ترامب ضد هارفارد: فصل جديد في الملحمة.. تحقيق في "تأشيرات الطلاب الأجانب" يُشعل الصراع!
يبدو أن فصول المواجهة المثيرة بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وجامعة هارفارد المرموقة لا تنتهي!
ففي تطور جديد يضيف المزيد من الإثارة إلى هذه الملحمة الأيديولوجية، فتحت وزارة الخارجية تحقيقًا في مشاركة الجامعة في برنامج تأشيرات حكومي مخصص للطلاب والأساتذة الأجانب.
هذا التحقيق يأتي في سياق تصعيد مستمر من ترامب، الذي اتهم هارفارد مراراً وتكراراً بالفشل في معالجة معاداة السامية بشكل كافٍ في حرمها الجامعي.
ووفقاً لصحيفة نيويورك تايمز، قام وزير الخارجية ماركو روبيو بإبلاغ رئيس هارفارد، آلان جاربر، بهذا التحقيق رسميًا عبر رسالة.
من التمويل إلى التأشيرات: ترامب يُضيّق الخناق على هارفارد
منذ الأيام الأولى لولايته الثانية، لم يتوانَ ترامب عن استخدام كافة الأسلحة المتاحة في معركته ضد هارفارد.
بدأ الأمر بالتهديد بحجب أكثر من 2.5 مليار دولار من التمويل الفيدرالي الحيوي للأبحاث والمنح الدراسية.
ثم تبع ذلك قائمة مطالب تضمنت تغييرات جذرية في سياسات القبول وبرامج التنوع، بالإضافة إلى فرض ما وصفه بـ “عدم التسامح مطلقًا” مع الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين.
لكن هارفارد قاومت هذه الضغوط، وهو ما دفع إدارة ترامب إلى الذهاب أبعد من ذلك، محاولة منع قبول الطلاب الدوليين في خطوة غير مسبوقة أثارت معركة قانونية شرسة.
وها هي الآن تفتح تحقيقاً في برنامج التأشيرات، لتُضيف بذلك طبقة جديدة من التعقيد إلى هذا الصراع المحتدم.
حرب أيديولوجية بامتياز
لا يتعلق الأمر هنا بمجرد مزاعم معاداة السامية.
المواجهة بين ترامب وهارفارد تُجسد تنافساً أعمق بين حكومة محافظة ترى في الجامعات الليبرالية معاقل لثقافة “الوعي” وسياسات “التنوع والإنصاف والإدماج” (DEI) التي تعتبرها تمييزية ضد الآراء المحافظة، وبين مؤسسة أكاديمية عريقة تدافع عن استقلالها الأكاديمي وحرية التعبير.
في هذه الحرب الأيديولوجية، يستخدم كل طرف ما يملك من أدوات.
فبينما تستخدم إدارة ترامب النفوذ الاقتصادي والتنظيمي، لجأت جامعة هارفارد إلى القضاء مُجادلةً بأن تخفيضات التمويل كانت انتقامية وتنتهك التعديل الأول للدستور.
مستقبل غامض ومعركة مستمرة
لا تزال القضية القانونية بين هارفارد والحكومة مفتوحة، وتداعياتها قد تُعيد تعريف العلاقة بين الحكومة الفيدرالية والمؤسسات الأكاديمية في الولايات المتحدة.
ومع فتح التحقيق الجديد في برنامج التأشيرات، يبدو أن هذه الملحمة لن تنتهي قريباً.
فهل سينجح ترامب في الضغط على هارفارد لتغيير سياساتها؟ أم ستصمد الجامعة في وجه هذه الهجمة الشرسة؟
الأيام القادمة ستحمل لنا إجابات جديدة في هذا الفصل المثير من الصراع بين السلطة السياسية والمؤسسات الأكاديمية.