ألف، نون، قلم.. وفوقها: “الرقم 25”.. هذا هو الرقم الذي يطارد الأسطورة نوفاك دجوكوفيتش، الرقم الذي بات حلماً وهدفاً بعيد المنال.
بعد فوزه بلقبه الـ24 في بطولة أمريكا المفتوحة عام 2023، كان العالم يتوقع أن يحطم الصربي الرقم القياسي لمارغريت كورت بسرعة. لكن، في عامه الـ38، لم يكن الطريق سهلاً.
بل كان طريقاً مليئاً بالصدمات، والدموع، والإصابات، واليأس أحياناً.
سبعة محاولات فاشلة.. ودافع لا ينطفئ
هل يمكن أن تكون هذه هي نهاية الأسطورة؟ هذا السؤال يتردد صداه في كل بطولة كبرى. بعد خروجه الأخير في نصف نهائي أمريكا المفتوحة 2025، تكون هذه هي المحاولة السابعة على التوالي التي يفشل فيها دجوكوفيتش في تحقيق حلمه.
سبع مناسبات كانت كافية لكتابة سيناريو درامي لا مثيل له في عالم التنس.

. 2024 أستراليا المفتوحة: بدأت سلسلة الإحباطات على يد الإيطالي الشاب يانيك سينر، الذي أوقف مسيرة دجوكوفيتش في نصف النهائي.
قال دجوكوفيتش عن تلك المباراة: “لقد صدمت من مستواي… كانت واحدة من أسوأ المباريات التي لعبتها في البطولات الكبرى”.

. 2024 رولان غاروس: لم ينجح دجوكوفيتش حتى في خوض مباراته في ربع النهائي ضد كاسبر رود، حيث أجبرته إصابة في الغضروف الهلالي على الانسحاب.
. 2024 ويمبلدون: بعد شهر من الجراحة، عاد الصربي ليواجه كارلوس ألكاراز في النهائي. رغم أنه أظهر قتالية لا تُصدّق، إلا أنه خسر في ثلاث مجموعات، ليقول بعدها: “كنت متأخراً عنه بنصف خطوة في كل شيء”.
. 2024 أمريكا المفتوحة: كانت صدمة من العيار الثقيل، حيث خرج من الدور الثالث على يد أليكسي بوبيرين، في هزيمة غير متوقعة.
. 2025 أستراليا المفتوحة: عاد الحظ السيئ ليضرب من جديد، حيث أجبرته إصابة في الساق على الانسحاب من نصف النهائي أمام ألكسندر زفيريف، وسط صيحات استهجان من الجمهور.
. 2025 رولان غاروس: مرة أخرى، كان يانيك سينر هو الخصم العنيد في نصف النهائي، لكن هذه المرة كانت المباراة قريبة جداً.
. 2025 ويمبلدون: في تكرار لسيناريو باريس، خسر دجوكوفيتش أمام سينر في نصف النهائي. اعترف الصربي بأن “العمر والتآكل” بدآ يؤثران عليه، وأن اللعب لمسافات طويلة بات أمراً صعباً.
"سيماراز" يسيطران على المشهد
في كل مرة يتعثر فيها دجوكوفيتش، يسطع نجمان شابان: كارلوس ألكاراز ويانيك سينر. هذان اللاعبان، اللذان يلقبهما البعض بـ “سيماراز”، استحوذوا على الألقاب السبعة الكبرى الأخيرة، ليفرضوا سيطرة كاملة على عالم التنس.
قال دجوكوفيتش بعد خسارته الأخيرة في أمريكا المفتوحة: “لقد خسرت ثلاث من أصل أربع بطولات كبرى في نصف النهائي أمام هؤلاء الشباب… إنهم جيدون جداً”.
وأضاف أن المباريات التي تقام على خمس مجموعات باتت تشكل “صعوبة كبيرة” بالنسبة له، خصوصاً في المراحل النهائية من البطولات.
لا استسلام في قاموس الأسطورة
رغم كل هذه الهزائم، وكل هذه الصعوبات، يظل دجوكوفيتش متمسكاً بحلمه. قالها صراحة: “أنا لا أستسلم في البطولات الكبرى“.
إنه يعي تماماً أن جسده لم يعد كما كان، لكن شغفه بالمنافسة لم يتغير. “لا يزال لدي دافع… لا يزال لدي شيء لأثبته بمجرد أن أخطو إلى الملعب”.
إنها قصة لا تزال فصولها تكتب. قصة رجل قهر التاريخ، وبات يصارع الوقت والشباب.
هل سيتمكن نوفاك دجوكوفيتش من كسر هذه اللعنة أخيراً، وتحقيق لقبه الخامس والعشرين؟ الجواب قد يأتي في عام 2026.