تشيلسي يُصعق أبطال أوروبا: بالمر يقود البلوز للتتويج بكأس العالم للأندية 2025 في ليلة درامية!

في ليلة لن تُنسى على ملعب ميتلايف في نيوجيرسي، وتحديداً في 13 يوليو 2025، شهدت كرة القدم تتويجاً تاريخياً لنادي تشيلسي الإنجليزي بلقب النسخة الأولى من كأس العالم للأندية الموسعة حديثاً.

في مواجهة نارية، تمكن “البلوز” من سحق باريس سان جيرمان، بطل دوري أبطال أوروبا، بنتيجة 3-0 في مباراة كانت مليئة بالأحداث المثيرة، وأكدت صعود نجم جديد في سماء كرة القدم العالمية: كول بالمر.

أجواء استثنائية: حضور رئاسي، نجوم عالمية، ومواجهة حارقة

قبل انطلاق المباراة، كانت الأجواء في ملعب ميتلايف استثنائية بحق. حضر عدد ضخم من الجماهير بلغ 81,118 شخصاً، وهو الرقم الأكبر في البطولة بأكملها، ليمتلئ الملعب عن بكرة أبيه تقريباً.

كان من بين الحضور شخصيات بارزة للغاية، على رأسهم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي اختار هذا الحدث الكروي الكبير للاحتفال بالذكرى السنوية الأولى لمحاولة اغتياله الفاشلة.

جلس ترامب إلى جانب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو، ومالك تشيلسي تود بوهلي، ورئيس باريس سان جيرمان ناصر الخليفي، مما أضفى بعداً سياسياً وإعلامياً غير مسبوق على الحدث.

ورغم صيحات الاستهجان التي تلقاها ترامب عند دخوله، إلا أنه ظل حاضراً في قلب المشهد، بل وبقي على المسرح خلال احتفالات تشيلسي برفع الكأس، حتى بعد إشارة إنفانتينو له بالمغادرة.

تحدت الفرق أيضاً درجات الحرارة المرتفعة، حيث بلغت 28 درجة مئوية عند انطلاق المباراة، مع شعور حراري يصل إلى 31 درجة مئوية بسبب الرطوبة.

هذا العامل أثار قلق اللاعبين، حيث صرح إنزو فرنانديز من تشيلسي بأن اللعب في هذه الظروف “خطير للغاية”.

وللتغلب على الحرارة، تم استخدام رشاشات المياه في الملعب خلال استراحات المياه، كما ضخت أجهزة تبريد الهواء البارد إلى مقاعد البدلاء للحفاظ على انتعاش اللاعبين.

قبل انطلاق المباراة، تم تقديم اللاعبين بشكل فردي، وهو أمر غير معتاد في كرة القدم، لكنه أضاف لمسة احتفالية خاصة لهذا النهائي الكبير.

كما ألقى معلق الحلبة الشهير مايكل بافر عبارته المدوية “هيا نستعد للمباراة!”، ليزيد من حماس الجماهير.

الشوط الأول: بالمر يضيء سماء نيوجيرسي بثنائية تاريخية

دخل باريس سان جيرمان المباراة كمرشح قوي، بعد مسيرة رائعة في البطولة شهدت سحقه لعمالقة مثل إنتر ميامي (4-0)، بايرن ميونيخ (2-0)، وريال مدريد (4-0). لكن تشيلسي كان له رأي آخر تماماً.

بدأت المباراة بحذر من الطرفين، لكن تشيلسي سرعان ما أظهر نواياه الهجومية.

في الدقيقة الثامنة، سدد كول بالمر كرة مقوسة مرت بجوار المرمى بقليل، لتُعلن عن قدوم الخطر.

في المقابل، أتيحت الفرصة الأولى لباريس سان جيرمان في الدقيقة 29 عبر ديزاير دويه، أفضل لاعب في نهائي دوري أبطال أوروبا، لكنه اختار التمرير بدلاً من التسديد، ليتصدى مارك كوكوريلا للكرة وتضيع فرصة محققة.

ثم جاءت لحظة تألق كول بالمر. في الدقيقة 22، استلم بالمر الكرة داخل منطقة الجزاء وسدد كرة أرضية منخفضة بقدمه اليسرى في الزاوية اليمنى السفلية لمرمى الحارس جيانلويجي دوناروما، مانحاً تشيلسي التقدم 1-0.

هذا الهدف كان الثاني فقط الذي تستقبله شباك باريس سان جيرمان في البطولة بأكملها.

لم يكتفِ بالمر بذلك، فبعد ثماني دقائق فقط، وتحديداً في الدقيقة 30، عاد ليُسجل هدفاً مشابهاً تماماً.

كرة أرضية أخرى من على حافة منطقة الجزاء، استقرت في نفس الزاوية السفلية، ليُضاعف النتيجة لتشيلسي 2-0.

بدا باريس سان جيرمان مرتبكاً، خاصة على الجانب الأيسر من دفاعه حيث استغل تشيلسي المساحات بذكاء.

وقبل نهاية الشوط الأول مباشرة، وتحديداً في الدقيقة 43، وجه تشيلسي الضربة القاضية.

بتمريرة رائعة من كول بالمر، تمكن الوافد الجديد جواو بيدرو من رفع الكرة ببراعة من فوق دوناروما، مسجلاً الهدف الثالث لتشيلسي.

احتفلت جماهير تشيلسي بحماس بينما ساد الصمت مدرجات باريس سان جيرمان.

الشوط الأول شهد أيضاً ثلاث بطاقات صفراء لتشيلسي (بيدرو نيتو، موسيس كايسيدو، مالو غوستو)، مما أضاف بعض التوتر للمباراة.

استراحة الشوطين: موسيقى عالمية وقصص ملهمة

شهدت استراحة الشوط الأول عرضاً ترفيهياً مذهلاً، حيث انضمت فرقة كولدبلاي إلى الحفل بشكل مفاجئ، وغنت أغنيتها الشهيرة “سماء مليئة بالنجوم” (A Sky Full of Stars)، ليركض المشجعون عائدين إلى مقاعدهم وهم يقفزون ويغنون.

كما أدى فنان الريغيتون الكولومبي جاي بالفين أغنيته “مي جينتي” (Mi Gente)، والمغنية الأمريكية دوجا كات، والمغني النيجيري تيمز.

كما تم تسليط الضوء على القصة الملهمة للمغني الأسترالي إيمانويل كيلي، الذي شارك في الحفل بعد رحلة مؤثرة من دار أيتام في بغداد، متأثراً بالحرب الكيميائية في طفولته.

الشوط الثاني: صمود تشيلسي وانهيار باريس سان جيرمان

مع بداية الشوط الثاني، حاول باريس سان جيرمان العودة للمباراة.

في الدقائق الأولى، سنحت لهم فرصتان خطيرتان عبر فابيان رويز وخفيتشا كفاراتسخيليا.

في الدقيقة 52، تصدى حارس تشيلسي روبرت سانشيز ببراعة لتسديدة عثمان ديمبيلي من مسافة قريبة، ليُثبت جدارته ويُحرم باريس سان جيرمان من تقليص الفارق.

على الرغم من محاولات لويس إنريكي، مدرب باريس سان جيرمان، بتغييرات هجومية (إشراك برادلي باركولا، غونسالو راموس، وارن زائير-إيمري، وسيني مايولو)، إلا أن دفاع تشيلسي ظل صامداً.

بدا باريس سان جيرمان مرهقاً ومرتبكاً بعد موسم طويل وشاق، وهو ما انعكس على أدائهم.

في الدقيقة 61، شهد تشيلسي لحظة مقلقة بخروج إنزو فرنانديز وهو يعرج، ليحل محله أندريه سانتوس.

في الدقيقة 85، ساءت الأمور لباريس سان جيرمان بشكل درامي.

طُرد لاعب الوسط جواو نيفيس بعد مراجعة تقنية الفيديو المساعد (VAR) التي أظهرت قيامه بجذب مدافع تشيلسي مارك كوكوريلا من شعره بعد اصطدام بينهما.

هذا السلوك العنيف أدى إلى بطاقة حمراء مباشرة، ليُكمل باريس سان جيرمان المباراة بعشرة لاعبين.

انتهت المباراة بصافرة الحكم، معلنة فوز تشيلسي بنتيجة 3-0 وتتويجه بطلاً لكأس العالم للأندية.

على الرغم من أن تشيلسي استحوذ على الكرة بنسبة 34% فقط، إلا أنه كان أكثر فاعلية، مسجلاً 2.08 هدفاً متوقعاً من 10 تسديدات وثلاث فرص خطيرة، مقارنة بـ 0.55 هدفاً متوقعاً لباريس سان جيرمان من 8 تسديدات وفرصة واحدة خطيرة.

ما بعد المباراة: احتفالات تشيلسي وخيبة أمل باريس سان جيرمان

بعد صافرة النهاية، انفجرت مشاعر الفرح في معسكر تشيلسي، بينما خيمت خيبة الأمل العميقة على لاعبي باريس سان جيرمان الذين جلسوا على أرض الملعب في حزن شديد.

بعد موسم شبه مثالي توجوا فيه بدوري أبطال أوروبا وثلاثة ألقاب محلية أخرى، كان فقدان فرصة التتويج بلقب أبطال العالم بهذا الشكل القاسي بمثابة ضربة موجعة.

صور اللاعبين الحزينة على منصة التتويج، بعد كل الجهد المبذول في البطولة، كانت تعكس حجم الصدمة وخيبة الأمل من عدم إكمال ما كان يمكن أن يكون مسيرة لا تُنسى.

شهدت أرض الملعب أيضاً مشاهد غاضبة، حيث بدا أن مدرب باريس سان جيرمان لويس إنريكي دخل في مشادة كلامية مع مهاجم تشيلسي جواو بيدرو وحارس مرمى باريس سان جيرمان جيانلويجي دوناروما، قبل أن يتم فصلهم.

وقد يواجه إنريكي عقوبة بسبب هذا السلوك.

احتفل لاعبو تشيلسي بلقبهم الثاني في كأس العالم للأندية (بعد فوزهم في 2021)، والأول في هذه النسخة الموسعة. أشاد كول بالمر بمدربه إنزو ماريسكا، قائلاً: “وضع المدرب خطة لعب رائعة.

كان يعلم أين ستكون المساحة التي ستُتاح لي، وكان عليّ أن أرد له الجميل.

” أما ماريسكا، فقد عبر عن سعادته بالفوز بكأسين في موسمه الأول مع تشيلسي، مشيراً إلى أنه “متحمس للغاية” لأخذ إجازة قبل انطلاق موسم الدوري الإنجليزي الممتاز في 17 أغسطس ضد كريستال بالاس.

دلالات الفوز: حقبة جديدة لتشيلسي؟

يمثل هذا الفوز الكبير نقطة تحول لتشيلسي. بعد إنفاقات باهظة وتعيينات إدارية فوضوية تحت قيادة المالكين الأمريكيين تود بوهلي وكليرليك كابيتال، بدأت الكؤوس تتوالى.

فوز الفريق بدوري المؤتمرات الأوروبي الموسم الماضي، وتأهله لدوري أبطال أوروبا، والآن تتويجه بكأس العالم للأندية، يُشير إلى أن الاستثمار بدأ يؤتي ثماره، وأن هذه قد تكون بداية حقبة جديدة من المجد لـ “البلوز”.

في المقابل، على الرغم من موسم باريس سان جيرمان شبه المثالي، إلا أن إخفاقه في السيطرة على هذه المباراة النهائية وفقدان لاعبيه ومدربه لتركيزهم، يُلقي بظلال من الشك على قدرتهم على الحفاظ على هذا الزخم.

المزيد من الكاتب

AEW All In: Texas 2025 – ليلة تاريخية تُخلّد في ذاكرة المصارعة!

ويمبلدون 2025: تحفة فنية على العشب الأخضر.. سينر يصنع التاريخ ويكسر شوكة ألكاراز!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *