هل يمكن أن يكون الخوف من بوتين سبباً للانتحار؟ سؤال مؤلم يتردد صداه مع كل تفاصيل قصة أليكسندر فرولوف، الشاب الروسي الذي وجد نفسه في مواجهة جدار اليأس.
كان أليكسندر، البالغ من العمر 26 عاماً، أكثر من مجرد ناشط؛ كان شعلة من الأمل، مؤمناً بروسيا حرة وديمقراطية، ومكرساً حياته لمساعدة الآخرين والاحتجاج على حرب يرفضها قلبه.
هروباً من القمع… بحثاً عن الأمان
ترك أليكسندر بلاده عام 2021، متجهاً إلى المملكة المتحدة، حاملًا في قلبه مخاوف من العودة إلى وطن يفرض فيه النظام الصمت أو السجن على المعارضين. عندما اندلعت الحرب في أوكرانيا، أصبح وضعه أكثر خطورة؛ العودة لم تعد خياراً، فرفضه المشاركة في “قتل الناس” جعله هدفاً.
في ديسمبر 2022، قدم طلب لجوء، مؤمناً أن بريطانيا ستكون ملاذه الآمن، ملاذًا يمنحه فرصة للنجاة.

صدمة الرفض… نهاية مأساوية
بعد عام من الانتظار، جاء الرد القاسي: رُفض طلبه للجوء. هذا الرفض لم يكن مجرد قرار إداري؛ كان بمثابة حكم بالإعدام على آماله.
صديقته غالينا وصفت حجم المأساة بكلمات مؤثرة: “تخيل أنك ناشط معارض يعلم أن العودة إلى الوطن تعني السجن بالتأكيد. لقد تحدثت علناً.”
هذا الرفض ألقى بأليكسندر في دوامة من الضغط النفسي، ضغط من إعادته قسرًا إلى نظام عارضه بقلبه وروحه.

في 28 يوليو، عُثر على أليكسندر ميتاً في أكتون، غرب لندن. يعتقد أصدقاؤه أن الضغط النفسي المرتبط بالعودة إلى روسيا هو ما دفعه إلى الانتحار.
لقد كان يصارع من أجل فرصة ثانية للحياة، لكنها لم تأتِ أبدًا. قصته ليست مجرد خبر عابر؛ إنها تذكير صارخ بالثمن الباهظ الذي يدفعه المعارضون السياسيون عندما تنهار كل أبواب الأمل في وجوههم.