

لم يهدأ الصخب في نيويورك منذ اللحظة التي انطلقت فيها صافرة بداية بطولة أمريكا المفتوحة 2025. كانت الأيام الأولى مسرحاً لقصص لا تُنسى، من الصدمات التي هزت الجماهير إلى اللحظات العاطفية التي أدمعت العيون. إليكم أبرز ما حدث في أول يومين من البطولة
شهد اليوم الأول من البطولة فوز الأبطال والمخضرمين، لكنه لم يمر دون دراما. ففي مباراة كانت أشبه بفصل من رواية مجنونة، اصطدم المصنف 13 دانييل ميدفيديف بالفرنسي الشاب بنيامين بونزي.
كان الأخير على وشك تحقيق فوز سهل بعدما تقدم بمجموعتين لصفر، ولكن في نقطة حاسمة، دخل مصور أرض الملعب بين إرسالاته، مما تسبب في توقف المباراة لمدة ست دقائق.
هذا التأخير سمح لميدفيديف بالعودة بشكل مذهل، والفوز بالمجموعتين الثالثة والرابعة، ليجر المباراة إلى مجموعة خامسة وحاسمة.
ومع ذلك، كان قدر بونزي أن يفوز في النهاية، ليحقق الانتصار بنتيجة (6-3)، (7-5)، (6-7)، (0-6)، (6-4).
وبعد الهزيمة، لم يجد ميدفيديف سوى تحطيم مضربه في نوبة غضب، ليؤكد أن هذه المباراة ستبقى في الذاكرة.
بالإضافة إلى الدراما، شهد اليوم الأول تألقاً للمواهب الصاعدة والنجوم الكبار. جيسيكا بيغولا، وصيفة نهائي العام الماضي، بدأت مشوارها بقوة غير معتادة،
حيث سحقت منافستها اللاعبة المصرية ميار شريف (6-0)، (6-4) في 22 دقيقة فقط في المجموعة الأولى، لتنهي بذلك مشاركة اللاعبة العربية في البطولة.
أما الإيطالية ياسمين باوليني (المصنفة 7)، التي وصلت لنهائي سينسيناتي، فقد أثبتت أنها قادمة بقوة، حيث هزمت ديستاني أيافا (6-2)، (7-6) رغم بداية مهتزة.
أما نوفاك جوكوفيتش، فرغم فوزه بثلاث مجموعات على ليرنر تين، إلا أن أدائه أثار القلق، حيث بدا مرهقاً بدنياً وواجه صعوبة في الاستشفاء بين النقاط، وارتكب 20 خطأً غير قسري في المجموعة الثانية وحدها.
بينما تألقت إيما رادوكانو بفوزها الأول في البطولة منذ تتويجها باللقب عام 2021، حيث بدت أكثر سعادة واسترخاء بعد انضمام مدرب رافائيل نادال السابق لفريقها.
إذا كان اليوم الأول درامياً، فاليوم الثاني كان صادماً. على ملعب آرثر آش الأكبر في العالم، شهد الجمهور أحد أكبر انتصارات البطولة.
المكسيكية ريناتا زارازوا، التي كانت تخطو لأول مرة على ملعب آرثر آش، حققت حلم حياتها وأطاحت ببطلة أستراليا المفتوحة لعام 2025 ماديسون كيز، في فوز تاريخي بنتيجة (6-7)، (7-6)، (7-5) بعد ثلاث ساعات وعشر دقائق.
هذا الانتصار لم يمنحها فقط أول انتصار على لاعبة من العشرة الأوائل في مسيرتها، بل جعلها أيضاً أول لاعبة مكسيكية تهزم لاعبة مصنفة من العشرة الأوائل في البطولات الكبرى منذ عام 1995.
بعد المباراة، بدت زارازوا وكأنها لا تصدق ما حدث، قائلة: “جئت إلى هنا وأنا أقول لنفسي، يا إلهي، هذا الملعب ضخم! لكنني حاولت فقط أن أستمتع باللحظة”.
شهد اليوم الثاني أيضاً نهاية مؤثرة لمسيرتين عظيمتين. النجمة بيترا كفيتوفا، بطلة ويمبلدون مرتين، اختارت أن تكون هذه البطولة آخر محطة لها، ورغم خسارتها أمام الفرنسية ديان باري، إلا أن وداعها كان مؤثراً.
كما ودعت كارولين غارسيا ملاعب التنس في نفس اليوم، معربة عن سعادتها بأنها اتخذت القرار بنفسها وليس بسبب إصابة.
بينما استمرت البطولة في الكشف عن نجومها. فاز البريطاني جاك دريبر في مباراة قوية من أربع مجموعات، وتخطت باربورا كرايتشيكوفا اللاعبة الصاعدة فيكتوريا مبوكو.
وفي لفتة رائعة، تم تكريم ذكرى ألثيا جيبسون، أول لاعبة سوداء تشارك في البطولة، في ما كان ليكون عيد ميلادها الثامن والتسعين.
مع خروج ميدفيديف وهزيمة كيز، تتزايد التساؤلات حول من سيصمد في البطولة. اليوم الثالث سيحمل معه مواجهات حاسمة:
. نوفاك جوكوفيتش، الذي اعترف بمشاكله البدنية، سيواجه الأمريكي الشاب زاكاري سفاجدا. هل يستعيد جوكوفيتش قوته المعهودة، أم أن سفاجدا سيستفيد من هذه الفرصة؟
. إيما نافارو وكاتي ماكنالي تتواجهان في مباراة أمريكية خالصة، حيث تسعى كل منهما لإثبات جدارتها.
إيما رادوكانو وماركيتا فوندروشوفا، بطلات البطولات الكبرى، ستواجهان منافسات صعبات في طريقهن، في اختبار حقيقي لمستواهن