مع الطاقة الحيوية الصاخبة لمدينة نيويورك، لم يكن مفاجئاً أن تشهد بطولة أمريكا المفتوحة هذا العام أجواء مشحونة، ليس فقط في المنافسة، بل في قواعد اللعب نفسها.
تسببت هذه الأجواء المتوترة في إشعال نقاشات حول الإتيكيت داخل الملعب، حيث أصبحت مواضيع مثل “كرات الشبكة” (Net Cords)، و”الإرسال من تحت الذراع”، و”التصويب على الجسد” محط scrutiny.
جدل “كرات الشبكة”: الاعتذار المزيف؟
في العادة، يرفع اللاعب يده اعتذارًا عندما يفوز بنقطة بعد أن تلمس الكرة الشبكة. لكن هذا التصرف أصبح محل تساؤل.
فبعد جدل بين يلينا أوستابينكو وتايلور تاونسند، تساءل البعض عما إذا كان هذا الاعتذار مجرد “اعتذار مزيف” (faux-pology) لا يحمل أي معنى حقيقي. في المقابل، يرى بعض اللاعبين مثل كاميرون نوري أن عدم الاعتذار ليس وقاحة، بل هو جزء من اللعب، وأن مجرد الإشارة البسيطة كافية.
الإرسال من تحت الذراع: تكتيك مشروع أم قلة احترام؟
يُعتبر الإرسال من تحت الذراع تكتيكاً مشروعاً ضد الخصم الذي يقف بعيداً عن خط النهاية، وهو ما يتبناه لاعبون مثل نيك كيريوس وألكسندر بوبليك.
لكنه في المقابل يثير حفيظة آخرين، مثل ستيفانوس تسيتسيباس، الذي يعتبره قلة احترام.
هذه التناقضات تُبرز الصدام بين التكتيكات الحديثة التي تهدف للربح بأي طريقة، وبين التقاليد العريقة التي تحترم التنافس الشريف.
التصويب على الجسد: لعب جيد أم خطير؟
عندما يتقدم الخصم نحو الشبكة، يصبح التصويب عليه خياراً مطروحاً. تسيتسيباس نفسه، الذي كان في قلب الجدل، برر تصويبه على جسد خصمه دانيال ألتمير بأنه “لعب جيد”.
بينما يرى آخرون أنه تصرف خطير. لكن اللاعب البريطاني كاميرون نوري يعتقد أن التصويب على الجسد هو مجرد خيار تكتيكي، ويقول: “إذا أصابتك كرة تنس، فهذه ليست نهاية العالم”.
خلاصة الفقرة:
لقد أثبتت بطولة أمريكا المفتوحة هذا العام أن التنس ليس مجرد رياضة قائمة على القواعد المكتوبة فقط، بل هو أيضاً ساحة للتنافس على القواعد غير المكتوبة.
هذه القضايا التي أثارتها البطولة تعكس التوازن الدقيق بين روح التقاليد وبين حتمية التطور في عالم التنس، وتكشف كيف يمكن لطاقة المدينة الصاخبة أن تُشعل نقاشات جوهرية حول أخلاقيات اللعب.
