تستعد إيطاليا لمواجهة مصيرية ضد العملاق الإسباني، أبطال العالم، في يورو 2025، وهي مباراة قد تحسم موقعها في ربع النهائي. بعد جولتين من منافسات المجموعة “ب”، أكد المدرب أندريا سونسين ثقته في قدرة فريقه على إلحاق الضرر بـ “لا روخا”، رغم هيمنة الأخيرة المطلقة حتى الآن في البطولة.
وضع المجموعة: إسبانيا تحلق في الصدارة وصراع التأهل يشتعل في المجموعة “ب”
مع انقضاء الجولة الثانية من دور المجموعات في يورو 2025، تتكشف ملامح الصراع في المجموعة “ب”، حيث حسمت إسبانيا تأهلها مبكراً بامتياز وتتربع على الصدارة، بينما يشتد الصراع على البطاقة الثانية المؤهلة نحو الأدوار الإقصائية.
القصة بدأت في 3 يوليو 2025، حيث افتتحت إيطاليا مشوارها بفوز صعب على بلجيكا بنتيجة 2-1، في مواجهة مثيرة. في اليوم نفسه، لم تدع إسبانيا مجالاً للشك في نواياها مبكراً، فقدمت عرضاً هجومياً مذهلاً وسحقت البرتغال بخماسية نظيفة (5-0)، لتعلن عن نفسها بقوة كمرشح لا يستهان به.
مع حلول الجولة الثانية بتاريخ 7 يوليو 2025، واصلت إسبانيا زحفها الكاسح نحو الصدارة. التقت بـبلجيكا مرة أخرى وأمطرت شباكها بـستة أهداف مقابل هدفين (6-2)، مؤكدة تفوقها الهجومي المذهل الذي رفع إجمالي أهدافها في البطولة إلى 11 هدفاً في مباراتين فقط. في المقابل، شهدت مباراة البرتغال وإيطاليا فصلاً آخر من دراما التأهل؛ ظنت إيطاليا أنها حسمت الأمر بتقدمها بهدف، لكن القدر كان له رأي آخر، حيث خطفت البرتغال هدف التعادل في الدقائق الأخيرة، لتنتهي المباراة بـالتعادل 1-1. هذه النتيجة أبقت آمال البرتغال حية في المنافسة، وأجلت احتفال إيطاليا بالتأهل.
بعد هاتين الجولتين، تتصدر إسبانيا المجموعة برصيد 6 نقاط، مع فارق أهداف مذهل +9، وقد حسمت بالفعل تأهلها إلى ربع النهائي. خلفها، تأتي إيطاليا في المركز الثاني برصيد 4 نقاط، بفارق أهداف +1. أما البرتغال فتقبع في المركز الثالث بنقطة واحدة وفارق أهداف -5، بينما تتذيل بلجيكا الترتيب بدون نقاط وفارق أهداف -5 أيضاً، ويبدو أنها أقرب للخروج.
الأنظار تتجه الآن نحو الجولة الأخيرة الحاسمة التي ستقام في 11 يوليو 2025. ستكون هناك مباراتان متزامنتان تحملان في طياتهما كل الإثارة. في أبرز المواجهات، ستلتقي إيطاليا مع إسبانيا في اختبار حقيقي لقدرة “الآزوري”. ستحتاج إيطاليا إلى نقطة واحدة على الأقل لضمان التأهل المباشر دون الدخول في حسابات معقدة. في نفس التوقيت، ستواجه البرتغال بلجيكا؛ البرتغال ستبذل قصارى جهدها لتحقيق فوز كبير بفارق أهداف واسع، وتأمل في أن تخسر إيطاليا أمام إسبانيا بفارق كبير أيضاً، لعلها تحدث المفاجأة وتنتزع بطاقة التأهل، علماً بأن إيطاليا تتفوق عليها حالياً بفارق ستة أهداف كبير.
إسبانيا ضمنت مكانها في ربع النهائي بالفعل، بينما يتأهب صراع شرس بين إيطاليا والبرتغال في الجولة الأخيرة على البطاقة الثانية المؤهلة.
ثقة “الآزوري”: سونسين يتحدى هيمنة إسبانيا
أكد أندريا سونسين، مدرب إيطاليا، يوم الخميس أن فريقه قادر على إلحاق الضرر بإسبانيا قبل مواجهتهما المرتقبة. إيطاليا تحتل المركز الثاني في المجموعة الثانية، بفارق نقطتين عن إسبانيا المتصدرة وثلاث نقاط عن البرتغال صاحبة المركز الثالث، مما يعني أن أي نتيجة باستثناء الهزيمة في برن ستضمن لها مكانًا في ربع النهائي.
يعتقد سونسين أن فريقه قادر على إلحاق الضرر بإسبانيا، مستنداً إلى تعادله المثير للإعجاب مع “لا روخا” في أكتوبر الماضي ومسيرته الإيجابية في دوري الأمم الأوروبية. وقال سونسين: “كان الوضع مختلفًا (التعادل 1-1 العام الماضي) لكننا نعرفهم جيدًا”.
“نحن فريق منظم جيدًا عندما نواجه فريقًا مثل إسبانيا، فريق يحتفظ بالكرة كثيرًا… نحتاج إلى أن نكون دقيقين للغاية عندما تكون الكرة بين أقدامنا”. وأضاف بثقة: “لدينا مهارات وشخصية وجودة في فريقنا، وهناك العديد من المراكز التي يمكننا من خلالها إلحاق الضرر بدفاع إسبانيا”.
“لقد لعبنا ضدهم عدة مرات منذ توليت المسؤولية… لذا نعرف بعضنا البعض جيدًا ونحترمهم بشدة، لكننا مقتنعون بقدرتنا على تحقيق هدفنا وهو التأهل إلى الدور التالي.”
سجل دفاعي قوي وطموح هجومي: مفاتيح إيطاليا للتأهل
تتمتع إيطاليا برفاهية التأهل حتى في حال خسارتها، إذ يتفوق “الآزوري” بستة أهداف على البرتغال التي ستواجه بلجيكا، الفريق الذي خرج بالفعل من البطولة.
يمتلك فريق سونسين ثاني أفضل سجل دفاعي في البطولة حتى الآن، حيث استقبل هدفًا واحدًا فقط، كما يحتل المركز الثاني خلف إسبانيا في عدد التسديدات على المرمى، رغم تسجيله هدفين فقط. لكن إسبانيا سجلت 11 هدفًا في مباراتين، وتفوقت حتى الآن على جميع الفرق الأخرى في البطولة، مما يعني أن حدوث تغيير كبير في فارق أهداف إيطاليا والبرتغال ليس مستحيلاً.
وقالت المهاجمة أريانا كاروسو: “دعونا نأمل أن نحافظ على هذا السجل الدفاعي غدًا”. “نحن بحاجة إلى أن نكون أكثر دقة أمام المرمى لأننا نحصل على الكثير من اللاعبين إلى الأمام في كثير من الأحيان، لذلك إذا دافعنا بشكل جيد وتمكنا من تسجيل الأهداف، لا أرى سببًا يمنعنا من التقدم”.
مع هذه الروح القتالية والثقة بقدراتها، تسعى إيطاليا إلى إثبات ذاتها أمام أقوى فرق البطولة وحجز مكانها المستحق في الأدوار الإقصائية.