دراما الرباط: نيجيريا تحقق ريمونتادا تاريخية وتخطف لقب كأس الأمم الأفريقية للسيدات من المغرب للمرة العاشرة!

دراما الرباط: نيجيريا تحقق ريمونتادا تاريخية وتخطف لقب كأس الأمم الأفريقية للسيدات من المغرب للمرة العاشرة!

الرباط، المغرب – 26 يوليو 2025 – في ليلة لا تُنسى على أرض الملعب الأولمبي بالرباط، توّج منتخب نيجيريا “النسور الخارقة” بلقب كأس الأمم الأفريقية للسيدات 2024، محققاً عودة مذهلة ليقلب تأخره بهدفين نظيفين إلى فوز مثير بنتيجة 3-2 على المضيف المغرب “لبؤات الأطلس”.

هذا النهائي التاريخي، الذي أقيم أمام حشد جماهيري غفير، سيُسجل في ذاكرة كرة القدم الأفريقية كواحد من أكثر المباريات إثارة ودرامية.

الطريق إلى النهائي وتوقعات ما قبل المباراة

وصل المنتخبان إلى المباراة النهائية بعد مسيرة قوية، رغم بعض التحديات في الأدوار الإقصائية.

نيجيريا، المصنفة الأولى أفريقياً، احتاجت لهدف متأخر لإقصاء حاملة اللقب جنوب أفريقيا، بينما عبر المغرب عقبة غانا بركلات الترجيح.

كان كل فريق يطمح لتحقيق إنجاز كبير: نيجيريا لتأكيد هيمنتها باللقب العاشر، والمغرب لحصد أول لقب قاري على أرضه وتتويج جيلها الذهبي.

امتلأ الملعب الأولمبي بقرابة 21 ألف مشجع، معظمهم من الجماهير المغربية المتحمسة التي أضفت أجواء احتفالية صاخبة، بينما قابلت لاعبات نيجيريا بالاستهجان.

هذا الدعم الجماهيري الكبير عكس التوقعات العالية للفوز المغربي، لدرجة أن الكأس الجديدة لـ “الكان” كانت على أهبة الاستعداد لتتويج البطل.

الشوط الأول: الحلم المغربي يبدأ بقوة

انطلق الشوط الأول بفعالية مغربية لافتة، ترجمت إلى هدفين سريعين أشعلا المدرجات:

. هدف الشباك الصاروخي (د. 12):

افتتحت القائدة والنجمة المغربية غزلان الشباك التسجيل بهدف مذهل من تسديدة صاروخية “لا تصد ولا ترد” من يسار منطقة الجزاء، محققة هدفها الخامس في البطولة ومُلهبة حماس الجماهير. الشباك، التي تلعب في الدوري الإسباني، كانت نجمة البطولة في نسخة 2022، وتأمل في تكملة إرثها العائلي بمحاكاة والدها الراحل الذي فاز باللقب عام 1976.

. المسعودي تضاعف النتيجة (د. 23):

بعد عمل رائع، أضافت سناء المسعودي الهدف الثاني للمغرب، لتؤكد سيطرة “لبؤات الأطلس” على مجريات الشوط الأول.

عانى المنتخب النيجيري من الصدمة، وبدا عاجزاً عن مجاراة الأداء المغربي المتماسك. الحارسة المغربية خديجة الرميشي أظهرت يقظة وشجاعة في التعامل مع المحاولات النيجيرية القليلة، لتُنهي المغرب الشوط الأول متقدماً بثنائية نظيفة، ممهداً الطريق لسيناريو مثالي على الورق.

الشوط الثاني: ريمونتادا نيجيرية لا تُصدق

تغيرت موازين القوى تماماً في الشوط الثاني، حيث عاد منتخب نيجيريا بفضل توجيهات المدرب جاستن مادوغو ودفع ببعض البديلات لتنشيط الخطوط:

. ركلة جزاء تعيد الأمل (د. 64):

بعد مراجعة مطولة لتقنية حكم الفيديو المساعد (VAR) لاحتمالية لمسة يد على المدافعة نهيلة بنزينة، احتسب الحكم ركلة جزاء لنيجيريا.

تقدمت إيستر أوكورونكو (صاحبة القميص رقم 6)، وسددت الكرة ببراعة وهدوء على يمين الحارسة الرميشي، لتُقلص الفارق وتُعيد الأمل لـ “النسور الخارقة”.

الحارسة المغربية خديجة الرميشي أظهرت يقظة وشجاعة في التعامل مع المحاولات النيجيرية القليلة، لتُنهي المغرب الشوط الأول متقدماً بثنائية نظيفة، ممهداً الطريق لسيناريو مثالي على الورق.

. هدف التعادل السلس (د. 70): لم يمضِ وقت طويل حتى أدركت نيجيريا التعادل بهدف رائع. أوكورونكو، نجمة المباراة، مررت كرة متقنة إلى فولاشاد إيجاميلوسي (رقم 12)، التي سددتها ببراعة في الشباك، لتشعل المباراة من جديد وتُعيدها إلى نقطة الصفر.

. دراما الـ VAR مجدداً (د. 83): في لحظة حاسمة، احتسب الحكم ركلة جزاء للمغرب، لكن بعد مراجعة أخرى مطولة للـ VAR، تم إلغاء القرار، مما أثار ارتياحاً كبيراً في صفوف نيجيريا وصدمة للمغرب.

. هدف الفوز القاتل (د. 88): بعد هذا القرار، استغلت نيجيريا الصدمة المغربية. من كرة حرة غير مباشرة نفذتها أوكورونكو، وجدت البديلة جينيفر إيشيجيني (رقم 12) نفسها أمام المرمى، لتُسدد الكرة في الشباك وتُسجل هدف التقدم القاتل، مُكملة ريمونتادا تاريخية ومذهلة لـ “النسور الخارقة”.

إيشيجيني، التي دخلت كبديلة، أحدثت الفارق الأكبر في هذه اللحظات المصيرية.

مشاهد ما بعد المباراة والتتويج

بعد صافرة النهاية، التي أعلنت فوز نيجيريا 3-2، عمت مشاهد مختلطة الملعب. انهمرت دموع الحسرة على مقاعد بدلاء المنتخب المغربي، خاصة على أيقونة الفريق غزلان الشباك، بينما عمت أجواء الاحتفال والرقص دائرة المنتصف للاعبات نيجيريا ومشجعيهم القلائل.

بهذا التتويج، تواصل نيجيريا تعزيز رقمها القياسي وتحصد لقبها القاري العاشر في 13 نسخة من البطولة، مؤكدة هيمنتها التاريخية على كرة القدم النسائية الأفريقية.

حصلت إيستر أوكورونكو على جائزة أفضل لاعبة في المباراة لدورها المحوري في العودة النيجيرية بتسجيل هدف وتمريرتين حاسمتين، فيما تسلمت حارسة مرمى نيجيريا تشياماكا نادوزي جائزة القفاز الذهبي لأفضل حارسة في البطولة.

ورغم الهزيمة، لا يمكن إغفال مسيرة المغرب البطولية في البطولة. قصص مثل قصة المهاجمة إبتسام الجريدي، التي عبرت عن حلمها الكبير بالفوز باللقب على أرضها، أو لاعبة خط الوسط سلمى بوقرشة، الطبيبة التي تجمع بين التفوق الرياضي والأكاديمي، أضافت بعداً إنسانياً ملهمًا للبطولة، مُظهرة الجيل الواعد من اللاعبات المغربيات.

لقد كانت ليلة مليئة بالتقلبات والعواطف، تُوّجت فيها نيجيريا ملكة على عرش أفريقيا، بينما قدم المغرب نهائياً تاريخياً سيظل في الذاكرة بفضل شغفه وتنافسيته.

المزيد من الكاتب

أهلاً بكم في تغطيتنا المباشرة! المغرب ونيجيريا: قمة حاسمة تشتعل في نهائي كأس أمم أفريقيا للسيدات!

التغطية المباشرة: قمة اليورو! إنجلترا ضد إسبانيا… صراع العمالقة على عرش أوروبا!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *