

تتجه أنظار الكرة الليبية إلى بوروندي، حيث يستعد نادي الأخضر الليبي، الملقب بـ”العنيد”، لخوض معركة حاسمة أمام فريق فلامبو دو سنتر، الملقب بـ”ملك الغابة”، في أولى محطات بطولة الكونفدرالية.
المباراة ليست مجرد بداية لمشوار قاري، بل هي تحدٍ يجمع بين الطموح الليبي وقوة الخصم البوروندي في قمة مستواه.
. الموعد: الجمعة، 20 سبتمبر في تمام الساعة 3:00 مساءً بتوقيت غرينتش.
. الملعب: ملعب موينجا (أو ملعب إنغوما) الذي يتسع لـ10,000 متفرج.
نادي الأخضر:
لم تكن رحلة “العنيد” مجرد سفر، بل كانت مهمة رسمية مدعومة بالكامل. فبمجرد وصول البعثة، كان في استقبالها ترحيب رسمي حافل، حيث تكفلت السفارة الليبية بتأمين كل التسهيلات اللازمة لضمان راحة الفريق وتركيزه على المهمة القادمة.
يدخل الفريق المواجهة مرتدياً قمصانه التقليدية باللونين الأخضر والأبيض، وهو مدعوم بجهود مدربه الجزائري رضاء بن دريس الذي ركز على رفع الجاهزية البدنية والتكتيكية.
نادي فلامبو دو سنتر:
يمثل “ملك الغابة” تحدياً حقيقياً. يرتدي لاعبوه قمصانهم المميزة باللونين السماوي والأزرق الداكن، ويستمدون قوة دفع هائلة من سجلهم المثالي في الدوري المحلي.
النادي تأسس عام 2011، ويُعرف باسم “شعلة الوسط“ (Flambeau du Centre)، وقد بنى لنفسه سمعة قوية بعد أن أسسته أكاديمية “لو ميساجير” التابعة للرئيس البوروندي الراحل بيير نكورونزيزا.
لتعزيز خطوطه، استقطب “العنيد” مجموعة من اللاعبين المميزين الذين يُتوقع أن يصنعوا الفارق في المواجهة القارية. ففي الدفاع، يبرز محمد عادل، المدافع الأيمن الصلب، إلى جانب عماد السويري، الظهير الذي يُعد إضافة قوية.
وعلى صعيد حراسة المرمى، يقف جمال سلطان كصمام أمان للفريق. أما في الهجوم، فإن الإبداع يُنسج بين خطوط الدفاع بفضل إبراهيم بودبوس، الجناح الماهر، في حين يمتلك محمود البوعيشي قدرة فريدة على “التحليق خارج قوانين الجاذبية”.
كما تم تعزيز صفوف الفريق بوجود مروان الصويعي، ويستمر القائد حمادي جادالله في رحلته مع الأخضر لموسمين إضافيين، ليضمن مزيجاً من الخبرة والحماس في كل خطوة يخطوها الفريق.
على الجانب الآخر، يعتمد “ملك الغابة” على مجموعة من اللاعبين المميزين الذين يشكلون العمود الفقري للفريق.يقودهم القائد آسو، صاحب القميص رقم 8، الذي يُعدُّ القلب النابض للفريق.
وفي الخط الأمامي، يتألق إدسون مونابا “الخطير والمميز” بالقميص رقم 10، والذي سجل هدفاً في المباراة الودية، إلى جانب موسي ندواوموي بالقميص رقم 5، وروي أميسي، الذين بصموا على أهداف حاسمة.
كما يمتلك الفريق عناصر موهوبة أخرى مثل جاكيزا صاحب الرقم 11، وعيسى.ح صاحب الرقم 13، وف.ليكاو بالرقم 15، بالإضافة إلى عمر وجافيه بالرقمين 26 و28 على التوالي.
وخلف هذه التشكيلة الأساسية، يمتلك الفريق مقاعد بدلاء قوية قادرة على تغيير مجرى المباراة، تضم أسماء مثل: ألي، بليز، جو داسين، جوليو، بيكلير، ديفيد، ناسان، وروي.
تُظهر إحصاءات فلامبو سيطرة لافتة، حيث يسجل الفريق هدفًا كل 40 دقيقة في المتوسط، بينما لا يستقبل سوى هدف واحد كل 360 دقيقة.
وقد أكد الفريق جاهزيته بفوزه في آخر مباراة ودية بنتيجة 3-0 على غاراج إكسبرس، وهي نتيجة تعكس جودته الهجومية والدفاعية.
قبل حتى أن يلمس اللاعبون أرض الملعب، اشتعلت المواجهة بين “العنيد” و”ملك الغابة” على منصات التواصل الاجتماعي.
لم تكن مجرد تعليقات، بل كانت عاصفة من الشغف حيث تحولت الصفحات إلى ساحة معركة رقمية. تفاعل جمهور الأخضر كان مزيجاً من القلق، الفخر، والدعاء.
فبعد رحلة طويلة، كان أول رد فعل جماهيري هو موجة عارمة من الترحيب والتفاؤل، مع عبارات مثل: “الحمد لله على السلامة.. قدها يا رجاله“ و**”ثقتنا فيكم كبيرة”**.
ولكـن لم تخلُ التعليقات من بعض الملاحظات الدقيقة، حيث أشار أحـدهـم: “وين شـعـار الـنـادي؟ ما فيش حاجة تبين إنكم نادي الأخضر إلا اللون“، مما يعكس مدى اهتمام الجماهير بأدق التفاصيل.
على الجانب الآخر، لم يتردد جمهور فلامبو في إطلاق التحذيرات النارية. كانت رسائلهم واضحة، بعضها يرحب بالفريق بأدب، ولكن الغالبية كانت تتسم بالتهديد والثقة المفرطة.
تعليقات مثل “مرحباً بكم في بوروندي، مستعدون لسحقكم“ و**”ستعودون من حيث أتيتم”** كانت بمثابة إنذار صريح من “ملك الغابة” لجاره القادم.
تجسد هذه التفاعلات الرقمية شغفًا جماهيرياً استثنائياً، وتؤكد أن المعركة الحقيقية لن تكون على أرض الملعب فقط، بل ستمتد لتشمل المدرجات التي ستكتظ بعشرة آلاف متفرج، مما يضيف بعدًا آخر من الحماس والضغط على الفريقين.
تتجه الأنظار إلى صراع فني مثير بين أسلوبين مختلفين. من جانب “العنيد”، من المتوقع أن يلعب الأخضر بحذر تكتيكي وانضباط عالٍ، خاصة في الشوط الأول.
سيعتمد الفريق الليبي على القوة البدنية التي اكتسبها في معسكره المكثف، مع الاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة لاستغلال سرعة لاعبيه الجدد مثل محمود البوعيشي وإبراهيم بودبوس.
سيكون الهدف الرئيسي للأخضر هو امتصاص ضغط الخصم والخروج بنتيجة إيجابية تُسهل مهمته في مباراة الإياب.
أما “ملك الغابة” فلامبو دو سنتر، فسيدخل المباراة بأسلوب هجومي شرس، مستفيداً من أرقامه المميزة وسيطرته الكاملة في الدوري المحلي.
سيعتمد الفريق على قوته الهجومية التي تسجل هدفاً كل 40 دقيقة، مع تركيز خاص على الضغط العالي والفعالية في الشوط الثاني، حيث يميل الفريق لتسجيل معظم أهدافه.
الأهم من ذلك، سيعول فلامبو بشكل كبير على مساندة جماهيره الغفيرة التي ستحتشد بالآلاف في ملعب موينجا، لتشكل عاملاً حاسماً في إرباك الخصم وزيادة الضغط عليه طوال الـ 90 دقيقة.
بالنظر إلى العوامل المتعددة، تبدو المباراة معركة حقيقية بين الإرادة والواقع. ففلامبو، “ملك الغابة”، يمتلك الأفضلية على أرضه وبين جماهيره، كما تؤكد إحصائياته القوية على صلابته الهجومية والدفاعية، مما يجعله المرشح الأقوى للفوز.
في المقابل، يمتلك “العنيد” الأخضر إصراراً كبيراً وتحضيرات تكتيكية مدروسة، وهدفه الأساسي سيكون الخروج بنتيجة إيجابية تسهل عليه مهمة الإياب في ليبيا.
وبناءً على هذه المعطيات، فإن التوقع الأقرب هو أن المباراة ستكون متكافئة وحذرة. النتيجة الأكثر ترجيحاً هي فوز فلامبو بهدف وحيد، أو تحقيق الأخضر لتعادل ثمين يحمل معه الأفضلية النفسية قبل العودة إلى بلاده.
تعد هذه المباراة اختباراً صعباً للأخضر، بالنظر إلى أداء “ملك الغابة” القوي على أرضه وبين جماهيره.
ورغم ذلك، فإن إصرار “العنيد” وتحضيراته الفنية الجيدة تمنحه فرصة لمواجهة هذا التحدي. التوفيق سيكون حليف الفريق الأكثر قدرة على فرض أسلوبه والتكيف مع الظروف الخارجية لتحقيق نتيجة إيجابية قبل مباراة العودة في ليبيا.