ديتشا يمثل بلدي. لا أستهين ببلدي… النصر لديتشا.” (Eskindir Endiras): “ديتشا لعبوا بشكل جيد، لم يحالفهم الحظ للفوز لكنهم أبطال.

” (Iyobi Dumalo): “ديتشا نادٍ حقيقي، محارب. النتيجة ليست سيئة. في مباراة الإياب، سنفوز 1-0 مع المزيد من الهجوم الدفاعي، وضغط في خط الوسط.” (Moges Getachew, Abrham Tadesse): “نورارادياجي أوباتونياغا (عبارة محلية) ولايتا ديتشا.
” (Peace Day): “في القادم، النصر لنادي الوطن، ديتشا!!!” (Wodaju Smart): “النصر لفخر البلاد، ديتشا.”
تعليقات منتقدة:
(Yibeltal Zeleke): “كانوا يركضون عشوائياً بدون هدف.” (Äbï Kïñg): “المباراة لم تكن سيئة، لكن اللاعبين كانوا خائفين قليلاً من المخاطرة.
” (نጉስ ዶእለሞ): “لقد تعادلتم على أرضكم، ستخسرون خارجها مثل منتخبنا الوطني، أليس كذلك؟” (Antonio Antonio): “لقد اعتدنا على الهزيمة.”
من جانب جماهير نادي الاتحاد:
تعليقات داعمة ومتفائلة:
(مصطفي ليونيل): “القادم أفضل بإذن الله وبتوفيق.” (Mazen Kaiks): “صعبة عندما تكون خارج أرضك وأول مباراة لك وتخرج بنتيجة إيجابية… جيد لنا عندما يأتون إلى هنا، سيتم سحقهم بإذن الله.
” (عبد الرحمن الحشانی): “منورين، القادم أفضل بإذن الله.” (Malik Aoun): “إن شاء الله الحسم في طرابلس.
” (Dr-Hamdi Ammar): “نتيجة إيجابية من خارج الديار بالتوفيق المباراة القادمة.”

تعليقات منتقدة:
(Marwan Juweli): “هذا ليس الاتحاد ولا مستواه، الفريق بدون مدرب و بطاو ليس مكانه في الاتحاد.” (Hatem Grera): “بهذا الأداء لا تنتظروا شيئاً… لا بد من مدرب يعرف التكتيك.
” (Abeir Kh): “مدرب جبان جداً، ويفتقر للأفكار.” (سبيدرو sport): “المدرب يتحمل النتيجة السلبية بسبب اختياراته في التشكيلة.
” (Essam M Abu-khrees): “فريق مستواه يلعب في الدرجة الثانية.” (Reham Reham): “اللاعبون قادمون من راحة وواضح عليهم التعب في الشوط الثاني.
” (Tarek Eshtawi): “المباراة لا تليق حتى بنادٍ من الدرجة الثالثة في الدوري البنغلاديشي.”
ملخص التعليقات: استنتاجات من تفاعلات الجماهير
عكست التعليقات الرقمية حول المباراة انقساماً واضحاً في الآراء بين جماهير الفريقين، وكشفت عن ديناميكيات مثيرة للاهتمام تتجاوز مجرد نتيجة اللقاء.
من جانب جماهير نادي الاتحاد، كانت ردود الفعل سلبية وغاضبة بشكل كبير. على الرغم من أن التعادل خارج الأرض يُعتبر نتيجة جيدة من الناحية الفنية، إلا أن غالبية المشجعين عبروا عن إحباطهم الشديد من الأداء “العشوائي” و”غير المقبول” للفريق.
كان النقد موجهاً بالدرجة الأولى إلى المدير الفني حمدي بطاو، حيث حمّله المشجعون مسؤولية الأداء الضعيف وسوء التوظيف التكتيكي.
ومع ذلك، ظهرت بعض الأصوات المتفائلة التي رأت في التعادل خطوة إيجابية نحو الحسم في مباراة العودة.
أما جماهير نادي ولايتا ديتشا، فكانت ردود أفعالها أكثر توازناً وإيجابية.عكست تعليقاتهم فخراً كبيراً بفريقهم الذي يمثل بلدهم، واعتبروا التعادل إنجازاً أمام فريق عريق.
كما قدم بعضهم تحليلاً فنياً لمباراة الإياب، مقترحين استراتيجيات للفوز. الملفت للنظر كان وجود مجموعة من مشجعي الأندية الإثيوبية المنافسة الذين عبروا صراحة عن دعمهم لنادي الاتحاد، في إشارة ساخرة وتهكمية على نادي ديتشا.

بشكل عام، يمكن القول إن جماهير الاتحاد، بحكم مكانة ناديهم وتاريخه، كانت تتوقع أداءً أقوى، بينما كانت جماهير ديتشا فخورة بكون فريقها قادراً على الصمود أمام العميد الليبي، ما يؤكد أن لكل فريق مقاييسه الخاصة للنجاح.
المباراة كما تكشفها الأداءات
في نهاية المطاف، لم تكن نتيجة التعادل السلبي هي القصة الكاملة للمباراة، بل إن تفاصيل الأداء هي من كشفت عن جوهر المواجهة.
فمن جانب كلا الفريقين، بدا الأداء يفتقر إلى التنظيم والأفكار الهجومية الواضحة، وكأن كل فريق كان يعتمد على اجتهادات فردية دون خطة جماعية متماسكة.
هذا الأداء المتحفظ والسلبي هجومياً عكس حالة من عدم الرضا لدى الجماهير، لكنه لم يمنع الفريقين من تحقيق نجاح دفاعي بارز نجحا من خلاله في الحفاظ على شباكهما نظيفة.
وهكذا، تحولت المباراة من مجرد لقاء رياضي إلى صراع تكتيكي حذر، حيث أصبح كل تفصيل في الملعب بمثابة مؤشر على الصراع التكتيكي والنفسي، ليؤكد أن النتيجة ليست سوى بداية لفصل جديد من الإثارة في رحلة الفريقين بكأس الكونفدرالية.