تحليل تكتيكي: الكالتشيو يفتح أبوابه بحلة جديدة

بعد صيف حافل بالصفقات والتغييرات على دكة البدلاء، لم تعد إيطاليا أرضاً مألوفة. الفرق الكبرى أعادت تشكيل صفوفها بوجوه جديدة وأفكار مختلفة، بينما صعدت فرق شابة بطموحات كبيرة. كل هذه التحركات لم تكن مجرد صفقات عابرة،

بل هي مؤشرات على تحول تكتيكي كامل يعيد رسم خريطة المنافسة في “الكالتشيو” هذا الموسم.

ميلان: عودة "أليغري-بالانس"

عادت الأضواء إلى ملعب سان سيرو مع عودة المدرب ماسيمليانو أليغري، الذي أعلن بوضوح أن هدفه هذا الموسم هو “الحفاظ على توازن المباراة” والوصول إلى دوري أبطال أوروبا “بلا حدود”.

ورغم وجود العديد من الأسماء الجديدة، أشار أليغري إلى أنه يملك “فريقاً بجودة فنية ممتازة” وأنه سعيد بالخيارات المتاحة أمامه.

الحديث عن التوازن يعكس فلسفة أليغري التي تركز على الصلابة الدفاعية قبل أي شيء، وهو ما يتناقض مع أسلوب ميلان المتهور في الموسم الماضي.

وقد يكون هذا التغيير ضرورياً في ظل وجود أسماء فنية جديدة تحتاج إلى وقت للتأقلم، مثل لوكا مودريتش الذي وصفه أليغري بأنه “ساحر بالكرة” و “شخص رائع” على الصعيد الشخصي.

المباراة الأولى كشفت عن الكثير، فبينما كان أليغري يخطط لمباراة متوازنة، أظهرت الهزيمة أمام كريمونيزي أن الفريق ما زال يعاني من عدم التوازن والارتباك.

وقد تكون هذه البداية المتعثرة دليلاً على حجم العمل الشاق الذي ينتظر المدرب لفرض أسلوبه الجديد.

كومو: فلسفة فابريغاس الهجومية

من جهة أخرى، يمثل نادي كومو بقيادة المدرب الشاب سيسك فابريغاس القطب المعاكس. أظهر كومو في مباراته الأولى أمام لاتسيو أنه فريق “من دوري آخر” كما وصفه مدرب الخصم ماوريسيو ساري.

يعتمد فابريغاس على أسلوب هجومي ضاغط، حيث أشار بنفسه إلى أنه “مطالب جداً” من لاعبيه بتقديم أداء هجومي، وأن سوق الانتقالات الصيفي كان يهدف لتوفير “الخيارات العديدة” و”الجودة” اللازمة لتطبيق هذا الأسلوب.

كما أكد فابريغاس أن فريقه يمتلك “عقلية الفوز” و “القدرة على اللعب بالكرة”.

كانت أبرز صفقات النادي هي التعاقد مع الموهبة نيكو باز، الذي وصفه المدرب بأنه “لاعب من الطراز الرفيع” و “سعيد بالتواجد هنا”.

هذه الصفقة تؤكد استراتيجية النادي في الاعتماد على المواهب الشابة القادرة على تنفيذ رؤية فابريغاس التكتيكية.

يوفنتوس: خبرة تودور وحلم العودة

يوفنتوس، الذي يسعى للعودة إلى القمة، اختار المدرب إيغور تودور ليقود هذه المهمة. تشكيلة يوفنتوس المتوقعة تعكس رغبة في الجمع بين الخبرة والشباب، حيث يبرز في خط الوسط وجود أسماء قوية مثل لوكاتيلي و كوفاسيتش،

مع الاعتماد على الشاب كنان يلدز في الهجوم.

التعاقد مع المهاجم جوناثان دافيد يمثل خطوة هجومية واضحة، بينما عودة جليسون بريمر من الإصابة تعد دفعة قوية للخط الخلفي.

ورغم أن الفريق لم يخض أي مباراة حتى الآن، إلا أن التوقعات عالية من المدرب الذي يسعى لإعادة الانضباط التكتيكي والشخصية القوية التي اشتهر بها يوفنتوس.

روما: مغامرة غاسبريني

يبدأ نادي روما مغامرة جديدة مع المدرب جيان بييرو غاسبريني، الذي يشتهر بأسلوبه الهجومي والضغط العالي.

التشكيلة المتوقعة تشير إلى اعتماد على لاعبين مثل باولو ديبالا و ماتياس سولي في صناعة اللعب، مما يعكس رغبة في استغلال المهارات الفردية لنجوم الفريق.

التعاقد مع لاعبين مثل كوني و العيناوي يهدف لتعزيز خط الوسط، بينما سيكون أسلوب غاسبريني التكتيكي هو المحور الأساسي الذي سيبنى عليه أداء الفريق هذا الموسم.

إنتر: عهد شيفو الجديد

بدأ إنتر موسمه بتغيير كبير على دكة البدلاء، حيث تولى المدرب كريستيان شيفو قيادة الفريق. رغم عدم خوضه أي مباراة في الدوري بعد، إلا أن إنتر يعتبر من أبرز المرشحين للقب، بفضل تشكيلته التي تجمع بين الخبرة، ممثلة في أسماء مثل سومر و باستوني، والقوة الهجومية مع ماركوس تورام و لاوتارو مارتينيز.

يعتمد شيفو على أسلوب 3-5-2 الذي يناسب إمكانيات الفريق، خاصة مع وجود أجنحة هجومية قوية مثل دومفريس و ديماركو.

نابولي: عودة كونتي والجوع للقب

بعد التتويج بلقب الموسم الماضي، يواجه نابولي تحدياً جديداً مع المدرب أنطونيو كونتي. أظهر الفريق في مباراته الأولى أمام ساسولو أنه لم يفقد جوعه للفوز، كما أثبتت الصفقات الجديدة مثل سكوت مكتوميناي و كيفن دي بروين أنها إضافة قوية للفريق.

كونتي، الذي يشتهر بأسلوبه التكتيكي المنظم، سيعمل على الحفاظ على التوازن بين الهجوم والدفاع، مع استغلال القوة الهجومية لنجومه.

فيورنتينا: استعادة الهوية مع بيولي

عاد المدرب ستيفانو بيولي لقيادة فيورنتينا، في محاولة لإعادة الفريق إلى مصاف الفرق الكبرى. يركز بيولي على بناء فريق قادر على المنافسة على المراكز المتقدمة.

التشكيلة المتوقعة للفريق تبرز وجود أسماء بارزة مثل ديفيد دي خيا في حراسة المرمى و غودموندسون في خط الوسط المهاجم.

تعتمد فلسفة بيولي على اللعب المنظم والمباشر، واستغلال إمكانيات اللاعبين الفردية، خاصة مع وجود مهاجمين مثل موكيان و إيدن دزيكو الذي سيكون إضافة خبرة كبيرة للفريق.

لاتسيو: صدمة البداية وتحليل ساري

لم تكن بداية لاتسيو متوقعة، حيث خسر الفريق أمام الصاعد الجديد كومو. ورغم أن الهزيمة كانت مفاجئة، إلا أن تحليل المدرب ماوريسيو ساري كان واضحاً، حيث قال إن فريقه “ليس في حالة جيدة” حالياً، وأنه يرى أن “العديد من الأشياء لا يمكن إنقاذها” في الأداء الذي قدمه الفريق.

هذه التصريحات تعكس أن ساري يدرك تماماً نقاط الضعف في فريقه، خاصة فيما يتعلق بـ “الاختلاف الفني” الذي توقعه، لكنه لم يتوقع أن يكون “على هذا المستوى”.

أتالانتا: أزمة لوكمان وتأثيرها على الموسم

بدأ أتالانتا موسمه بتعادل مخيب للآمال مع بيزا، في مباراة شهدت عودة المهاجم جيانلوكا سكاماكا للتسجيل. ومع ذلك، يواجه الفريق أزمة كبيرة تتعلق بنجمه أديمولا لوكمان، الذي لا يتدرب مع الفريق بعد فشل صفقة انتقاله إلى إنتر.

هذه الأزمة، التي أدت إلى شعور الإدارة “بخيبة الأمل” من تصرفات اللاعب، قد تؤثر بشكل كبير على خطط الفريق الهجومية ونتائجه، خاصة أن لوكمان يعتبر من أهم نجوم الفريق.

المزيد من الكاتب

روسيا تعزز المراقبة: “مشروع سري” لبوتين على حدود الناتو يثير المخاوف

تغطية حصرية لبطولة أمريكا المفتوحة 2025: عندما تلتقي الدراما بالدهشة في نيويورك!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *