في ملاعب آرثر آش المكتظة عادةً بالنجوم، كانت هناك قصة أخرى تتلألأ تحت أضواء نيويورك. قصة ليست عن الأرقام القياسية أو الجوائز المالية، بل عن الإرادة، والشغف، والثقة بالنفس.
إنها قصة بطولة التنس الواقف للأشخاص ذوي الإعاقة، التي عادت إلى بطولة أمريكا المفتوحة لعام 2025 بشكل أقوى وأكثر إلهاماً من أي وقت مضى.
لم يعدوا في الظل: بطولة تتضاعف وتتألق!
شهدت البطولة هذا العام مشاركة 16 لاعباً ولاعبة، وهو ضعف عدد المشاركين في العام الماضي. لأول مرة، أصبح لكل مباراة حكمها الخاص، وظهرت أسماء اللاعبين تتوهج على لوحات النتائج الإلكترونية، مثلهم مثل أي نجم آخر في البطولة.
يقول كيغان راتليف، الشاب الذي وُلد بمرض خلقي وأصبح بطلاً: “كلما عرضنا رياضتنا للعلن، كلما تقبلها الناس أكثر ورأوا أنها لا تقل شأناً عن أي رياضة أخرى.”
لقد تحول الحلم إلى حقيقة. تقول سيندي بنزون، التي ساعدت في تنظيم الحدث: “لدينا الآن جمهور حقيقي يجلس لمشاهدتهم.
رؤية اللاعبين لحكام أمريكا المفتوحة في مبارياتهم تعني لهم الكثير، بالنسبة للكثيرين، هذا يعني أنهم وصلوا إلى القمة“.
أحلام عابرة للقارات: من التحدي إلى الشغف
لم تكن هذه مجرد بطولة، بل كانت ملتقىً للأرواح من جميع أنحاء العالم. من تشيلي إلى أستراليا، ومن البرازيل إلى بيرو، اجتمع اللاعبون ليتبادلوا قصصهم وتحدياتهم.
كانت مارتينا سيبرت، المصنفة الأولى في تشيلي، واحدة من هؤلاء اللاعبات. بعيون لامعة وشغف لا يخبو، قالت: “أشعر بثقتي في نفسي. إنه أمر رائع أن أرى وأتحدث مع أشخاص يفهمون تجاربي.”
ويشهد والدها، فيليبي سيبرت، على التأثير العميق لهذه الرياضة: “التنس يساعد اللاعبين على الشعور بأنهم جميعاً متساوون.
لديهم جميعاً إعاقات مختلفة، لكنهم يقولون إنهم عندما يلعبون التنس ويتشاركون اللحظات مع أشخاص مثلهم، لا يشعرون بأي فرق.
إنهم يشعرون أنهم على قدم المساواة، وهذا يخلق رابطًا كبيرًا بينهم. إنه لأمر عاطفي ومذهل.”
الانتصار الحقيقي ليس في الفوز، بل في الوجود!
هؤلاء الأبطال لا يلعبون للفوز باللقب فقط، بل للانتصار على الحواجز الذهنية والمجتمعية.
هم يبعثون رسالة للعالم بأن الإعاقة ليست عائقاً أمام تحقيق الأحلام، وأن الإرادة هي القوة الحقيقية التي تصنع المعجزات.
إنهم يثبتون أن الملعب ليس مجرد مساحة للمنافسة، بل هو مكان للاحتفاء بالحياة، بالثقة، وبالإنسانية.
