في مقالتنا التحليلية اليوم، أنا إيمان الهادي، الكاتبة المتخصصة في مقالات ردود الفعل في شبكتنا.
والآن بعد أن انطلقت البطولة رسمياً، سآخذكم في رحلة إلى عالم يشتعل فيه الحماس والقتال، قبل أن تشتعل الأضواء على أكبر الملاعب في نيويورك.
إنه عالم المباريات التأهيلية، بوابة الأحلام التي يعبرها المئات من اللاعبين الذين يحملون على عاتقهم حلماً واحداً: كتابة أسمائهم في سجل البطولة الكبرى.

أبرز ما يجب أن تعرفه عن التصفيات
. ما هي المباريات التأهيلية؟ هي صراع من أجل البقاء، ومعركة من أجل إثبات الذات. ثلاث جولات من التوتر والعزيمة، لا تحتمل الخطأ أو التراجع.
ففي كل زاوية من زوايا الملعب، يقف لاعبٌ يرى هذه الفرصة على أنها الأمل الأخير، والمجد المنتظر.
متى تنتهي التصفيات؟ انتهت المباريات التأهيلية يوم الإثنين، 25 أغسطس، وهو نفس اليوم الذي انطلق فيه الحدث العالمي الكبير رسمياً، وتستمر البطولة حتى 7 سبتمبر.
نجوم على حافة المجد
بين المتنافسين، تبرز أسماء تسعى للعودة أو لتحقيق انطلاقة تاريخية. على الجانب الرجالي، نجد الألماني يان لينارد شتروف الذي يناضل من أجل استعادة مكانته بين الكبار، والأمريكي الشاب مارتن دام.
أما في منافسات السيدات، فالمعركة لا تقل شراسة مع البريطانية فرانشيسكا جونز التي تحمل آمال بلدها.
ولكن بين كل هذه القصص، تبرز حكاية تستحق أن تروى…
قصص لا تُنسى من قلب المعركة
جانيس تيين.. قصة فوز يغير مسيرة
في أجواء المنافسة الشديدة، خطفت اللاعبة الإندونيسية الشابة جانيس تيين الأضواء بإنجاز تاريخي.
بعمر يناهز الـ 23 عاماً، تمكنت تيين من تحقيق ما لم تحققه أي لاعبة من بلدها منذ 21 عاماً: حجز مكانها في القرعة الرئيسية لبطولة أمريكا المفتوحة بعد رحلة شاقة استمرت لثلاث جولات من التصفيات.
عن هذا الإنجاز، قالت تيين: “هذا يعني الكثير بالنسبة لي… أحاول ألا أفكر كثيراً في ذلك، وأحاول فقط بذل قصارى جهدي والوصول إلى حيث سيقودني الأمر.
ولكن أن أتمكن من ذلك مرة أخرى بعد أكثر من 20 عاماً، فهذا أمر رائع.”
وتضيف القصة الإنسانية عمقاً أكبر عندما نعلم أن تيين تخرجت حديثاً في جامعة بيبردين في مايو الماضي، حيث أضافت تجربتها الأكاديمية والرياضية قوة إلى شخصيتها.
وكما قالت بنفسها: “ساعدني التنس الجامعي على النمو كلاعبة وكشخص.
وخاصةً من الناحية النفسية، فقد ساعدني دائماً على بذل قصارى جهدي”.
إيما رادوكانو.. عودة البطلة
لا يمكنك التحدث عن التصفيات دون ذكر قصة إيما رادوكانو. هذه اللاعبة البريطانية لم تكن مجرد بطلة سابقة لبطولة أمريكا المفتوحة (2021)، بل كانت بطلة من رحم التصفيات!

بعد سنوات من الإصابات والنتائج المتواضعة، اضطرت إيما للدخول في التصفيات مرة أخرى، وتمكنت من إكمال جولتها التأهيلية بنجاح، لتثبت أن العزيمة والقدرة على المنافسة لم تندثر.
أماندا أنيسيموفا.. العودة من المجهول
اللاعبة الأمريكية أماندا أنيسيموفا هي إحدى أبرز المواهب التي تستحق المتابعة. بعد غياب عن الملاعب بسبب ظروف شخصية، عادت بقوة هذا الموسم، ووصلت إلى نهائي بطولة ويمبلدون 2025، حيث تغلبت على المصنفة الأولى عالمياً أرينا سابالينكا في الدور نصف النهائي.

وعلى الرغم من خسارتها القاسية في النهائي أمام إيغا شفيونتيك، فإنها تحولت إلى مصدر إلهام.
أقرّت أنيسيموفا بأن “التوتر وسوء الأداء” كان لهما دور في تلك المباراة، لكنها حولت هذه التجربة إلى دافع للمستقبل.

وقد صرحت قائلة: “ما حدث في نهائي ويمبلدون سيساعدني على إدارة التوتر بشكل أفضل. أتمنى أن أتمكن من تحقيق إنجاز كبير هنا مرة أخرى“.
تأتي أماندا إلى بطولة أمريكا المفتوحة وهي في أفضل تصنيف لها بمسيرتها (المصنفة رقم 7 عالمياً) وتحمل في جعبتها خبرة طويلة رغم صغر سنها.

فبعد أن كانت بطلة لبطولة أمريكا المفتوحة للناشئات في عام 2017، تعود الآن لتنافس بقوة على لقبها المفضل أمام جمهورها ووسط عائلتها، لتؤكد أن القوة النفسية والعزيمة هما مفتاح النجاح.
الوجه الآخر للمنافسة
المنافسة ستكون شديدة، ويمكن توقع سيناريوهات متعددة:
. إيطاليا مقابل إسبانيا:
كل الأنظار ستتركز على إمكانية مواجهة جديدة بين المصنف الأول عالميًا الإيطالي يانيش سينر والنجم الإسباني كارلوس ألكاراز.
. أصحاب الأرض (أمريكا):
سيكون هناك حضور أمريكي قوي، خاصة مع وجود لاعبين بارزين في القرعة مثل تايلور فريتز، فرانسيس تيافو، و بن شيلتون، بالإضافة إلى جيسيكا بيجولا على مستوى السيدات.
. أسماء تستحق المتابعة: اللاعب الروسي دانييل ميدفيديف، بطل سابق لـ US Open، سيكون من المنافسين الأساسيين على اللقب. أما اللاعبة الروسية أناستاسيا بافليوتشينكوفا، فخبرتها الطويلة ومكانتها السابقة ضمن أفضل عشر لاعبات في العالم، تجعل من وجودها في القرعة الرئيسية قصة عن القتال المستمر وعدم الاستسلام.
نهاية المقال
إن ما يحدث في الملاعب الجانبية هو القلب النابض لبطولة أمريكا المفتوحة. هذه المباريات تذكير بأن أعظم الإنجازات غالباً ما تولد من رحم التحدي والصبر.
إنها قصص عن الأمل والمثابرة، قصص ستلهم جيلاً جديداً من اللاعبين والمشجعين، وتؤكد أن لكل ضربة ساحرة حكاية كفاح تبدأ من الصفر.