لقد تحولت مدينة نيويورك إلى ساحة معركة بين عاصفة عاتية وإحدى أعرق بطولات التنس في العالم. ففي لحظة ذروة المنافسات، ضرب إعصار إيرين المدينة بقوة، مما تسبب في إيقاف مفاجئ لبطولة أمريكا المفتوحة بعد أن غمرت الأمطار الغزيرة ملاعب فلاشنغ ميدوز بالكامل.
هذا التوقف الدرامي لم يمنع من تسليط الضوء على الإثارة التي سبقت العاصفة، والتي شهدت مباريات جنونية وشراكات مثيرة.
ملحمة الزوجي المختلط: صراع النجوم والقصص المفاجئة
قبل أن تخمد العاصفة شرارة المنافسات، كانت الأجواء مشتعلة في فئة الزوجي المختلط التي شهدت صعوداً مذهلاً لثنائيات جديدة.

تأهل إلى الدور نصف النهائي فرق الأبطال، حيث سيواجه الثنائي المتألق جاك درابر وجيسيكا بيجولا نظيريهما إيغا شفيونتيك وكاسبر رود.
وقد أظهر درابر وبيجولا كيمياء لا تُصدق على الملعب، بعد أن أطاحا بأحد أكثر الثنائيات إثارة للجدل، إيما رادوكانو وكارلوس ألكاراز، في مباراة حظيت بمتابعة واسعة.

ورغم أن العلاقة بين رادوكانو ودرابر لم تتجاوز الصداقة، إلا أن الأجواء المشحونة بينهما أضافت نكهة خاصة للمباراة، ووصفها المشاهدون بأنها “مباراة بين حبيبين سابقين”!

وفي الجهة المقابلة، تستمر القصة المفاجئة للثنائي دانييل كولينز وكريستيان هاريسون، الذي انضم إلى البطولة في اللحظة الأخيرة، ليُثبت جدارته ويصل إلى نصف النهائي في مواجهة صعبة ضد حاملي اللقب سارة إيراني وأندريا فافاسوري.

صدمة خروج الأساطير ولحظات لا تُنسى
لم تخل البطولة من اللحظات التي حبست الأنفاس. فبشكل صادم، خرج الأسطورة نوفاك دجوكوفيتش من منافسات الزوجي المختلط بعد أن خسر مع شريكته أولغا دانيلوفيتش أمام دانييل ميدفيديف وميرا أندريفا. ورغم هذه النتيجة غير المتوقعة، يرى المدرب الشهير ريك ماكي أن دجوكوفيتش ما زال يمتلك فرصة للفوز بلقب الفردي، شريطة أن يتجنب المباريات الطويلة والمجهدة.
كما شهدت تصفيات البطولة لحظة غريبة ومثيرة، عندما أطلقت اللاعبة البريطانية هارييت دارت صرخة قوية ومفاجئة أثناء مباراتها، وصفتها التعليقات التلفزيونية بأنها “تصم الآذان” وأنها تشبه “شيئاً من فيلم رعب”، مما أضاف لمسة من الدراما الفريدة للمنافسة.

قفزة مالية تغير قواعد اللعبة
تأتي كل هذه الإثارة وسط تغيير جذري في الجوائز المالية للزوجي المختلط. فقد أعلن المنظمون عن زيادة “مذهلة” في الجائزة المالية للبطولة، حيث سيحصل الفريق الفائز على مليون دولار أمريكي، وهو تحسن لافت مقارنة بجائزة العام الماضي التي بلغت 200 ألف دولار فقط.
هذه الزيادة بلا شك قد أضافت رهاناً أكبر على المباريات، ورفعت مستوى التحدي والإثارة بين النجوم المشاركين.
في ظل هذه الأجواء، تظل الأنظار معلقة على موعد استئناف البطولة. هل ستتمكن ملاعب فلاشينغ ميدوز من التعافي من أثر العاصفة؟ وما هي النتائج التي ستسفر عنها هذه المواجهات النارية؟