بشكل مفاجئ وغير مألوف في عالم الدبلوماسية، سلّمت السيدة الأمريكية الأولى، ميلانيا ترامب، رسالة شخصية إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تناولتها باليد عبر زوجها الرئيس دونالد ترامب خلال قمة السلام في ألاسكا.
كشفت الرسالة عن مخاوف شخصية وإنسانية عميقة بشأن الأطفال الذين جرى ترحيلهم قسراً من الأراضي الأوكرانية، في خطوة فريدة من نوعها عكست اهتمامًا يتجاوز الحدود السياسية.

رسالة من القلب.. وتأثير يتجاوز البروتوكول
تأتي الرسالة من سيدة أولى من أصول سلوفينية، وهي دولة شيوعية سابقة، مما يضفي عليها بعداً خاصاً.
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تتدخل فيها ميلانيا ترامب بشأن أوكرانيا، حيث ساهمت سابقاً في إقناع زوجها بزيادة الدعم العسكري، وأكدت أن بوتين لا يتفاوض بحسن نية.

وفي رسالتها هذه، ناشدت بوتين أن يفكر في الأطفال و”البراءة التي تتجاوز الجغرافيا والحكومة والأيديولوجيا”، مشيرة إلى أنه يستطيع “بجرة قلم” أن يعيد “الضحكة العذبة” للأطفال.
ألاسكا.. قمة الاستعراض والقوة
في المقابل، لم تخلُ قمة ألاسكا من استعراضات القوة، حيث استقبل الرئيس ترامب نظيره بوتين بتحليق جوي مهيب لقاذفة الشبح B-2 وأربع طائرات مقاتلة من طراز F-35.

هذا التحليق يطرح تساؤلاً عما إذا كان استعراضاً للقوة الأمريكية، في ظل تاريخ بوتين في استخدام الترهيب النفسي في لقاءاته مع زعماء العالم، كإحضار كلبته إلى اجتماع مع المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل، أو استخدام طاولة طويلة بشكل مبالغ فيه خلال لقاء مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

بوتين في مرمى التوقعات.. فماذا يخبئ لموسكو؟
الآن، بعد أن انتهت القمة بدعوة بوتين لترامب لزيارة موسكو، تتزايد التكهنات بشأن المفاجأة التي قد يخبئها الكرملين.
في ظل ما قدمته له ميلانيا من ورقة إنسانية، قد يستغل بوتين الفرصة لإظهار نفسه كقائد قادر على الاستجابة للنداءات الإنسانية، ربما عبر إجراء رمزي يتعلق بالأطفال الأوكرانيين.
لكن في الوقت نفسه، من غير المستبعد أن تكون هذه المفاجأة مصحوبة باستعراض قوة مضاد للتحليق الأمريكي في ألاسكا.
قد يجمع بوتين بين الدبلوماسية النفسية والإنسانية، ليقدم لترامب مفاجأة مركبة تخدم أهدافه على الساحة العالمية، تاركًا العالم في حالة ترقب لما قد يحدث في عاصمة الكرملين.