الدار البيضاء، المغرب – في ليلة لا تُنسى من ليالي كأس الأمم الأفريقية للسيدات (WAFCON) 2025، عاش عشاق كرة القدم الأفريقية على أعصابهم في مباراة مثيرة ضمن المجموعة الثانية، جمعت بين بوتسوانا وتونس.
مباراةٌ لم تكن مجرد صراع على النقاط، بل كانت معركة على الأمل، انتهت بفوز دراماتيكي لبوتسوانا في اللحظات الأخيرة، تاركةً الجماهير تتساءل: هل يكفي هذا الفوز للتأهل إلى ربع النهائي؟
معركة على الأمل: بداية نارية وهدف مبكر!
على أرض ملعب بير جيغو، انطلقت المباراة بحماس شديد، فكلا الفريقين كان يدرك أن الفوز هو السبيل الوحيد للحفاظ على بصيص الأمل في التأهل لدور الثمانية.
ولم تمضِ سوى 12 دقيقة حتى اهتزت الشباك التونسية، عندما استغلت اللاعبة يسمين خنشوش كرة ضالة داخل منطقة الجزاء، لتُسجل بهدوء هدف التقدم لـ “نسور قرطاج” 1-0، مُعلنةً عن أول أهداف تونس في البطولة.
بوتسوانا تُشعل الشوط الثاني: عودة قوية وهدف التعادل!
مع بداية الشوط الثاني، لم تستسلم بوتسوانا، بل كثفت من ضغطها الهجومي، ساعيةً لقلب الطاولة.
وأثمر هذا الضغط في الدقيقة 66، عندما تمكنت ليسيغو رادياكانيو من تسجيل هدف التعادل من مسافة قريبة، بعد تمريرة متقنة من زميلتها موكجابو ثاندا.
لتعود المباراة إلى نقطة الصفر، ويشتعل الحماس في المدرجات.
دقائق أخيرة مجنونة: هدف قاتل وفرحة لم تكتمل!
شهدت الدقائق الأخيرة من المباراة إثارة لا تُصدق، حيث تبادل الفريقان الهجمات في محاولة لخطف هدف الفوز.
تونس ضغطت بقوة، واختبرت اللاعبتان صابرين اللوزي وسامية عوني حارسة مرمى بوتسوانا المتألقة سيديلام بوسيجا، التي صمدت ببسالة.
في المقابل، كانت سرعة ريفيلوي ثولاكيلي في الهجمات المرتدة تُشكل خطرًا دائمًا على الدفاع التونسي.
ومع اقتراب المباراة من نهايتها، وفي الدقيقة 95 من الوقت بدل الضائع، انفجرت مقاعد بدلاء بوتسوانا فرحاً!
انطلقت ثولاكيلي من الجهة اليمنى، وأرسلت تمريرة عرضية خطيرة استقبلتها غاونياديوي أونتلاميتس بدقة، متجاوزةً حارسة المرمى التونسية سليمان جبراني، لتُسجل هدف الفوز القاتل لبوتسوانا بنتيجة 2-1!
مصير معلق: فرحة عارمة وآمال تبددت!
لكن فرحة بوتسوانا لم تدم طويلاً. ففي المباراة الأخرى بالمجموعة، تعادلت نيجيريا والجزائر بدون أهداف، مما ضمن تأهل كل منهما إلى ربع النهائي.
هذا التعادل يعني أن النقاط الثلاث التي حصدتها بوتسوانا لم تكن كافية لاحتلال أحد المركزين الأولين في المجموعة الثانية، لتستقر في المركز الثالث.
الآن، تنتظر بوتسوانا بفارغ الصبر لمعرفة ما إذا كانت قد ضمنت مكانها بين أفضل الفرق صاحبة المركز الثالث، وهو ما سيحدد مصيرها في البطولة.
أما تونس، فقد تذيلت المجموعة بنقطة واحدة فقط، لتخرج من البطولة دون تحقيق أي فوز، مُواصلةً بذلك كفاحها لإحداث تأثير دائم على الساحة القارية.