

تتجه الأنظار نحو ملعب بنغازي الدولي، حيث يستعد نادي الهلال الليبي “اللاقانتي“ لمواجهة قارية مصيرية في ذهاب الدور التمهيدي الأول من دوري أبطال أفريقيا، بمواجهة نادي حوريا كوناكري الغيني “المطامكاس“.
اللقاء ليس مجرد مباراة، بل هو صراع بين طموحات فريق صاعد وخبرة فريق عريق، في مهمة مصيرية نحو دور المجموعات.
يدخل الهلال هذه المواجهة بعد عام استثنائي توّجه بلقب كأس ليبيا للمرة الأولى في تاريخه، في إشارة واضحة إلى عودة الفريق إلى مكانته المرموقة.
يرتدي الفريق قمصانه ذات اللونين الأزرق والأبيض، وهو مدعوم بجهاز فني متكامل بقيادة المدرب التونسي محمد المكشر، ومساعده علاء الأوجلي. وقد عزز الفريق صفوفه بعدد من اللاعبين المميزين مثل حمزة الفيتوري، حسن عباس، والحارس نصر محمد.
كما يضم الفريق محترفين بارزين مثل المدافع السنغالي عبدو سايدي، والمهاجم النيجيري جون أوكلي، والمحترف المغربي رجب المغربي، والمهاجم التونسي محمد بن سالم.
وقد أكدت جاهزية الفريق الهجومية بفوزه في مباراة ودية أخيرة على فريق النجمة بـ 4-0، بأهداف كل من معتز المهدي، أشرف المقصي، أحمد سعد، والشامخ العبيدي، رغم تعرض المهدي لإصابة طفيفة.
وعلى الصعيد الجماهيري، تُظهر التفاعلات الرقمية حالة فريدة من الوحدة الوطنية خلف الهلال، حيث يتجاوز دعمه مشجعي الأندية الليبية المنافسة مثل الأهلي والنصر والاتحاد، تأكيداً منهم على أن الهلال يمثل ليبيا بأكملها.
وقد أظهرت الأرقام إقبالاً كبيراً على شراء التذاكر، ما يعكس رغبة الجماهير في ملء الملعب.
يُعرف حوريا كوناكري بلقب “المطامكاس“، والذي يعني “الأبطال”، ويرتدي الفريق قمصانه ذات اللونين الأحمر والأبيض.
يمتلك النادي تاريخاً عريقاً، حيث فاز بلقب كأس الكؤوس الأفريقية عام 1978، ولديه 21 لقباً للدوري الغيني، و 9 ألقاب كأس وطني، و 6 ألقاب سوبر غيني.
النادي، الذي تحوّل إلى كيان احترافي بالكامل على يد مالكه أنطونيو سواري في عام 2012، يدخل المباراة وهو يضع على كتفيه ثقل تاريخه الحافل، بهدف “شق طريق على الساحة القارية“ هذا الموسم.
يقود الفريق المدرب نوهوم دياني، ويعتمد على قادة حقيقيين داخل الملعب. يتصدرهم المدافع المخضرم ساليف كوليبالي، الذي يحمل في جعبته خبرة التتويج بدوري أبطال أفريقيا مع تي بي مازيمبي. وفي الهجوم، يبرز ياخوبا غناجنا باري، المهاجم الذي هزّ شباك الخصوم في غينيا وأفريقيا، بالإضافة إلى أوكانسي مانديلا، الذي يصفه النادي بأنه “محرك الفريق”.
وعلى الرغم من بعض الانتكاسات في المباريات الودية الأخيرة، مثل الخسارة أمام حافيا إف سي بـ 3-0، فإن تصريح القائد داودا كامارا يؤكد أن تلك الهزيمة كانت مجرد “مرحلة عمل” وأن الفريق “متحد، مركز، ومتحفز للتحدي” من أجل تحقيق هدفه الأكبر: العودة إلى عرش أفريقيا.
تقام المباراة على ملعب بنغازي الدولي، الذي سيشكل عامل ضغط إيجابي على الهلال. وقد تم طرح تذاكر المباراة داخل نادي الهلال، وسط إقبال جماهيري كبير.
وفيما يتعلق بالطقس، فإن التوقعات تشير إلى أن درجة الحرارة ستكون حوالي 29 درجة مئوية بعد الظهر، مع رياح شمالية شرقية نشطة تصل سرعتها إلى 39 كم/س، ما يضمن أجواء منعشة ومثالية للعب.
وعن القنوات الناقلة للمباراة، تنقل أحداث المباراة مباشرة فضائيا ليبيا الرياضية والمسار ودبليو تي في
تُظهر التفاعلات على صفحات التواصل الاجتماعي أن الأجواء ما قبل المباراة مشحونة بالحماس والطموح لدى الفريقين، لكن لكل قاعدة جماهيرية خصوصيتها في التعبير.
الرسائل التي تملأ صفحة النادي الرسمية مليئة بالدعم والولاء المطلق. عبارات مثل “بالتوفيق يا أبطالي“ و**”لترجعوا بالانتصار”** تؤكد على إيمان الجماهير بفريقها، ويظهرون حماسهم الكبير بالبحث عن موعد المباراة والقناة الناقلة.
لكن هذا الدعم لم يمنع بعض التعليقات الجريئة التي عبرت عن قلقها من الأداء الأخير للفريق، وطالبت الإدارة بضرورة “تعزيز الفريق“، مشيرة إلى “ضعف الهجوم“ ووجود لاعبين كبار في السن، مؤكدة أن الفريق الحالي لا يطمئنها بشكل كامل.
تُظهر التفاعلات الرقمية على الصفحة الرسمية لنادي الهلال الليبي حالة فريدة من الدعم الوطني والشعبي الواسع.
تجاوزت أعداد الإعجابات بالمنشورات 2300، مع 500 تفاعل من نوع “أحبته”، و310 تعليق، وهو ما يعكس اهتماماً كبيراً بالمباراة.
وحدة خلف الممثل الوطني
كانت السمة الأبرز هي تعليقات مشجعي الأندية الليبية المنافسة، مثل الأهلي والنصر والاتحاد، الذين أكدوا دعمهم الكامل للهلال لأنه يمثل ليبيا بأكملها. حيث علّق صالح المغربي، وهو مشجع أهلاوي، قائلاً: “مشجع اهلاوي لكن نبي نعدي نساند الهلال وانشاء الله يفوزوا يمثلوا بنغازي كلها”. كما كتب الأستاذ وليد، وهو مشجع أهلاوي طرابلس: “أتمنى لكم التوفيق”. بينما علّق فوزي بالحسن: “بالتوفيق الهلال ممثل الكرة الليبية من مشجع أهلاوينا”.
الجدل حول الحضور والملعب
لم تخلُ التفاعلات من جدل حول الجوانب التنظيمية. فقد تساءل العديد من المشجعين عن أماكن بيع التذاكر وأسعارها، ما يدل على رغبة حقيقية في الحضور. وظهر نقاش حول رسوم الدخول، حيث رأى علي الشريفي أنه “مفروض الدخول مجاني” لضمان حضور أكبر عدد من الجماهير، بينما رد يامن الزني مدافعاً عن سعر التذكرة بقوله: “الأكثر أهمية من الفلوس تعويد الجمهور على دخول الملاعب بالتذاكر”.
وفي تناقض مثير للاهتمام، ظهرت تعليقات متشائمة مثل “ملعب بنغازي كبير وجمهوركم يالة يملأ منصة الضيوف”، بينما أشار تعليق آخر إلى أن “التذاكر اكملا”. كما ظهرت بعض الانتقادات الحادة، مثل تعليق Salem Tahloo MSy الذي توقع هزيمة الهلال بـ 5-0، مشيراً إلى أن “الهلال ليس لديه خبرة في البطولات الأفريقية”.
تعد هذه المواجهة صداماً كروياً بين الطموح والخبرة. ففي الوقت الذي يسعى فيه الهلال لبناء اسم له على الساحة القارية، يطمح حوريا لاستعادة أمجاده.
. محمد المكشر (الهلال):
يتوقع أن يدفع المكشر فريقه للعب بأسلوب هجومي وضغط عالٍ منذ الدقائق الأولى، مستغلاً حماس الجمهور والعامل النفسي.
سيعتمد على سرعة الأجنحة وقوة معتز المهدي وأشرف المقصي في الأمام لكسر الدفاع الغيني.
.نوهوم دياني (حوريا):
على النقيض، من المرجح أن يبدأ دياني المباراة بحذر شديد، معتمداً على تنظيم دفاعي قوي وامتصاص حماس الهلال.
سيعتمد على خبرة لاعبيه الكبار، مثل ساليف كوليبالي، لتنظيم الخط الخلفي والاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة.
. للهلال:
سيكون رهان الهلال الأول على هدافه معتز المهدي، وقوة وسرعة أشرف المقصي، بالإضافة إلى دور خط الوسط في فرض السيطرة على مجريات اللعب.
. لحوريا:
سيعتمد حوريا بشكل كبير على خبرة ساليف كوليبالي في الخط الخلفي، وقدرات المهاجم ياخوبا غناجنا باري على إنهاء الهجمات.
هذه المباراة هي مواجهة بين مدرستين مختلفتين. الهلال يمثل القوة الصاعدة التي تغذيها الروح المعنوية العالية والزخم المحلي، وهو يراهن على اللعب الحماسي والضغط العالي.
في المقابل، يمثل حوريا الخبرة القارية، التي تعتمد على الانضباط التكتيكي والفعالية الهجومية.
يتوقع أن تكون المباراة متكافئة وحذرة، حيث سيسعى الهلال لاستغلال عاملي الأرض والجمهور بينما سيحاول حوريا امتصاص الضغط لتحقيق نتيجة إيجابية خارج ملعبه.
الفوز لن يكون حليفاً لمن هو الأقوى على الورق، بل لمن يمتلك العزيمة الأكبر والقدرة على استغلال أدق الفرص.