لم يبقَ سوى أربعة. أربعة فقط من أصل نخبة القارة. لقد كانت رحلة حافلة بالمفاجآت والتحديات، من الإقصاءات القاسية في دور المجموعات إلى مواجهات ربع النهائي التي حبست الأنفاس.
والآن، تقف الصفوة على أعتاب التاريخ، يتوهجون شوقًا للمجد في كأس الأمم الأفريقية للسيدات المغرب 2024!
المغرب، المدعوم بزئير جماهيره، غانا المتعطشة لاستعادة العرش، جنوب أفريقيا حاملة اللقب التي لا تعرف الاستسلام، ونيجيريا العملاق التاريخي الذي يرفض التنازل. كل فريق يحمل قصة، وكل لاعبة تُرسم حلماً.

يوم الثلاثاء، سيتوقف الزمن في القارة السمراء، فموعدنا مع مباراتين ستُخلدان في الذاكرة. في العاصمة الرباط، وعلى أرض الملعب الأولمبي، ستشتعل قمة المغرب ضد غانا.
وفي الدار البيضاء، على ملعب العربي الزاولي، تتجدد كلاسيكية جنوب أفريقيا ضد نيجيريا. استعدوا لمعارك كروية لم يسبق لها مثيل!
المغرب ضد غانا: حلم اللقب الأول يواجه طموح العودة!
يا لها من قصة يكتبها المغرب! قبل ثلاث سنوات، وصلوا للنهائي، وأعادوا إشعال الشغف بكرة القدم النسائية في البلاد.
اليوم، “لبؤات الأطلس” نضجت، أصبحت أقوى وأكثر تماسكاً من أي وقت مضى. مع كل تذكرة بيعت في الملعب الأولمبي، ترتفع معها آمال أمة بأكملها.
فريق خورخي فيلدا أظهر نضجاً استثنائياً، وفوزهم على مالي 3-1 في ربع النهائي، بفضل ثنائية النجمة ابتسام جرايدي، لم يكن مجرد فوز، بل كان إعلاناً عن قدوم قوة لا يُستهان بها.

كما صرحت فيلدا بحماس: “هذا الفريق يعرف كيف يصمد، كيف يضرب في اللحظة المناسبة.
الروح القتالية والانسجام بين اللاعبات لا مثيل له!”
لكن التحدي القادم يختلف! “الملكات السوداء” الغانيات يأتين بقوة هجومية لا تعرف الرحمة، وهنّ في مهمة واضحة لاستعادة بريقهن.
بقيادة الحارسة الأسطورية سينثيا كونلان، بطلة ركلات الترجيح الحاسمة أمام الجزائر، هذا الفريق يمتلك عزماً لا يُقهر.
مدربهم، كيم بيوركغرين، أعلنها صراحة: “لقد استُهين بنا طويلاً. حان وقت تغيير النظرة، وحان وقت إحداث الفارق!”

غانا أثبتت جدارتها بالخروج من مجموعة الموت، واستقبلت هدفين فقط في طريقها، منهيةً دور المجموعات بأربع نقاط. منذ ذلك الحين، ازدادت ثقتهم بأنفسهم، وتجسد ذلك في إبداع صانعة الألعاب أليس كوسي ونشاط شانتيل بوي – مزيج فتاك من الخبرة والشباب المتعطش للمجد.
الأرقام تتحدث: المغرب يمتلك هجوماً نارياً (10 أهداف)، بينما غانا تمتلك دفاعاً حديدياً (استقبلت هدفين فقط). هذه المباراة متوازنة بشكل لا يُصدق! قد تكون ميزة الأرض والجمهور في صالح المغرب، لكن غانا لن تكون لقمة سائغة.
كما ابتسمت كوسي بثقة: “اللعب ضد البلد المضيف ليس ضغطًا، بل هو إثارة بحد ذاتها!”
جنوب أفريقيا ضد نيجيريا: معركة الكبار.. نهائي مبكر على أرض الملعب!
إنها قمة القمم، صراع الأبطال! كلاسيكية تُكتب فصولها بماء الذهب في تاريخ كأس الأمم الأفريقية للسيدات CAF TotalEnergies!
نيجيريا، “النسور الخارقة”، جاءت لتدك الحصون بانضباطها المذهل: ثلاثة انتصارات في دور المجموعات، وتسعة أهداف نظيفة!

وفوز مدوٍ 5-0 على زامبيا في ربع النهائي أرسل رسالة واضحة: نحن قادمون!
الظهير ميشيل ألوزي ولاعبة الوسط رشيدات أجيبادي تسيطران على الملعب، بينما تواصل إيستر أوكورونكو، أفضل صانعة أهداف في البطولة، تألقها الملفت!
على الجانب الآخر، “بانيانا بانيانا” بقيادة ديزيريه إليس، فريق منهجي أثبت صلابته. واجهوا تحديات، لكنهم صمدوا كالجبال.
بعد تعادل مع تنزانيا، تغلبت جنوب أفريقيا على السنغال بركلات ترجيح دراماتيكية في ربع النهائي، بفضل تألق أنديل دلاميني الحارسة الخارقة.
لكن لا تدعوا هذا يخدعكم! هذا الفريق يمتلك مفاتيح الفوز. جيرمين سيوبوسينوي، وهيلدا ماجايا، وليبوجانج راماليبي، جميعهن قادرات على قلب الطاولة في أي لحظة.
أسلوب الاستحواذ الذي كان يُنظر إليه ببعض الشك، أصبح الآن سلاحًا فتاكاً، ويبدو أن الفريق استعاد روح الانتصار التي قادته للقب عام 2022.

أليسا أصرت بحماس: “هناك روح معنوية عالية، وذاكرة جماعية للانتصار. نعرف ما تعنيه هذه المباراة، ونعرف تمامًا ما يتطلبه الفوز على نيجيريا. نحن مستعدون للمعركة!”
الأرقام تُعطي نيجيريا الأفضلية الظاهرة: أفضل هجوم (تسعة أهداف)، وأفضل دفاع (لم تستقبل أي أهداف).
لكن التاريخ القريب يروي قصة أخرى؛ آخر لقاء بينهما في كأس الأمم الأفريقية للسيدات انتهى بفوز جنوب أفريقيا 2-1، مما يُضيف طبقة أخرى من الإثارة لهذا اللقاء المنتظر!
هذه الأدوار الإقصائية في كأس الأمم الأفريقية للسيدات 2024 ليست مجرد مباريات، إنها احتفالية بكرة القدم النسائية الأفريقية! المغرب يحلم بتحقيق مجد تاريخي على أرضه، غانا تسعى للعودة إلى القمة، جنوب أفريقيا تطمح للحفاظ على لقبها، ونيجيريا تريد أن تُثبت، بلا أدنى شك، من هو سيد اللعبة!
من سيكتب اسمه بحروف من ذهب في النهائي؟ الترقب يبلغ ذروته، والإثارة على أشدها! أي فريق تتوقع أن يُشعل الملعب ويصعد نحو المجد؟