يستعد النادي الأهلي طرابلس لكرة السلة، بطل أفريقيا، لخوض رحلة تاريخية مزدوجة تمثل تحدياً كبيراً وتأكيداً على مكانته كقوة قارية صاعدة.
فالفريق على موعد مع مشاركتين حاسمتين: بطولة كأس العالم للأندية (كأس القارات) في سنغافورة تليها البطولة العربية للأندية في دبي.
رحلة لا تمثل ليبيا وحدها، بل القارة الأفريقية بأكملها.
التحدي العالمي: كأس القارات في سنغافورة
تُعد بطولة كأس العالم للأندية فرصة تاريخية للأهلي لإثبات قدراته على الساحة الدولية. وقد استعد الفريق بقوة لهذه المشاركة، حيث خاض معسكراً تدريبياً مكثفاً في تونس بقيادة المدرب القدير محمد الكرداني، تخللته مباراة ودية قوية أمام النجم الرادسي التونسي.
وقد عزز الفريق صفوفه بمجموعة من المحترفين الجدد والمخضرمين لضمان أفضل جاهزية، من بينهم المقاتلان إيفان ألميدا وجاك بواسيه اللذان عادا للفريق، بالإضافة إلى الوافدين الجدد إسماعيل روميرو (من بورتوريكو)، وماركوس نايت (أمريكي)، وماكور ميكر (من جنوب السودان)، إلى جانب اللاعب المحلي محمد ضو.
ماكور ميكر (من جنوب السودان)،
تطلعات إدارية: رؤية محمد ضرار
في تأكيد على الطموح الذي يدفع الفريق، استهل مدير كرة السلة بالنادي الأهلي، محمد ضرار، تصريحه بتحية جماهير النادي، مشدداً على أهمية المشاركة في هذا المحفل العالمي.
وأوضح ضرار أن إصرار الإدارة على رفع علم ليبيا واسم النادي في كأس العالم للأندية كان دافعاً أساسياً، مؤكداً أنهم عملوا كطاقم إداري وفني لتوفير كل الظروف المواتية.
جاك بواسي
وكشف ضرار عن التحديات التي واجهت الفريق في التعاقد مع المحترفين، نظراً لانتهاء المواسم الرياضية، لكنه أشار إلى نجاحهم في ضم خمسة محترفين جدد، وإتمام التعاقد مع المدرب القدير محمد الكرداني وطاقمه المساعد.
ماركوس نايت
كما أكد أن الإدارة نجحت في تجديد عقود 90% من اللاعبين المحليين والمحترفين، بالإضافة إلى تعزيز الفريق بلاعبين دوليين مميزين مثل محمود بلحاج ومحمد ضو وغيث.
وبخصوص المعسكر التدريبي في تونس، أكد ضرار أن المعسكر سار وفقاً للخطة الموضوعة، حيث تم التركيز على الانسجام بين اللاعبين والجهاز الفني الجديد.
واختتم تصريحه بالتعبير عن ثقته الكبيرة في قدرة الفريق على تقديم أداء مشرف يليق بسمعة ليبيا والنادي الأهلي في بطولة كأس العالم، قبل التوجه للمشاركة في البطولة العربية.
شاهد التصريح عبر هذا الفيديو.
تحليل البطولة وتوقعات مشاركة الأهلي في كأس العالم
تم تصنيف الفرق بناءً على مستوى الدوريات التي تمثلها، لتوضيح حجم التحدي الذي يواجه الفريق:
. المستوى الأول: القوى العظمى
تضم هذه الفئة الفرق التي تمثل أعلى مستويات كرة السلة الاحترافية في العالم. وهي المرشحة الأبرز للتتويج باللقب.
.. إن بي إيه جي ليغ يونايتد (أمريكا): يمثل دوري الرديف الأمريكي للمحترفين (G League)، ويُعد خزاناً لمواهب الـ NBA.
.. يونيكاخا (إسبانيا): بطل كأس القارات 2024 وبطل دوري أبطال أوروبا 2023. يمثل قمة الكرة الأوروبية.
. المستوى الثاني: المنافسون الأقوياء
تضم فرقاً قوية للغاية من دوريات تتمتع باحترافية وتنافسية عالية.
.. فلامنغو (البرازيل):
بطل أمريكا الجنوبية، يمثل القوة والمهارة التي تشتهر بها الكرة البرازيلية.
.. إيلاوارا هوكس (أستراليا): بطل الدوري الأسترالي، الذي يُعرف بأسلوب لعبه السريع والمفتوح.
. المستوى الثالث: القوى الصاعدة
تضم فرقاً قوية في قاراتها، لكنها لا تزال في طور النمو لتصل إلى المستويات العالمية.
.. الأهلي طرابلس (ليبيا): بطل أفريقيا في بطولة BAL، يسعى لإثبات قدرة الكرة الأفريقية على مقارعة الكبار.
.. تسونوميا بريكس (اليابان): بطل دوري أبطال آسيا، يمثل الكرة الآسيوية المتطورة.
الترتيب المتوقع ومفاجأة محتملة
بالنظر إلى قوة المنافسين، من المتوقع أن يحل فريق يونيكاخا الإسباني في صدارة المجموعة. أما المركزين الثاني والثالث، فستكون المنافسة عليهما محتدمة بين الأهلي طرابلس وتسونوميا بريكس الياباني. لقاؤهما المباشر هو الذي سيحدد بشكل كبير ترتيب الفريقين في المجموعة.
هل يمكن أن تحدث مفاجأة؟ الكرة البرتقالية دائماً ما تحمل المفاجآت، ولكن نسبة حدوث مفاجأة كبرى تتمثل في فوز الأهلي على يونيكاخا هي نسبة ضئيلة جداً، نظراً للفارق الكبير في الخبرة ومستوى الاحتراف. ومع ذلك، لا يمكن استبعاد أن يقدّم الأهلي أداءً استثنائياً ويفرض على منافسه القوي مباراة صعبة، وهو ما يمكن اعتباره “مفاجأة” في حد ذاته ويدل على تطور كرة السلة الليبية.
ترشيحات اللقب والنهائي المتوقع
المرشحان الأبرز للفوز باللقب هما فريقا المستوى الأول: يونيكاخا الإسباني وإن بي إيه جي ليغ يونايتد الأمريكي. يمتلك يونيكاخا الخبرة والأسلوب الأوروبي المنظم، بينما يمثل فريق إن بي إيه جي ليغ القوة الفردية والسرعة الأمريكية.
لذلك، فإن الاحتمال الأكبر هو أن يجمع النهائي بين هذين الفريقين، لتكون قمة عالمية حقيقية بين أقوى مدرستين في البطولة.
المعركة العربية: كأس الأندية في دبي
بعد عودته مباشرة من سنغافورة، يدخل الأهلي غمار البطولة العربية للأندية، وهنا تختلف طموحات الفريق. فبينما كان الهدف في كأس العالم هو اكتساب الخبرة، يصبح الهدف في البطولة العربية هو التتويج باللقب.
تحليل المجموعات الأخرى:
. المجموعة الأولى (A):
تضم المستضيف النصر الإماراتي، مع حمص الفداء السوري، وشعب حضرموت اليمني، والقادسية الكويتي. تعتبر مجموعة متوازنة، ومرشحها الأبرز للتأهل هو النصر بحكم الأرض والجمهور.
. المجموعة الثالثة (C):
تضم حامل اللقب العربي القطري، مع كاظمة الكويتي، والسيب العماني، والميناء اليمني. العربي القطري هو المرشح الأقوى للعبور بفضل خبرته كبطل للنسخة الماضية.
. المجموعة الرابعة (D): تضم الحكمة اللبناني، والوحدة السوري، والبشائر العماني، والريان القطري. الحكمة اللبناني يظل أحد أقوى الأندية العربية ويعتبر مرشحاً قوياً لتصدر المجموعة.
حظوظ التأهل: فرص تأهل الأهلي إلى الدور الثاني قوية جداً. فخبرة الفريق في مواجهة العمالقة في كأس العالم، بالإضافة إلى التدعيمات القوية التي قام بها، تضعه في صدارة المرشحين للتأهل عن هذه المجموعة.
من المتوقع أن يحل الأهلي في المركز الأول أو الثاني في المجموعة، ليشق طريقه بثقة نحو الأدوار الإقصائية.
مسار البطولة: إذا تأهل الأهلي، سيواجه في الأدوار الإقصائية فرقاً من المجموعات الأخرى. ونظراً لمستواه الفني العالي، يُعد الأهلي أحد أبرز المرشحين للوصول إلى الأدوار النهائية والمنافسة بقوة على اللقب. المنافسة ستكون محتدمة، خاصة مع وجود فرق مثل العربي القطري والفرق اللبنانية، ولكن الأهلي سيدخل البطولة وهو في أوج جاهزيته الفنية والذهنية.
خاتماً:
إن رحلة النادي الأهلي طرابلس في شهري سبتمبر وأكتوبر هي شهادة على تطور كرة السلة الليبية والأفريقية. فالفريق يمثل طموحاً لا يعرف الحدود، من مواجهة عمالقة العالم في سنغافورة إلى التطلع للسيطرة على عرش العرب في دبي. هذه المشاركات المزدوجة ليست مجرد مباريات، بل هي دروس في الاحترافية والخبرة، وخطوات ثابتة نحو تحقيق المجد القاري والعالمي.
